يرى رئيس العصبة الحضرمية الدكتور عبدالله باحاج أن لحضرموت هوية مختلفة تماماً عن اليمن شماله وجنوبه، ويقول إن حضرموت لا علاقة لها باليمن شماله وجنوبه، وأنها تعاني «احتلالين» جنوبي1967م وشمالي 90 - 94م. وانتقد باحاج الحراك الجنوبي كثيراً وقال إنه لا يمتلك رؤية واضحة وهو ما جعل قياداته تتصارع على الزعامة. وكشف عن دستور أعدته قيادات في الحراك وتريد فرضه كأمر واقع فيما لو حصل الانفصال، ونفى أي علاقة تربطه بالنظام السعودي أو أي دولة أخرى، قائلاً إن حضرموت ستنال حقها في تقرير المصير عاجلاً أم آجلا.
التقاه: عارف بامؤمن وراضي صبيح
الدكتور عبدالله سعيد باحاج من مواليد 1951م المكلاحضرموت، ليسانس جغرافيا من كلية الآداب والتربية جامعة الكويت، دبلوم عالي في الدراسات الجغرافية من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، ماجستير من قسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة التونسية. حصل شهادة الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1988. شغل العديد من المناصب أهمها مدير فرع وزارة شؤون المغتربين في حضرموت، مستشار لدراسات الهجرة والاغتراب في وزار شؤون المغتربين. له العديد من البحوث العلمية والكتب في مجال الجغرافيا وقضايا التنمية. يرأس حاليا فصيل يسمى «عصبة القوى الحضرمية».
كيف هو الوضع في حضرموت؟ - الوضع في حضرموت يقوم الآن على مجموعة من الحراك، وهو يتأثر بعدّة عوامل؛ الأول: القضية الحضرمية مرت بفترة طويلة مربوطة بالقضية الجنوبية - إن صح التعبير - ولكن اتضح أن القضية الجنوبية نفسها دخلت في ضبابية كبيرة ومنشأها أن القائمين على الحراك ومفهوم استعادة الدولة والاستقلال أو التحرير لا يريدون أن يفصحوا كيف يكون الاستقلال أو التحرير؛ إن كانت عملية فك ارتباط بين دولتين يمنيتين شمالية وجنوبية هذا يعني أننا مازلنا في إطار الهوية، ولكن إذا كان التحرير والاستقلال هذا يعني أن هناك هويتين مختلفتين هوية يمنية وهوية جنوبية، ولكن الهوية الجنوبية لازم تتحدد معالمها، ما هو المطلوب بالضبط منها.
وعلى ذلك، نتمنّى أن يكون في وضوح عند الإخوة في الجنوب، والحراك الجنوبي هو حراك يقوم على أسس شرعية وعادلة ومعقولة وموضوعية، الأساس الأول هو الظلم الواقع على أبناء هذه المناطق بما فيها حضرموت، فبالتالي الحراك يقوم على رفض الظلم ورفض الاحتلال واستعادة الحقوق المسلوبة.
هل لحضرموت هوية تختلف عن اليمن وعن الجنوب؟ - الهوية الحضرمية معروفة منذ أكثر من 5000 عام، وتختلف أولا عن الجنوب؛ لأن مفهوم الجنوب غير واضح وغير محدد، عندما يقال جنوب أي جنوب هل الجنوب اليمني الذي هو المناطق ما يسمّى بالنواحي التسع اليمنية التي كانت معروفة قبل 1839، قبل الاستعمار البريطاني، وكان إمام اليمن يطالب بها، وحتى العثمانيون كانوا مصرين عليها.
في 30 نوفمبر 1967 عندما ضمت حضرموت عنوة لم يخير شعب حضرموت نهائياً ما هذه التسع النواحي؟ - الضالع ويافع وأبينولحج بما فيها عدن؛ لأن عدن جزء من لحج، ومناطق الصبيحة والمناطق الأخرى كلها منضوية في ما يسمّى بالنواحي التسع، وحضرموت ليست داخلة في هذه النواحي التسع، كانت مستقلة تماما وبعيدة عن هذه النواحي التسع، وبعيدة عن هذا الشيء. هذه المناطق بعد ما دخلت بريطانيا في المنطقة جعلت منها ما يسمّى إمارات جنوبية أو اتحاد الجنوب العربي. وفي 67 تمت العملية الكبرى بالنسبة للقوميين اليمنيين بضم حضرموت هي ضمت عنوة من سبتمبر وأكتوبر 67 إلى ما يسمّى بدولة الاستقلال في اليمن الجنوبي، وشُكل في 30 نوفمبر ما يسمّى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ولذلك نحن دائما لماّ نطرح الموضوع نطرحه من جذوره، ومن أساسياته، إن هناك خطايا وكوارث وقعت على حضرموت، هوية حضرموت مختلفة كل الاختلاف عن الهوية الجنوبية واليمنية. الجنوبيون أقرب إلى الهويّة الأم، وهي الجمهورية اليمنية. وحتى الجنوبيون كانت ثورتهم 14 أكتوبر كانوا يعتبرونها وليدة لثورة 26 سبتمبر، ولكن نحن في حضرموت لا ننظر بهذا المنظور، ننظر إلى حضرموت أنها لا علاقة لها أصلاً باليمن لا شماله ولا جنوبه. لكن – للأسف - بعضهم ممن تأخذهم العزة بالإثم والكبرياء، يرفض أن يستجيب لهذا، الكل معترف الآن أن لحضرموت هوية مختلفة، ولكن نحن حضارم لا نزكّي أنفسنا، لكن من يأتي إلينا من عرب وعجم ويمنيين وحتى جنوبيين يحس أنه في فارق في اللهجة في التاريخ في العادات والتقاليد والرؤية والعقلية، فارق في أشياء كثيرة والحضرمي دائما متسامح يقبل الكل ولا ينفر من أحد، ولكن يحافظ على خصوصيته حتى في المهاجر، في الخليج وغيرها تجد الحضرمي محتفظاً بشخصيته.
هل نفهم من كلامك أن حضرموت تعاني احتلالين؟ - نعم، وهذا البعض يستغربه والبعض لا يفهمه بشكل واضح، في30 نوفمبر 67 عندما ضمت حضرموت عنوة لم يخيّر شعب حضرموت نهائياً، والظريف والعجيب جدا أن بريطانيا عندما كانت تطلع من كل مستعمرة تستفتي شعوبها: هل تريدون أن تبقوا في التاج البريطاني أم تريدون أن تأخذوا الاستقلال؟ ما عدا حالتين (فلسطين وما يسمى باليمن الجنوبي)، وكل شعوب الأرض المستعمرة من بريطانيا تم الاستفتاء لهم وحق تقرير المصير؛ خيِّرت إلا شعب حضرموت لم يخيّر. هل يكون جزءاً من اليمن الجنوبي وتكون عاصمته عدن، أو يكون دولة مستقلة لماذا لم يخيّر شعب حضرموت؟ هنا السؤال: لماذا بريطانيا نكثت بوعدها في الاستقلال في يوم تسعة يناير 68، وجعلت حضرموت جزءاً من دولة اليمن الجنوبي؟ هذا طبعاً سؤال كبير، وفي هذا الاحتلال لم نختر، وأضفنا إلى عدن عُنوة، حتى الاسم كان بالنسبة لهم مرعباً، لا بُد من إزالة اسم حضرموت، وأتوا باسم المحافظة الخامسة، وغيّروا المسميات كلها عدا اسم كريتر، الاسم الاستعماري لم يتغيّر، وهذا أيضا من علامات الاستفهام الكبيرة.
الاحتلال الثاني طبعا تم في 90م؛ لأن الوحدة تمت بدون خيار لشعب حضرموت، وتمت عملية السطو، وجاءت قوات صنعاء ودخلت إلى حضرموت.
