في ظل الأحداث المتسارعة الجسام التي تمر بها محافظتنا الحبيبة في شتى شئون الحياة المختلفة هناك صنفان من الناس وقل إن شئت موقفان مختلفان متشابهان في الظاهر مختلفان في الباطن والله أعلم بالسرائر وهما : الباكون على أمن واستقرار حضرموت : وهم الذين نحسبهم والله حسيبهم أصدق شعورا واحساسا بأحوال محافظتهم وأهلهم وسمعة بلادهم ولكنهم يؤمنون أن لكل مخاض ولادة آلام ولكل نجاح تعب ولكل حرية ثمن ولكل عزة ضريبة تدفع من أموالهم وأنفسهم وأمنهم ومعيشتهم . ولذلك فهم يصبرون على مضض العيش فيها والصبر على كل الغصص المؤلمة من أجلها . يبكون على حضرموت لأنها في الحقيقة لا تستحق كل هذا العناء والتعب خاصة أنها الأم الحاضنة لأبناء الجيران تربيهم وتطعمهم على حساب أبنائها ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، يبكون على أمهم ( حضرموت ) وهم يرونها ترضع ابنا غير ابنها ويحتضنها بكل خبث غير أهلها . هذا النوع الذي خرج ويخرج وسيخرج من أجل أن ينقذ حياة حضرموت ويحمي بقية الكرامة المستباحة لأبنائها ويحفظ خيراتها المنهوبة . وهو يعلم أن لذلك ثمن سيدفعه فلا يبكي إلا إحساسا بحالها ورحمة بأبنائها . أما القسم الثاني : وهم المتباكون : وهم الذين يحاولون أن يخدعوا شعور الناس ببكائهم على حضرموت وعلى حالها وهم في الأساس لا يهمهم حالها ولا حال أبنائها بل يتباكون من أجل مصالحهم الشخصية أو إملاءاتهم الحزبية أو مكاسب مالية يبغونها من وراء بث روح الإحباط في نفوس أبنائها ليستقر الحال لهم على ماهو عليه خوفا من تبدل الحال عليهم فيحاسبون على فعلتهم التي كانوا يفعلون وعلى تآمرهم الذي كانوا يتآمرون فيه على حضرموت مع قوى الفيد والغنيمة في صنعاء أتدرون من أقصد ، إنني أقصد كل من يعيب على الناس هبتهم ويلوم عليهم تصعيدهم وهم الذين كانوا يوما من الأيام يقطعون الطرقات بالأشهر والسنوات وهم الذين عطلوا الدراسة أشهر وأسابيع وهم الذين رفعوا السلاح لحماية شباب ( التغيير ) كما يقولون تحت رعاية ( الفندم علي محسن ) . هل حلال عليكم التصعيد وحرام على غيركم إذا أردا ذلك ؟ هل حلال عليكم العصيان وتعطيل مصالح الناس من أجل أن يرحل رئيس وحرام على غيركم أن يعتصم وأن يعلن عن العصيان من أجل خيرات منهوبة وكرامة مسلوبة ؟ أظن بعد هذا الكلام ما علينا إلا أن نعرف من بكى ممن تباكى وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .