أعلنت السلطات الأمنية السعودية يوم أمس إطلاق سراح دبلوماسي سعودي ضمن طاقم العمل في سفارة الرياض في العاصمة اليمنيةصنعاء، والذي تم اختطافه قبل نحو 13 يوما على يد مجموعة استعان بها أحد رجال الأعمال اليمنيين المقيم بالسعودية، وذلك لأسباب شخصية ذات طابع تجاري لا علاقة لها بالسياسة. وأوضح علي الحمدان، السفير السعودي لدى اليمن أن اختطاف سعيد المالكي الدبلوماسي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في صنعاء، كان بتدبير من أحد رجال الأعمال اليمنيين المقيم بالسعودية، والذي استعان بمجموعة من الأشخاص المشهورين بعمليات الاختطاف في العاصمة اليمنيةصنعاء. وقال في اتصال هاتفي ل«الشرق الأوسط»: «إن رجل الأعمال اليمني نشب بينه وبين شريكه السعودي خلاف، بعد أن تعرضت شركتهما للخسارة التي على أثرها تم سجن شريكه لمدة عامين ونصف في السعودية، غير أن الأول عاد ليطالب بمستحقاته، وهو ما جعله يستخدم اختطاف الدبلوماسي كوسيلة للضغط على الحكومة السعودية واستعادة تلك المستحقات». وأشار إلى أن رجل الأعمال اليمني الذي ما زال هاربا حتى الآن، كان قد وعد الخاطفين بمبلغ كبير في حال تمكنهم من اختطاف أحد موظفي السفارة السعودية في اليمن، إلى جانب مطالبته للسفارة مبلغ 20 مليون ريال سعودي منها 15 مليون كقيمة للاختطاف، و5 ملايين أخرى قيمة مستحقاته، مؤكدا أن السفارة السعودية رفضت هذا الابتزاز كليا. وأضاف: «تمكن الخاطفون من اختطاف الدبلوماسي سعيد المالكي أثناء خروجه من أحد المطاعم الواقعة على شارع رئيسي في حي راق بصنعاء، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء، خصوصا أن المختطف كان بمفرده، وهو ما سهل على الخاطفين القيام بذلك»، مبينا أنه عادة ما يخرج موظفو السفارة السعودية على هيئة مجموعات». وفي ما يتعلق بكيفية إطلاق سراح الدبلوماسي، أفاد السفير السعودي في اليمن بأنه تم الاتصال بالرئيس اليمني والحكومة اليمنية، إلى جانب الاستعانة بشيوخ القبائل الذين تواصلوا مع الخاطفين وأتاحوا للسفارة السعودية الاتصال بالمختطف أثناء فترة اختطافه، مضيفا: «تمكنت هذه الأطراف من إقناع الخاطفين بوجود ضرر على الجميع، كون تلك العملية تعد سابقة خطيرة، فضلا عن رفض السعودية لأي عمليات ابتزاز من هذا النوع». يأتي ذلك في وقت أعلن فيه يوم أمس الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية، إطلاق سراح الدبلوماسي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في صنعاء، وذلك بعد اتصالات ومساع مكثفة لإنهاء اختطافه، لافتا إلى أن المختطف وصل للسفارة بصحة جيدة. وبالعودة إلى علي الحمدان، أكد أن عملية اختطاف الدبلوماسي سعيد المالكي، البالغ من العمر 35 عاما، ويعمل سكرتيرا ثانيا في السفارة، كانت بمثابة درس كبير للسفارة السعودية، فضلا عن أنها أسهمت في زيادة وعي الموظفين فيها، الذين تم تشديد الحراسة على مقرات سكنهم وتحذيرهم من الخروج بمفردهم في أوقات متأخرة من الليل أو بمفردهم إلى أماكن مفتوحة. وشدد السفير السعودي في اليمن على أنه ستتم ملاحقة الخاطفين قانونيا، إضافة إلى رجل الأعمال اليمني الهارب الذي أغلق كافة هواتفه الجوالة حتى الآن، مؤكدا في الوقت نفسه أن الدبلوماسي الذي تم إطلاق سراحه لم يتعرض إلى أعمال عنف من قبل هؤلاء الخاطفين. يشار إلى أن اليمن تشهد عمليات خطف متكررة لأجانب على يد قبائل تلجأ إلى هذه الممارسات عادة للضغط على السلطات وتلبية مطالبهم، التي عادة ما تتمحور حول الإفراج عن أحد سجنائهم أو شق طرقات، حيث إنه تم اختطاف أكثر من 200 أجنبي خلال السنوات ال15 الأخيرة في اليمن، والذين تم الإفراج عن غالبيتهم سالمين.