الذي وقع على الوحدة هو ابن حضرموت؟ - هذا هو المستغرب، ولكن ابن العلقمي، الذي فتح أبواب بغداد لهولاكو، وهو أيضا عراقي، وصار ما صار من مجزرة، معناه في ناس خونة موجودين ومسيئين لوطنك، يبيعون ضميرهم من أجل مصالح شخصية، نحن لن نذكر أسماء.
البيض اليوم يقول إن الجنوبيين ليسوا يمنيين، وهل أبناء حضرموت يمنيون؟ - هذا السؤال مردود عليه، الأستاذ علي سالم البيض تقديراً له كحضرمي، لما يقول هذا الكلام يعني مهم جداً، إنه في يوم من الأيام، أنت كنت تصر على أن حضرموت يمنية، وأن الجنوب كله يمني، وكان شعار طلاب المدارس (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، وكان بالنسبة لأي واحد يقول أنا حضرمي أنا جنوبي أنا عدني كان يحكم عليه بالإعدام. نجيء الآن بعد خمسين سنة نقول نحن مش يمنيين، طبعا أنت في يوم من الأيام لما سميت الدولة “اليمن الجنوبي”، وبعدها رحت إلى صنعاء سلمت دولة الجنوب اليمني كلها لأهل صنعاء، وقلت لهم هذه أرضكم يأهل صنعاءحضرموت أرضكم أرض يمنية تعالوا. ومن ضمن الحكايات التي تروى عن الأستاذ البيض، ومن غرائبه أنه قيل له: هل كنت تعلم أن في ثروة نفطية في حضرموت؟ قال لهم: “نعم أعلم أن في ثروة نفطية هائلة في حضرموت بتكفينا والزيادة، لكن نحن ما كنا نريد نطلعها في الوقت ذاك، منتظرين الوحدة تتم مع الأخوة في الشمال، حتى يستفيد منها الأخوة في الشمال”. كرم، لكن الآن صار في بخل، الآن يرفض حتى أن يكون يمنياً، هل هذا إنسان متزن.
الحضارم هل هم يمنيون؟ - الحضارم ليسوا يمنيين.
نحن الآن أولا نطلب استعادة الهوية بكل مفهومها، وشعب حضرموت هو الذي يختار ويقرر، هل يريد أن يكون دولة مستقلة أو جزءاً من دولة ما هو الدليل؟ - الدليل، أولاً أن اسم حضرموت أقدم من إسم اليمن ظهر عام 1500 قبل الميلاد. سبأ، معين كانت حوالي1200 قبل الميلاد. والشيء الثاني أن سبأ وحمير وغيرها، هذه الأسماء، كلها زالت، ولم يكن هناك في حاجة اسمها “اليمن” إلا قبل الإسلام ب 500 سنة. ولأن الحضارم في جنوب الجزيرة شيء وكونهم يمنيين شيء آخر، الهوية اليمنية هوية محددة في الركن الغربي في جنوب الجزيرة العربية، وإلا إذا كان كل جنوب الجزيرة العربية يمنياً، معناه عُمان يمنية، الإمارات يمنية، اسأل العماني هل أنت يمني؟ سيقول “مش يمني”، “أنا عماني”.
حدود حضرموت من أين إلى أين؟ - هناك ثلاثة حدود، في حدود تبدأ ما يسمى بالحدود التاريخية الحضارية، تبدأ شرقاً، بيحان، أبين، وتمتد حتى ظفار، هذا النطاق كله كان فيه دولة حضرموت قبل الإسلام، كانت عاصمته الأولى “ميفع” والثانية “شبوة”، وكان هناك في ثلاثة موانئ مهمّة جدا، كانت تصدر البخور واللبان الحضرمي الشهير، وسمُيت ب “العربية السعيدة”، والعربية السعيدة مش اليمن، ولكن هي حضرموت، لما كانت تنتج البخور واللبان وكانوا أصحابها أثرياء، والآن حصل قلب للتاريخ، وجزيرة سقطرى بالذات كانت تعني جزيرة السعادة؛ لأنها كانت تنتج البخور واللبان.
