توقفت عشرات المخابز والأفران في صنعاء وعدد من مدن اليمن، عن العمل بسبب أزمة المحروقات وارتفاع أسعار القمح ، الوضع الذي يشكو منه أصحاب المخابز ويعاني فيه المواطنون في الحصول على الخبز. ويقول سالم المعمري مستشار الأمن الغذائي في وزارة الصناعة والتجارة لوكالة انباء (شينخوا)، إن من أهم الأسباب التي دفعت أصحاب المخابز والأفران في عموم المحافظات والمدن اليمنية إلى إغلاق محالهم امام المواطنين هو انعدام مادة الديزل . ويعد الديزل المحرك الأساسي لعمل تلك المخابز والافران في اليمن . ويشهد اليمن أزمة خانقة في المحروقات بسبب الاضطرابات التي اندلعت بالتزامن مع الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام منذ بداية فبراير الماضي . وتعود أزمة الوقود في اليمن إلى تراجع إنتاج اليمن من النفط الخام بشكل كبير بعد تفجير انبوب النفط منتصف مارس الماضي. وحول ارتفاع أسعار منتجات تلك الأفران والمخابز ، قال المعمري "نعم هناك ارتفاع في الأسعار ، خاصة في محصول القمح وهذا ما دفع أصحاب الافران والمخابز الى رفع اسعار منتجاتهم". وتابع انه المتوقع ان ترتفع أسعار القمح في الأيام القادمة اكثر بسبب الوضع الراهن المتدهور وجراء اختفاء الرقابة على التجار والذين سوف يستغلون قدوم شهر رمضان لاستغلال المواطن . وكان وزير الصناعة والتجارة اليمني هشام شرف قد تحدث قبل ايام عن جهود حثيثة تقوم بها وزارته من اجل توفير مادة الديزل لأصحاب الأفران والمخابز وكذلك تسهيل نقل القمح الى تلك المنشآت . وتعد أزمة اغلاق وتوقف المخابز الثانية في تاريخ اليمن المعاصر، حسب مختصين في الشأن الاقتصادي اليمني. وكان اليمن قد شهد أزمة توقف وإغلاق المخابز في حرب صيف 1994 بين شمال وجنوباليمن . ويقول إبراهيم سيف وهو صاحب مخبز في حي (حدة) بصنعاء ، إنه اضطر الى اغلاق مخبزه بسب انعدام الديزل وارتفاع اسعار القمح. وتابع انه "في حال توفر الديزل فان اسعاره تكون مبالغ فيها" . وأضاف ان هذا الامر "جعلنا لا نفكر فى انتاج الخبز لان العائد سيكون اقل مما ينفق" . بدوره ، قال محمد حسن (31 عاما) وهو يمني من مدينة الضالع جنوباليمن إن "المشاكل الناتجة عن اختفاء مادة الديزل أدت الى إغلاق غالبية مخابزالمدينةابوابها فى وجه المستهلكين" . وتابع ان أصحاب المخابز يبررون ذلك ب"انعدام مادة الديزل من جهة وارتفاع سعر القمح من جهه اخرى". ووصل سعر جوال القمح زنة (50 كلجم) الى ثلاثة أضعاف السعر المعتاد حتى بداية العام 2011 ، حيث كان سعره 5000 ريال يمني ، في حين وصل في بعض المدن الى 15000 ريال (الدولار الواحد يعادل نحو 240 ريال يمني). واشتكت فاطمة ملهى وهي ربة منزل من سكان مدينة اب وسط اليمن من قيام "معظم الأفران في المدينة بتصغير حجم الخبز ورفع أسعاره". وقالت إن انعدام الغاز المنزلي هو الذي دفعنا الى البحث عن تلك المخابز والافران . بدوره ، قال عبدالله المؤيد وهو طالب جامعي من سكان مدينة حجة شمال غرب صنعاء ان "الكثير من أصحاب الأفران فى مدينة حجة اضطر إلى إغلاق المخابز بسبب انعدام الديزل وارتفاع أسعار القمح ، حيث وصل سعر ال50 كيلو الى 15000 ريال".