في سابقة غير أخلاقية، كشفت جماعة الحوثي عن وجهها الحقيقي لتبدو أسوأ جماعة عنصرية حكمت اليمن. إذ أنها إلى جانب النيران التي تشعلها في بيوت المدنيين والعزل في مختلف جبهات معاركها العبثية داخل اليمن، فهي تطبق على مدينة تعز حصاراً مميتاً يمنع عن أبنائها وصول الأغذية والأدوية والمياه. منذ أسابيع تعاني تعز من حالة عطش بسبب ندرة المياه الدائمة في المدينة فضلاً عن إجراءات جديدة قامت بها جماعة الحوثي وقوات صالح المسيطرة على محيط المدينة، بحيث منعت وصول أي قوافل إغاثة تحمل أدوية أو أغذية أو حتى وايتات محملة بالمياه يأتي بها المواطنون من آبار في بعض المناطق المحيطة بالمدينة. قبل أيام قليلة، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حكاية حزينة أن الجماعة في أحد نقاطها الأمنية في المدينة منعت دخول الوايتات لأبناء تعز الذين اشتد عطشهم، وبعد مفاوضات مع المسئولين الأمنيين في النقطة، أمر احدهم عناصره برفع فتحتة الوايت الماء والتبول فيه، معلقاً على الأمل بكل سخرية: ما ذلحين.. اسقوا أهل تعز بهذا ! "يماني نت " تواصل مع نشطاء في المقاومة الشعبية بتعز وأكدوا سماع الحكاية من أحد سائقي "الوايتات"، منوهين أن الجماعة التي تقتل بدم بارد بإمكان عناصرها أن يقدموا على أمر مشين كهذا.
ومع استمرار عطش تعز وتحرك نشطاء من المحافظات المجاورة لإنقاذها بمسيرة أسموها "مسيرة مياه" استبقت الجماعة الأمر ونفذت حملة اعتقالات لنشطاء في محافظة إب اجتمعوا لتدارس الأمر. وتحركت صباح اليوم الثلاثاء، مسيرة شبابية من مدينة إب وسط اليمن، تحمل مياة الشرب لسكان مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون، ويمنعون دخول المواد الغذائية والمياة إليها منذ عدة أشهر.
ويشارك في المسيرة التي تحمل اسم "مسيرة المياة"، صحفيون وناشطون سياسيون وحقوقيون إضافة لعشرات الشباب انضموا للفعالية الهادفة لإيصال مياة الشرب لسكان تعز، صاحبة أكثر كثافة سكانية في اليمن.
وقال مشاركون في اللجنة المنظمة للأناضول، إنهم "سيحملون عبوات المياة كشعار تعبيري للمسيرة الإغاثية وسيتقدمون شاحنات تحمل خزانات مليئة بمياة الشرب لسكان تعز الذين لجأوا الأيام الماضية لشرب المياة المالحة".
واستبق الحوثيون الفعالية التي تندد بحصارهم لمدينة تعز، بشن حملة اعتقالات للجنة المنظمة في مدينة إب، مساء أمس الإثنين.
وذكر ناشطون ل"يماني نت"، أن "دوريات عسكرية للحوثيين، داهمت مقر اجتماع اللجنة المنظمة للمسيرة واعتقلت نحو 30 ناشطًا.
وتعيش مدينة تعز، وسط اليمن، حصارًا خانقًا فرضه الحوثيون على دخول السلع والمواد الغذائية والطبية ومياة الشرب، وخصوصًا المناطق التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
ويقول مواطنون في تعز، إن "الناس اضطروا لشرب المياة المالحة بعد تعذر الحصول على مياة الشرب المحلاة خلال اليومين الماضيين، ووصول سعر عبوة 10 لتر، إلى 400 ريال يمني (دولارين).
وتسيطر المقاومة الشعبية بتعز على غالبية المناطق داخل المدينة، فيما يسيطر الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، على منافذ المدينة والمرتفعات التي يشنون منها قصفًا مدفعيًا ضد مواقع المقاومة.