كيف أخبرك ," أنَّك القشَّة التي يتشبّث بها النهر قبل أن يغرق ؟! " كيف أخبرك , " أنَّك القطرة الأخيرة على جبين انتظارك ؟! " والخطى توشك أن تنساك إذ توشك أن لا تنساها .. وحدك أنت القادر عليها .. حولك فوضى الضوء تدسُّ في مؤخَّرة الصلوات ظلَّك المدهون بالضحايا .. أنت أيها ( الشرق ) القادم من لهى الموت الجاثي على نسق الآتين بالبشارة المحمّلين باليتم .. الراسب في قعر اللعنة حدَّ الغفران .. الساكب شهوة الحلم ، والحلم بالكاد يدرك أنَّه حلم . لا تغني الحقيقة عنه شيئاً . مسكون بليلك العاقر ، مأخوذ بصبحك المثقل بغرامات التأجيل .. كيف أخبرك ؟! والصدى يذبح الصوت ، ثمَّ يعجز أن يصل قبله ! ربّما اجتازه بكبوة ربما يخشى أن تعود إليه الضمائر وهو الجاثم على محالِّ الإعراب مبنيَّا على العري .. يعجز عنك المكان .. ترفضك الأقاصي من كلِّ شيء تتوسّطك الحوافُّ الناعمة ! كيف أخبرك ،" أنك وضوء الليل حين تنازعه المصابيح ثوبه الأسود ؟! " كيف أخبرك " أنك الذنب الملفوف في قماط الآلهة ؟! " " أنك المرقَّع بالشرف على شفير العذريّة ؟! " هل تسأل عن هذه الحشود المتّشحة بالموت الغاصَّة بالشعث ؟ أم تسأل عن الورد يعتنق الجرح مقيما مأدبة للشوك في حناجر القتلة ؟! أنت أيّها الراسم في عينيَّ ملامح الثورة . من سواك يضع أمامي حواجز تمنع السير ؟! هل أخبرك , " أنَّ قواعد الحركة تقتلها حين يصبح الوقوف سيَّد الموقف ؟! " أنت أيّها النائم في حجر الخطيئة مستغلّا كنافذة محروما كباب هل أخبرك " أننا حين نقصر عنك لا تطول وأنك حين لا تطول لا نقصر عنك ولا نطول ؟! " أنت وحدك القادر على السير في هذه الدروب المفخّخة بالأقدام الحافية . وحدك القادر على المضيِّ مرتدّاً على أثر ما سوف تنجزه من الخطوات قصصا أيها ( الشرق ) لم نسجد على ملِّة المواعيد إلّا حاجة من نبوءة قضاها عنك الانتظار الذي لم تطله هذه المرة !!