من العجيب والمستغرب أن يتحول ما يطلق عليه حلف قبائل حضرموت إلى مكتب لاستقبال شكاوى المواطنين في ما يتعلق بمصلحة هذا المواطن أو ذاك ثم يخرج ببيان كوميدي يتحدث فيه عن إجراء تصعيدي لبعض مكونات ( الهبة الشعبية ) التي لم تعد ملكًا له ولا هو المكلف الوحيد بتنفيذها أو رسم مسارها على الساحة الحضرمية أو الجنوبية . عندما أعلن هذا الحلف وكل المشاركين في صياغة بيان الهبة عن موعد تدشين الهبة وأهدافها لم تحدد سبل بعينها وتحرم سبل أخرى، بل أطلقت عنان الدعوة حتى صار الكل يتساءل ما الهبة وكيف ستتم وما مداها حتى صار يوم موعدها وكأنه موعد قيام الساعة أو أن نارًا ستبعث من حضرموت تسوق الشماليين إلى المحشر . كان الجميع حينها مستعدًا للأسوأ وتدافع الناس إلى الأسواق للتبضع والتزود، وكثير من الأسر تجمعت في بيوت واحدة حذر الموت، ولم يتجرأ أحد حينها على الكلام عن مصلحة المواطنين سواء كانوا طلابًا أو تجارًا أو موظفين أو غير ذلك، فما بال هذا الحلف يتذكر اليوم أن بحضرموت أناس يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق فيجأر بصوته ويولول على مصالحهم . إن ثورة التغيير الشمالية أضاعت فصلاً دراسيًا في حضرموت دونما جدوى حقيقية رآها الناس باعتراف الثوار أنفسهم فما بال هؤلاء انقلبوا تربويين من الطراز الأول ويتباكون على الامتحانات وسير العملية التعليمية، ألا تستحق حضرموت وهبتها التضحية بفصل دراسي سيتم معالجة أمره كما عولج الذي ضاع قبله وربما بفائدة حقيقية وملموسة لحضرموت وأبنائها في هذه المرة . أنا هنا لا أسجل موقفًا من هذا الطرف أو ذاك ولكن أعبر عن حنقي ممن أراه يتعالى ويزمجر ويزبد ويرعد حتى إذا ما هب الناس فقتل من قتل كذلك الطالب الجامعي وتضرر من تضرر يستوي في ذلك من كان موظفًا أو تاجرًا أو طالبًا ثم فجأة وبدون مقدمات يكتشف أن هناك مصطلحات لم يستعملها من قبل فيزود بها آخر بياناته كالمصلحة وشكاوي المواطنين وما شاكلها . وبهذا يكون هذا الحلف قد انكفأ على نفسه لا هو أرضى سائر حلفائه من بعض القبائل المؤثرة في وادي حضرموت ولا هو ساير الهيئة التنسيقية في ساحل حضرموت ولا هو أحسن مفاوضة السلطة المحلية أو الحكومة المركزية، ولا هو حتى أرضى مواطنيه البسطاء الذين تركهم في حيص بيص بعد بيانه الذي خير منه السكوت . أيها الحلف اعمل بصمت في إطارك الذي تستطيع التحرك فيه ودع الآخرين يسوسون أطرهم كما يرونه وكلكم مسئول عن رعيته .