لطالما أن حاولت أن أتفهم لطرح وموقف و اتجاه و أدبيات من يسمون أنفسهم ( دعاة الجنوب والقضية الجنوبية ) ولكن لم أجد سبيلا إلى ذلك لا ترفعا و لا غرورا ولا صلفا ولا كحال من تأخذه العزة بالإثم نعوذ بالله من ذلك , ولكن أراء في هذا الموقف ثبات على الحق والمبادئ وعدم الانسياق والتطبيل والتزمير خلف كل ناعق . نعم هناك اتجاهين وطريقين متضادين ولا يمكن لنا الجمع بينهما بأي حال من الأحوال إلا ان يعرف كل طرف ما له وما عليه , هذين الاتجاهين و والتجمعين هما اتجاه دعاة (القضية الحضرمية ) واتجاه دعاة ( القضية الجنوبية ) وليفصل أيه الإخوة وليحكم بيننا حاكم بالعدل والحق نحن ( دعاة القضية الحضرمية ) نقول قضية ( حضرموت ) هم يقولون قضية ( الجنوب ) نحن نقول ( دولة حضرموت ) يقولون لا بل هي ( دولة الجنوب ) نقول العاصمة ( المكلا ) يقولون لا بل العاصمة ( عدن ) نقول هذه الراية وهذا العلم هي راية وعلم العهد البائد يقولون ما لنا بد منها رايتنا نناضل ونجاهد تحتها و من اجلها , نقول تعالوا نتحاور لنصل إلى كلمة سوى ونرسم مستقبل وحياة أفضل لكل من شعب حضرموت والجنوب يقولون بعد التحرير احد يعلم متى سيكون التحرير ؟ الإخوة دعاة ( الجنوب والقضية الجنوبية ) ارجوا منكم المعذرة فانا لا تطاوعني نفسي أن أتخلى عن هويتي وانتمائي وأقول بأنني جنوبي وأنا حضرمي واعرف الفرق بين دلالة المصطلحين . قد يقول قائل : انته لا ترضى وهذه الجموع الغفيرة والآلاف المؤلفة التي تتظاهر في حضرموت رافعة راية الجنوب وشعار الجنوب مالها ترضى ؟ ألا يعتزون بهويتهم وتراثهم وثقافتهم وانتمائهم ؟ نقول : إن من يتظاهر من الحضارمة رافع ( راية الجنوب ) لا ( راية حضرموت ) إما جاهل بتاريخ بلدة وهويته ولا يعرف معنى الانتماء للأرض و الهوية والوطن أو إنسان له في هذا الأمر مآرب و مصالح شخصية يريد تحقيقها من وراء ذلك حتى وان كان على حساب المصلحة العلياء للوطن الحضرمي وقد يكون هناك سبب آخر وهو : ما وصل إليه حال الناس من ظروف معيشية صعبة وما ذاقوه من مرارة الوحدة المزعومة وما تركته في حياتهم من دمار وهلاك خاصة إذا ما قارنوا أوضاعهم اليوم بأوضاعهم بالأمس لذا فهم معذورين وهذا ما نجزم به انه وراء التفاف الجماهير في حضرموت خلف ما يسمى ( بالحراك الجنوبي ) لا حبا في الحراك وقادته ولكن لاعتقادهم ان فيهم الخلاص هكذا يعتقدون , فالمسالة مسلة معيشة وحياة لا مسالة هوية وحضارة وانتماء فشتان ما بين الأمر فالعوام معذورين أما صفوة المجتمع ومثقفيه ومن له إلمام بتاريخ وحضارة هذه البلدة فلا عذر له وعذره أقبح من ذم . أنني أخاطب قادة الحراك الجنوبي وجماهيره بكل صدق وإخلاص بعيدا عن المجاملة والنفاق ويشهد الله على ما نقول إن دفاعنا عن حضرموت وموقفنا من الحراك ليس نابع من حقد دفين أو حسد أو انتقام أو مصلحة شخصية بل إنشاء الله هو موقف نابع من الانحياز للحق و والأوطان و الحق أحق ان يتبع . ومع ذلك أقول ويقول غيري من دعاة ( القضية الحضرمية ) لإخوانهم دعاة ( القضية الجنوبية ) تعالوا من الآن نتفق فيما بيننا فيما إذا تم الانفصال على اسم الدولة وعاصمتها ورايتها وأدبياتها ودستورها ونظامها فحينما نقول ذلك فلا تسمع منهم إلا بكل غرور وعنجهية ( بعدين ) وبعدين هذه كلمة في علم الغيب ولا معنى لها هل يريدون الناس فيما بعد أذا اختلفوا أن يتقاتلوا لسمح الله ؟ فهذا كلام لا يقوله عاقل . نعم اليوم حضرموت تبحث عن الحل والمخرج والخلاص لما هي فيه والخيارات أمامها مفتوحة ومتعددة فحضرموت لن تكون رهينة وملك من أملاك ( دعاة الجنوبية ) كما لم تكون ملك وأداة طيعة لمن يريد ان يبيعها لمتنفذي صنعاء بابخس الأثمان . و أجدها هنا مناسبة لأقول للعطاس ودعاة الفدرالية مع شمال اليمن إن حضرموت لن ترضى لتكون إقليم في حكم فدرالي تبع الجنوب فإذا كان لابد من أن يكون اليمن إقليمين فليكن إقليم حضرموت واليمن مثلا على أن يحق لحضرموت تقرير مصيرها بعد سنوات محدودة هذا رأينا لا نفرضه على احد ولا ندعي الوصاية على احد . فياريت الكل يرجع للشعب فيما يتعلق بمصيره لأنه هو صاحب السلطة ومصدرها أما الاجتماعات في الصالات المغلقة والفنادق الضخمة لقلة من الأشخاص وادعاءهم تمثيل الأوطان وتقرير مصيرها فهذا مرفوض جملة وتفصيلا ولن يرضى به احد وسيظل هولاء الأشخاص يمثلون أنفسهم وليس احد ملزم بما يتوصلون إليه وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح . رئيس التجمع الوطني الحضرمي