ما هي رؤيتكم لحضرموت؟ وهل تسعون لاستعادة دولة؟ - لا، هذا ضمن الخطأ الذي يحصل الآن من بعض الإخوان. نحن الآن أولاً نطلب استعادة الهوية بكل مفهومها، وشعب حضرموت هو الذي يختار ويقرر، هل يريد أن يكون دولة مستقلة أو جزءاً من دولة، نحن لن نكون أوصياء على شعب حضرموت، ونحن نقول حق تقرير المصير.
البيض يقول إنه في حالة الانفصال سيسمي الدولة القادمة حضرموت الاتحادية؟ البيض يقولها الآن حتى نطمئن.
ولو حدث هذا سنسمع أصحاب الضالع ولحج يقولون نحن محتلون من قبل حضرموت؟ - ليش، كل واحد يأخذ حاله نحن ما بانحتلهم ولا نريدهم يحتلوننا فليكونوا في دولة خاصة بهم ونحن في دولة خاصة بنا.
لا مانع عندنا من الحوار، لأنه المبدأ الأسلم لحل النزاعات والمشاكل بين كل شعوب الأرض هل لديكم قناعة بأن عدنولحج والضالع تابعة لحضرموت؟ - نحن ما عندنا إشكالية ما عندهم إشكالية. نحن بالنسبة لنا الهوية الحضرمية هوية منفتحة، وإن كان هذا الموضوع في النهاية يرجع للشعب الحضرمي يقرر هذا الكلام، نحن مش أوصياء على شعب حضرموت.
موقفكم من الحوار الذي سيجرى في صنعاء 18مارس؟ هل دعيتم له وهل أنتم موافقون على المشاركة فيه؟ - طبعاً نحن لم تصلنا دعوة، لكن بادرنا بخطوة، جاء إلينا كلام: لماذا تطرقوا الأبواب؟ لأن كل الناس تطرق أبوابها؛ الحراكيون طرقوا الباب، ونحن قلنا مش أقلّ من الآخرين. بالنسبة لمشاركتنا، رسلنا رسالة لجمال بنعمر بتاريخ 12 ديسمبر 2012، تقول إننا لا مانع عندنا من الحوار، لأنه المبدأ الأسلم لحل النزاعات والمشاكل بين كل شعوب الأرض، نحن سلميون، والحوار مسألة إيجابية، ولا يمكن يكون العنف، والشيء الثاني لا مانع من المشاركة عندنا، ولكن وفقاً للأسس الثلاثة التالية: أولا: أن توجه لنا دعوة وغيرنا بحكم حضرموت كيان اجتماعي وشعبي. الشيء الثاني ألاّ يكون هذا الاجتماع تحت سقف ما يسمى الحفاظ على دولة الوحدة اليمنية، والشيء الثالث أن يسمح لنا بطرح كل أطروحاتنا بكل حُرية، ونحن نطلب شيئا بسيطا؛ أي دستور في الجمهورية اليمنية أو دولة الجنوب يدوّن فيه نص حق تقرير المصير لشعب حضرموت، هذا النص مهم جدا بالنسبة لنا؛ لأن هذه الضمانة بالنسب لشعب حضرموت حتى لا نظلم لأننا لسنا يمنيين ولسنا جنوبيين. وكما نقول للجنوبيين نحن نريد هذا النص في دستور الجنوب القادم، ونقوله لليمنيين أيضا، كما طالب السنغافوريين في اتحاد ماليزيا، وحصلوا عليه، وقامت جمهورية سنغافورة بكل مودة.
ربّما لم توجّه لكم دعوة؛ لأنكم لا تمتلكون جماهير في الشارع؟ ربما لا يكون عندنا ما يسمى بالزخم الشعبي الجماهيري، والتي هي واعية وبدون وعي عملية مايسمى بالدفع الذاتي للجماهير، لكن نحن عندنا ما يسمى بالتسلل العقلي الهادئ - لكن لنا زخم عقلاني، صحيح ربّما لا يكون ما يسمى بالزخم الشعبي الجماهيري، والتي هي واعية وبدون وعي عملية ما يسمى بالدفع الذاتي للجماهير، لكن نحن عندنا ما يسمى بالتسلل العقلي الهادئ. القضية الحضرمية الآن تدخل في عقلية كل إنسان حضرمي بهدوء حتى في داخل عقل البيض نفسه، حتى في عقليات قيادات الحراك الحضارمة، بالذات الذين بدأوا يدركون ألاّ عزّ لهم إلا بدينهم ثم بحضرميتهم، وأن الجنوب قد ينقلب عليهم يوماً ما.
