وصف الدكتور عبدالقادر محمد بايزيد رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس ماتتعرض له جامعة حضرموت بالتدمير البطيء . وقال بايزيد في منشور له على الفيس : هذه الجامعة هي إحدى امنيات حضرموت في خلق مستقبل واعد لأبنائها وهي مصنع قادة مستقبلها فما الذي يحدث فيها هذه الأيام ؟ تدمير بطئ لكن خطواته تسارعت في الآونة الأخيرة فلم تعد لقاعاتها الدراسية حرمه ولم تعد لممتكلاتها ومنشآتها أهمية ولم يعد لكادرها الإداري والأكاديمي أي اعتبار ؟ لن اوجه اصابع الاتهام لطرف بعينه فكلنا اسهمنا في ذلك بقليل او كثير ومن حيث ندري ولا ندري . قد يقول البعض إن ادارة الجامعة هي السبب وقد يصرح آخرون إن السبب يكمن في ضعف الكادر التدريسي وربما ينوه غيرهم بأن السبب الرئيس هو الوضع السياسي والإقتصادي المهترئ الذي تشهده البلاد بشكل عام وربما يشير آخرون الى أسباب أخرى لكن المهم في كل تساؤلاتنا ان نبرز جوانب الحل والذي اعتقد انه لاتملك جهة بعينها مفتاحه لكنه مسئولية جماعية تقع على عاتق المجتمع بأكمله . جامعة حضرموت منذ نشأتها لم تأخذ مكانتها الصحيحة حتى مقارنة بمثيلاتها من الجامعات اليمنية فهي تقبع في اسفل سلم اهتمام الوزارات المتعاقبة حتى التي قادها ابناء حضرموت او شاركوا فيها .وابسط نظرة لميزانيتها وعدد افراد طاقمها الأكاديمي ومنشآتها وتجهيزاتها وعدد موفديها المبعوثين من الدولة ستعطيك الصورة الواضحة لما ذكرته سابقا عن تهميش هذه الجامعة وذلك إن قارنتها بالجامعات الحكومية الأخرى بالرغم من انها بشهادة جهات حكومية تتقدم الكثير من الجامعات اليمنية . شارك ابناء حضرموت بمختلف مسئولياتهم في عدم تدارك مسيرة الجامعة نحو الإنهيار منذ امد ليس بالقريب فمن كان يتبوأ مكانة في صنعاء لم يلتفت للجامعة مثل زملاء لهم من محافظات أخرى اولوا جامعاتهم اهتماما انصب في شكل منشآت وميزانية وكادر تدريسي وتجهيزات . وحتى عندما كانت الجامعة تستنجد بهم كانوا يمدون لها يد العون بالقلب وذلك أضعف الإيمان عندهم . لا اريد إن استرسل في اللوم على اطراف بعينها فربما يقول قائل إن كادر الجامعة الأكاديمي ليس بالمستوى المطلوب ولكن اليسوا ( خريف نخلتنا ) وابناء جلدتنا ولا يمكننا إن نشكك في حبهم وولائهم لحضرموت وأهلها الطيبين . اليوم يتعرض هذا الكادر للتهديد الصريح فبعد إن كان يتعرض للتهديد في مستحقاته المالية ومكانته المجتمعية هاهو اليوم يتعرض للتهديد الصريح في حياته وحياة اولاده ويقرن التهديد بفعل للدلالة على صدق هذا الوعيد . هذا الكادر الأكاديمي مر بمنعطفات كثيرة كانت تستوجب منه ردة فعل ليس أقلها التوقف عن التدريس وتعطيل العملية التعليمية لكنه أبى الا إن يحمل مشعل العلم حتى ولو احرقته ناره فهل تعلمون إن هناك من يحمل لقب استاذ مساعد بعد حصوله على الدكتوراه ويتقاضى راتبا لايتجاوز 36 الفا من الريالات حتى الساعة وتتعمد مالية صنعاءمواصلة اذلال هذه الفئة لعلمها انها صفوة المجتمع . حاولت الجامعة حل هذا الإشكال المالي بتدبير بعض المبالغ تدفع كفوارق الرواتب على إن تستعاض حين ورودها لكنها لم ترد فوصلت الجامعة الى المرحلة التي لاتستطيع فيها دفع هذه الفوارق .. انا اتحدث هنا عن راتب ولم اتحدث بعد عن علاوات او مكافآت او ساعات عمل اضافي فهذه لم يتسلم أي عضو