مسلسل الإهمال والإقصاء لمبدعي ونوابغ ومتفوقي حضرموت لم ينته ، فقصص ذلك الإهمال تطفو على السطح يوما بعد آخر لتكشف عن واقع عايشه أولئك المتفوقون بعد نجاحهم وإبداعهم يندى له الجبين.. معاناة مخترعي المحافظة هاني باجعاله وزملائه الكرام من اللامبالاة وعدم الاهتمام لم تكن الأولى وقصة المتفوقة شهباء باوزير التي لم تنتفع بتوقيعات وزير ولامحافظ وبقيت حبيسة بيتها لسنوات لن تكون الأخيرة، فهاهي متفوقة أخرى من حضرموت طالها عبث الإهمال، ولم تشفع لها سنوات التحصيل والتفوق وخلط الليل بالنهار للفوز بوظيفة تحفظ لها عيشا كريما ، متفوقة حفرت لسنوات في الصخر لتنتظر يوم تتويجها الأولى على دفعتها على مستوى الجمهورية في المعهد التقني التجاري بالمكلا ، لكنها مع الأسف صدمت بواقع أليم وعبث في خانات التوظيف قاده بعض المتنفذين والمتلاعبين بملفات التوظيف ، ومنذ التخرج في العام 2007م تاهت سامية بين أزقة عدد من مؤسسات القطاع الخاص وهي تجر جبالاً من اليأس كان بودها لو جثمت على صدور من حرموها حقا ليفوز بها آخرون ربما قدموا الكثير من التنازلات. ومرورا بشريط تفوقها …. لم تخيب سامية أمل أهلها الذين أطلقوا عليها هذا الاسم أملا منهما أن تسمو في سماوات التفوق والنجاح وتحجز مكانها بين قافلة المتفوقين في حضرموت…. واجهت كافة الظروف وتصدت لأمواج اليأس وانطلقت تمخر عباب المصاعب والملمّات لتصل إلى شاطئ التميز موقنة أن ذلكم الشاطئ سيزيح عنها بحارا من الألم والجهد المتفاني كيف لا ؟ وهي الأولى على الجمهورية في المعاهد التقنية بالجمهورية (المعهد التقني التجاري بالمكلا – فوة) … كانت واثقة أن عروضا ستتهافت عليها من هنا وهناك كل يخطب ودّها لترضى بعرضه وربما خالجها خيال أن ثمة من يطلب منها العمل في مؤسسته أو مرفقه لتوقّع على بياض ، وحق لها ذلك!!! سامية نسيت في غمرة فرحتها التي حلقت بها عنان السماء أنها في اليمن فبدأت أحلام اليقظة تتبعثر أمامها وبدت قصور الأمل تترنح نحو مقابر اليأس والقنوط لتبدأ مسيرة الألف ميل نحو وظيفة تحفظ لها وأسرتها عيشا كريما فالقلق ضرب بأعلى مقياس له بعد أن تيقنت أنها في مهب الريح فلا مقدار ولا تقدير لسنوات الجد والاجتهاد فقد يسبقها بأميال فاشل أو فاشلة تعملقا على تفوقها بواسطة عابرة أو محسوبية طائشة أو (؟؟؟؟؟). خمس سنوات مضت وسامية تائهة بين أروقة مؤسسات خاصة تؤمن حاجة أهلها وهي تأمل في مستقبل يشرق على وطن تخاطفته أحلام ثلة من الفاسدين ، وطن حرم سامية التمتع بتفوقها إكراما لأهلها الذين انتظروا لحظة تاريخية لابنتهم.. "سامية" حكاية متفوقة سمت وعلت وتفوقت وقدمت كل ماتملك من جهد مادي ونفسي لتلقى جزاء ذلك ، "سامية" حكايةٌ متفوقة تعبر عن حال الكثير من الخريجين والخريجات المتفوقين من مختلف التخصصات في جامعاتنا ومعاهدنا اليمنية الذين يصطدمون بجدران من التسويف والكذب وأسوار من التمادي في الوعود العرقوبية في الوقت الذي يتوقع فيه المتفوقون حصادا يلملم سنوات جدّهم المبعثرة وأن تكون أبواب العمل مفتوحة بمصراعيها لاستقبالهم واحتضانهم….. .فهل من مجيب ؟؟؟؟!!!!!! ** في الختام أبت المتفوقة سامية إلا أن تتحدث بلسانها لتعبر عن حجم الألم الذي واجهته بعد أن تطايرت أحلامها بما واجهته من محسوبية ووساطات منذ لحظة تخرجها.. تقول سامية : منذ تخرجي عام 2007 كانت الآمال بين ناظري تطوف محلقة بمستقبل يكون بلسما لسنوات التحصيل والتعب كان يفترض أن أحصل على أقل شي بعد التخرج مباشرة على خانة التوظيف من الدولة لكن للأسف الدولة أهملتنا وقامت عميدة المعهد الذي تخرجت منه (المعهد التقني التجاري) بتعييني معيدة في المعهد وبدأت رحلة العمل معيدة لمدة سنة بالأجر اليومي على أمل أن تكون لي الأولوية في حال قدوم أية وظائف جديدة ولكن للأسف بعد مرور العام جاءت خانات لأشخاص قاموا بتعينهم إدارة مكتب التعليم الفني والتدريب المهني-المكلا ، بعد ذلك انسحبت من المعهد واتجهت للعمل في القطاع الخاص متنقلة من قطاع لآخر وبعد عدة محاولات من إدارة المعهد التقني التجاري – فوة الذي تخرجت منه للحصول على الخانة وبعد مرور الثلاث سنوات على تخرجي تمكنت عميدة المعهد وكذا سكرتيرة المحافظ السابقة لمعرفتها الشخصية بي بجهد شخصي منهم "مشكورين " من إحضارهم لتوجيهات وكيل المحافظ ولم تجد وبعد ذلك إحضار توجيهات من المحافظ ذاته من حجز خانة لي ، ونظرا لظروف خاصة بي فقد طلبت حينها حفظ الخانة لكن للأسف تكرر مسلسل الإهمال واللامبالاة وأخذوا الخانة كعادتهم. كل ذلك أفرز لدي حقيقة لامناص منها وهي أن المتفوقين والأوائل مهملون ومهمشون في بلادنا وفي حضرموت أيضا يكفيك أن تكون حزبيا أو تابعا لجهة متنفذة لتختصر سنوات الألم والتعب وتسابق أكثر الأشخاص تفوقا وتحصيلا ومع هذا فإني أتوجه بجزيل الشكر لإدارة المعهد التي كانت حاضرة معي في أكثر من مناسبة وحاولت جاهدة لأحقق نتيجة تفوقي ، وعتبي على مكتب التعليم الفني والتدريب المهني الذي لم يقدر جهدي كل هذه السنوات بالقيام بحجز وظيفة " معيدة" على الأقل أو دعمي للسماح لي بمواصلة دراستي في الجامعة حتى وصلت على قناعة أن النجاح الذي حققته لأقدمه هدية لأهلي كان – مع الأسف- بطعم الفشل,, ختاماً : لم يكن هدفي من نشر معاناتي وقضيتي مصلحتي الشخصية فقط بقدر ماهي صرخة للالتفات لمعاناة المتفوقين الجدد بعد أن فقدت طعم التكريم الذي كان يجب أن أحظى به عن جدارة واستحقاق ؟! وأقدم في الختام الشكر للجهة التي احتضنتني واستوعبت قدراتي وإمكانياتي للعمل فيها في الوقت الراهن. وأشكر كل من ساهم في نجاحي وتفوقي. المتفوقة المصدومة : سامية حسن