البيض قال العصبة لا تجد أي قبول في حضرموت؟ - رأينا ما قاله، وردينا على ما قال، وقلنا له “نحن العصبة موجودة بعناصرها، وإن كانت قليلة العدد، لكن كثيرة التأثير”، بدليل أنك أنت الآن تعمل مقابلة معي وكثير من المواقع، هذا يدلّ على أن هناك اهتماماً بالقضية الحضرمية ودليلاً أننا ماشون في خط صحيح.
ما هي خطواتكم القادمة؟ - الخطوات القادمة في نفس الإطار هذا، أولا ترسيخ نظام المؤسسية عندنا، وبحمد الله أصدرنا النظام الداخلي، ونرتّب لما يسمى بعملية التداول السلمي للإدارة والمسؤولية، بحيث ما يكون هناك كاريزما. مسؤوليتي الآن في رئاسة العصبة ستنتهي يوم 16 مايو 2013، و17 مايو سيكون هناك رئيس جديد للعصبة، ويستمر لمدة عام، وكل المسؤوليات والقيادات عندنا فيها شكل من أشكال الديمقراطية، ونحرص عليها، ونعوّد أنفسنا من الآن ألاّ يكون شخصا واحدا، نحن ما عندنا باعوم واحد ولا عندنا بيض.
كيف تنظرون إلى الحضارم في المهجر؟ - هم جُزء أصيل أساسي من تكوين العصبة.
هل عندكم إحصائية بالحضارم في المهجر؟ - كأرقام طبعا، إذا كان نحن في الداخل مليوناً في الخارج حوالي مليون أو كأكثر، هؤلاء الذين مازالوا مبقيين على الجنسية الحضرمية اليمنية، وإذا أخذنا المتجنسين سيظهر الرقم إلى 5 ملايين أو 6 ملايين أو 10 ملايين؛ لأننا الآن سمعنا أنه في اندونيسيا 5 ملايين من أصل حضرمي. وقال سفير اندونيسيا عندما جاء إلى المكلا إن حوالي 9 ملايين من أصل حضرمي، وهذا يعني شيء مهم جدا أن الحضارم جزء أساسي وأصيل من عمل العصبة، ولما عملنا مشروع القناة الفضائية الحضرمية وجدنا استجابة في كل مكان.
هل تتلقون دعماً من المملكة العربية السعودية؟ - لا، هم يروجون لهذا، وطبعا نحن ردينا على السؤال، وقلنا بصريح العبارة (اللي ثوبه طاهر يصلي)، لأننا نعرف بالضبط أش القدرات التي عندنا. علاقتنا بالإخوان المغتربين في السعودية، نحن مالنا أي علاقة أصلاً، ومن أي صلة بالنظام السعودي، ولا بأي نظام في الدول العربية أو غير العربية. نحن حركة استقلالية وطنية تسعى إلى تثبيت واستعادة حقوق حضرموت، لكن لنا علاقات بأناس من المغتربين الحضارم الذين ممكن أن يكونوا مثلا متجنسين، هذه مسألة أخرى. إذا كان هناك –مثلا- في الحراك الجنوبي ناس يتعاونون من أبناء الضالع ويافع وهم عندهم جنسيات بريطانية فهم يبيحون لأنفسهم هذا الشيء ويمنعونه علينا.
هل تحصلون على دعم من الحضارم في المهجر؟ - نعم الدعم المعنوي أكثر منه مادي الدعم. المعنوي يقوم أساساً على احتضان الفكرة، ونحن نفتح قلوبنا وعقولنا لكل من يعطي، نحن لا نمد أيدينا إلا لله عز وجل.