هيئة تدريس منها شيئا منذ اكثر من عام مع هذا قام أعضاء هيئة التدريس بواجبهم في فترات كان من المنطقي إن يتوقفوا مثل ما حدث في عام سابق حين اضرب الموظفون في الجامعة عن العمل مطالبين بحقوقهم التي لم يتسموها وهو حق مشروع لهم فتحمل الكادر الأكاديمي العمل كموظفين واداريين ومدرسين كي تجرى امتحانات نهاية العام وتمر السنة بسلام ولم يتسلموا لقاء هذا درهما ولا دينارا . تتعرض اليوم منشآت الجامعة وممتلكاتها واراضيها ومزارعها لنهب متسارع وتخريب متعمد فمن المسئول عن حمايتها إن كان المعتدي من ابناء جلدتنا . العملية التعليمية ايضا لم تكن بمنأى عن الهدم فهناك شواهد كبيرة يطول شرحها في هذا المقام ولا اعتقد انها تخفى على احد . لا اريد إن استرسل في اسدال ستائر سوداء ثقيلة لكنني اود قرع جرس ربما يكون جرس الإنذار الأخير قبل إن تنهار الجامعة فما هو دورنا كأفراد وجماعات ومنظمات واحزاب وفئات ومسئولين ومرؤوسين في حماية جامعتنا فهي ليست خاصة بفلان او علان بل إن الكل زائل وستبقى هي إن اردنا لها البقاء مصنعا لقادة مستقبلنا . جامعة حضرموت لبت الخميس الماضي نداء نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بعقد مجلس جامعة استثنائي لتدارس اوضاع الجامعة وقبلها كان لقيادة الجامعة ومكوناتها النقابية الثلاث لقاء مع محافظ المحافظة ووكلائه ومديري الأمن العام والسياسي كما التقى صبيحة السبت محافظ المحافظة باللجان النقابية بكليات الجامعة وهيئتها الإدارية . قد يقول قائل وهم كثر ليس هناك فائدة من هذه اللقاءات فليس بالمقدور عمل شئ ازاء هذا الانهيار العظيم الذي يحدث في شتى المجالات لكننا يحدونا الأمل إن ننأى بالجامعة عن أي تجاذبات وهذه مسئوليتنا كلنا وليست مسئولية منتسبي الجامعة فقط . الإجتماع الإستثنائي للجامعة خرج بجملة من القرارات التصعيدية التدريجية وايضا لبى أعضاء هيئة التدريس نداء المجتمع والواجب بتأجيل البدء في الإمتناع الكامل عن التدريس لحين وجود خطوات عملية لتصحيح الوضع فالجامعة هي مصدر النور وينبغي إن تكون هي مفتاح الحل لكثير من مشاكل المجتمع . أقر مجلس الجامعة تنظيم وقفة احتجاجية امام ديوان محافظة حضرموت في العاشرة من صباح الإثنين 23 مارس الجاري دعى لها الطلاب والموظفين والكادر التدريسي تتقدمهم قيادة الجامعة ومكوناتها النقابية كما أهاب بكل مكونات المجتمع في حضرموت بالإسهام في انجاح هذه الوقفة والتعبير عن رغبة المجتمع في النأي بالجامعة عن كل ما يعيق مسيرتها التنويرية . وازاء هذه الوقفة سيتم تنظيم وقفات مماثلة من قبل كليات الجامعة الموجودة خارج المكلا . ستعقب هذه الوقفة وقفات في ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس في مجمعات الجامعة المختلفة وخلال هذه الفترة ستستمر العملية التعليمية وبعدها سيتم اتخاذ القرار المناسب وفقا ونتائج هذه الوقفات التي تهدف لإستنهاض همم المجتمع والمسئولين وتدارك الأمر بايجاد الحلول المناسبة والشروع في خطوات جدية تؤكدها افعال ملموسة . من موقعي هذا اوجه النداء وعبركم لكل مخلص لهذه الأرض ولكل متطلع لمستقبل افضل لأبنائها إن تسهموا في انتشال الجامعة من المنحدر الذي بدأت تهوي فيه ولتكن البداية بالتعبير عن وقوفكم الى جانب جامعتكم يوم الإثنين القادم. والله من وراء القصد