قتل الحوثيون صالح، غدروا بمن تحالف معهم وساندهم طوال الفترة الماضية.. إنهم شرذمة لا تعرف مبدأ ولا ضمير، لا تعترف بحليف ولا بصديق، وتكن العداء للجميع بلا استثناء، ولا تعرف الا نهج القتل والتدمير والتجويع. قتل صالح، بل الحقيقة أنه استشهد ولم يقتل، نحن نختلف مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واختلفنا معه كثيراً، لكنه قتل وهو في مواجهة المليشيات الانقلابية التي تعادي اليمنيين بأكملهم، وبلا استثناء، وإننا على هذا المبدأ الذي قامت الثوة والانتفاضة والمواجهة المسلحة، نعتبر صالح شهيداً، ونرجو من الله أن يرحمه بواسع غفرانه.
لقد أفلح صالح حينما أقر خاتمته بهذا الصورة، لا اعتقد أن أي يمني اليوم فرحٌ بموت صالح، أو يتشفى بذلك، إلا منهم أولئكم الذين لا يملكون ذرة ضمير أو وطنية، وانسانية، فالرجل قتل في مواجهة الجماعة التي يعاديها الشعب والعالم كله.
إننا نغفر لصالح كل ذنوبه، وإنني هنا وعبر هذه السطور أطلب من الله أن يغفر له كل ذنوبه، عذبنا الرجل كثيراً طوال تاريخيه، لكنه انتفض في الأخير الى جانب إرادتنا التي تمدنا بالإرادة لاستعادة وطننا المسلوب.
أشغل استشهاد صالح العالم مواقع التواصل الاجتماعي، وضجت به وسائل الاعلام العربية والعالمية والمحلية، واليوم يختم صالح حياته بشكل حافل، ويترك المليشيات الطائفية تتعرى لوحدها أمام مواجهة الشعب والعالم.
لا يقبل عقل ولا ضمير ولا إنسان، أن يرى رئيساً حكم البلاد أكثر من ثلاثة عقود وهو يقضي نحبه على هذا الشكل، لكن المليشيات الانقلابية، لم ولن تتورع في فعل كل ما هو دنئ وقذر، لا يقبله بشر ولا حجر.
بدأنا نشعر اليوم بهزيمة المليشيات الانقلابية، وإنها بهذا الفعل الدنيء قد حفرت قبرها بأيدها، ولن يطول أمد هذا الظلم الذي أفقر اليمنيين وأجاعهم، وليس ببعيد ذلك اليوم الذي يأتي ليكتب لليمن فصل جديد من العيش الكريم والدولة الاتحادية العادلة.
لقد كانت كلمة رئيس الجمهورية الأخيرة المقتضبة، منصفة وصادقة وحقة، وهو يعلن التسامح مع الجميع، ويعتبر صالح شهيداً قضى نحبه الى جانب آلاف الشهداء، في مواجهة أسوأ جماعة في التاريخ، وأنصف الرجل الذي كان جزءً من شرارة ثورة في وجه المليشيات، لن تبقي فيها ولن تذر.
الرحمة على صالح، وعلى شهداء الثورة والجمهورية، والغد ناظره قريب، وإن الحق لينتصر طال الزمن أو قصر،، وإنه قد قصر في لحظة قرر فيه شعب اليمن، أن يسقط مشروع ايران في اليمن ويحقق حلمه الذي طمح اليه مراراً.