على ماذا تراهنون أنتم في العصبة؟ - نحن نراهن على المدى البعيد نحن ما نراهن على زمن محدد، نحن لا نراهن على حوار في زمن قصير ولا على دستور، قد يطلع في أكتوبر القادم ويفرض بالقوة على كل المناطق المسماة بالجمهورية اليمينية، والانتخابات ستفرض كما فرض الاستفتاء في فبراير الماضي على أساس أن عبد ربه يكون رئيس لكل الجمهورية اليمينية. هذا نحن لا نراهن عليه؛ لأن هذه المراهنات محدودة الأجل، ونحن نراهن على المدى البعيد أن الفكرة، طالما طرحت الآن بشكل جيّد والبذرة مادام زرعت واحتضنها. الله عز وجل، وهي الفكرة السليمة والصالحة حتى لو بعد 10 أو20 سنة، ستوصل إلى ثمارها الطيبة.
ليس لنا أي علاقة بالنظام السعودي ولا بأي نظام في الدول العربية أو غير العربية، نحن حركة استقلالية وطنية تسعى إلى تثبيت واستعادة حقوق حضرموت، لكن لنا علاقات بمغتربين حضارم ماذا تقول لمن يريد أن يفرض رأيه بالقوة في الجنوب؟ - والله أقل له تجاوزتك المرحلة الآن؛ لا يمكن أن تفرض رأياً بالقوة؛ لأنه انتهى زمن الاستبداد والتعسف؛ الآن إذا لم تقنع الناس بالخير، والاختيار الذي عندك لن يقتنعوا معك، مُمكن يأتوا معك مجموعة من أصحاب المصالح والهوى والمآرب المعروفة.
البيض وقع على اتفاقية من بعض مكوّنات الحراك تحدد أسس وضوابط الحوار الجنوبي، ومن أهمها ضرورة الإيمان بالتحرير والاستقلال؟ - نحن سنظل نطالب، لن نشارك في أي تحرير أو استقلال ما لم يحفظ لنا هذا النص، أو يؤكد عليه، ولكن في نفس الوقت لن نقف حجر عثرة في طريق الاستقلال بالنسبة للشمال والجنوب، وسنظل في حياد عن الموضوع. ونقول بصريح العبارة إن هذا الاستقلال هو تكرار لما حصل في 67م، ونحن نرفض هذا الكلام، وخاصة إذا كان ارتبط به استعادة ما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؛ لأنها كلها «خوازيق»، وبعدين في قضية ستطرح نفسها، هم حتى في استعادة الدولة هل هي استعادة كلية أو انتقائية؟ هذا ربما الناس ما فكرت فيه، ماذا سيستعيدون من دولة اليمن الجنوبي؟ هل علمها دون اسمها؟ هل اسمها دون دستورها؟ هل دستورها دون حزبها؟ أيش بالضبط الذي سيأخذونه، والذي لا يأخذونه من الدولة المستعادة؟ لم يحصل في التاريخ أن استعيدت دولة سقطت وذابت في إطار القانون مع دولة أخرى. الذي حصل في الكويت صدام دخل الكويت، لما استرجعت مش دول الكويت استقلال الكويت حرية الشعب الكويتي، آمن الشعب الكويتي في آل صباح أنهم مؤهلون أن يكونوا حكاماً، واستمروا معهم في هذا الشيء، فاستعيدت الدولة، مع أنه كان فيه غزو. في فرق هنا، الآن الإخوان إما أغبياء جدا جدا أو أذكيا جدا جدا، واحد من الاثنين، أو لؤماء جد جدا، فلذلك لماذا الدولة؟ على أساس أنهم يهربون من المحاسبة التاريخية؛ لأنه نوع من الحصانة، يقولونها الآن، لما يستعيدون الدولة ويفكون الارتباط بيقولون لك خلاص لا تحاسبنا على الماضي. لكن التحرير والاستقلال أيش معناه؛ بناء دولة جديدة بمقومات جديدة، وتلافي أخطاء الماضي، بل محاسبة الماضي، محاسبة عامة، سبعة وستين إلى اليوم ماذا تم؟ حتى يعرف الشعب.
هم يقولون تصالح وتسامح اليوم؟ - التصالح والتسامح بدون إنصاف. مانديلا ماذا عمل في جنوب أفريقيا، حاول أن يعمل تصالح وإنصاف أولا؛ كل من له قضية سواء كان من البيض أو من السود يتقدّم عند اللجنة.
هل سيرضى أبناء الجنوب بعودة هؤلاء الذين كانوا قادة للمذابح والمجازر؟ - هنا السؤال، كيف سنعيد الدولة، أنت ستعيد دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الدولة، مش كيان ما فيها حزب ما فيها عناصر علي ناصر مثلا، وضعه كيف في الدولة؟ كان رئيس دولة العطاس قحطان وسالمين، إذا أنت ستأخذ من 30 نوفمبر كلهم سيرجعون بالتسامح والتصالح، وإنصاف لهم. اعتبر هذا مشقة كبيرة جدا، أنت ستعيد تاريخاً كبيراً جدا كاملاً، سيصلون في النهاية أنهم مش قادرين يعملون شيئا، نحن نقول لهم اختصروا المسافة كلها والتعب، وخلها استقلال وتحرير، ونعيد الدولة من جديد.
هل يعرف الجنوبيون بما فيهم الحضارم أن هناك مشروع دستور جنوب موجود منذ سنتين؟ صدر في مايو 2010، وفي مادة 167، تقول فيه إن كل ولاية من ولايات دولة الجنوب تعطي نصف ثروتها للمركز، وهو عدن، والنصف الثاني تمشِّي حالها به، هذا دستور البيض الذي سيفرضه علينا، سيأتون به، ونحن في غفلة من الزمن.
مع وجود الضبابية والاختلافات الموجودة في الجنوب.. أين يتجه الجنوب؟ - الجنوب يتجه للتشظِّي؛ لأنه لم يحدد هوية أولا قبل كل شيء، حدد من أنت حتى نعرف بالضبط، ماذا تريد.
حضرموت أين تتجه؟ - اتجاهها واضح، حضرموت أعرفها من هي، لما نقول «أنا حضرمي»، معروف علاقتي بالآخرين، أنها علاقة وُدية، لكن لما أقول «أنا جنوبي»، جنوبي أيش؟ جنوب عربي، يمني، هندي، إفريقي، جنوب الشيطان، بالضبط ايش؟ تحديد الهوية مُهم جدا، لأنه حتى الآن ربّما يتهربون منه؛ لأنهم سيقعون في مأزق، لما يقولوا يمن جنوبي معناه أنهم جزء من اليمن، لما يقولوا جنوب عربي معناه سيتفقون على منطقة اتحاد الجنوب العربي، الذي كان موجودا بحدود الضالع - يافع - أبينوعدن، حضرموت مش داخلة فيه. لما يقولوا الجنوب المفتوح معناه الناس ستحتار، فهم هنا أمام إشكالية كبيرة جدا.
ما هي علاقتكم بشاب الثورة بحضرموت؟ - علاقتنا علاقة ود، لكن ود اخوي، وليس ود سياسي، نحن مختلفون معهم سياسياً، هم يرون أن حضرموت جزء من اليمن هذا شأنهم.
أيهما أسهل استعادة الهوية الحضرمية في إطار الجنوب أم اليمن؟ - في الحالتين أسهل، نحن بالنسبة لنا قضيتنا ثابتة ودائمة. نحن نقول أولئك كثير، مُمكن من الصعب نقنعهم، لكن نحن نعتقد حقيقة بأن الإخوان في الجمهورية العربية اليمنية أو اليمن يدركون تماماً أكثر من الجنوبيين، ممكن أن حضرموت مميزة عنهم، وهذا ربما يسهل لنا العملية، أنت لما تروح إلى صنعاء الناس يعاملونك كحضرمي، معناه أنهم معترفون أن هناك هوية حضرمية في الجنوب.
إلى أي حد المكلا مقسومة بين تيارين من الحراك (بامعلم وباعوم)؟ - نحن لن ندخل في تفاصيل هذا الصراع في الحراك؛ لأن هذا شأن يخص الحراك. ولكن واضح جدا أن آثار الماضي وتداعياته تعكس نفسها على الحاضر، وربما تأثر على المستقبل غياب الرؤية والوضوح والثقافة والمعرفة والنمطية في التحليل وغياب الدخول في عمق الأشياء قد يقود إلى مثل هذه الأشياء؛ لأن الكل الآن يبحث عن زعامة وإمارة وسلطة. الحراك ليس تنظيماً سياسياً، هو حركة شعبية، كل الناس فيها، نحن فيها، وأنت فيها، نحن مع الحراك، وليس من الحراك.
هل الحراك اخترق؟ - أصله مخترق قبل ما يخترق؛ لأنه عبارة عن حالة ظرفية معيّنة نفسية انفعالية من الإحباط. الذي موجود شباب لا يعمل.
لماذا التناقض موجود بين قياداته؟ - بسبب انعدام الرؤية. لا وجود لرؤية، وحتى الآن عندما تقرأ أنت عن الرؤية السياسية أو البرنامج السياسي، هم الآن مخبئين كل شيء في الأدراج.
لكن معهم جماهير كبيرة؟ - جماهير؛ لأنه محتاج لهم، هذا مثل واحد يتعلق بقشة، وهو في البحر غريق. القشة أش بتعمل له، ستزيده أكثر غرقا، وبالتالي الجماعة شعب حضرموتوالجنوب من كثر المعاناة والبؤس والشقاء والحرمان يشوف أن هذا الحراك منقذ، لكن لو تأمل فيه إن هذا فيه سم، وفيه دسم (سلاح ذو حدين)، مُمكن ينقذه ممكن يقتله، نحن لا نتمنّى تفكيك الحراك - حاشا لله - نحن نفهم أن الناس تشتغل بكثير من الوعي، وبقليل من الاندفاع والانفعال. والانفعالات دائما تضيّع أشياء كثيرة، لما يكون هناك في وعي ايش الخطوات المطلوبة؟ أولا، لما تأتي جماعة الحراك ويجبرون أصحاب الدكاكين بإغلاق محلاتكم «وإلا با نكسرها». اليوم يوم العصيان، يوم التصالح والتسامح، هل هذا يقود إلى حركة صحيحة؟
هناك من يقول إن الحراك وضع يده بيد إيران.. هل هذا سيؤثر على حضرموتوالجنوب؟ - بالتأكيد. أريدك ترجع إلى مقال لنائب بامعلم عوض جميل، مكتوب فيه “مرحبا بإيران.. وعتبا على الجيران”، هذا مقال يبيّن أنه في نية أو في خُطوات لعملية التواصل مع إيران. إيران طبعاً دولة كبرى في المنطقة، وفي حالة صراع مع الخليج، وتريد تقتنص وتمتص الموضوع وتفرض الهيمنة. نختلف معها، نؤيدها، هذا مش إشكالية، لكن الإشكالية ليست من هذا النسيج. الجزيرة العربية لأبنائها، لماذا يا أستاذ علي سالم البيض تأتي بهذا العنصر. البيض قال لا يلوموننا الخليجيون إذا ما اتجهنا لإيران واتخذنا المساندة منهم؟
هم يقولون حتى من أمريكا؟ - معناه من إيران من أمريكا من إسرائيل من الشيطان أهلا وسهلا به، هل هذه حركة وطنية صحيحة.
ترفضها حتى لو كانت في سبيل تحرير الجنوب؟ - لا، لا. الغاية لا تبرر الوسيلة. العمل الوطني الشريف الذي يقوم على أخلاقيات الإسلام. والرسول - صلى الله عليه وسلم - يعطي مثلاً أعلى في هذا الجانب، يقوم على أساس مهم جدا، أنك أنت لا تتعاون مع عدو، بحيث أنه يضرك في المستقبل.
