خرج الشعب الليبي البطل يطالب بحريته وحقوقه فتساءل العقيد القذافي مستغرباً ومستعبطاً ومستحقراً: من أنتم ؟؟ ،في العادة ينظر الناس لمفردات القذافي الخاصة بوصفها ضربا من ضروب الطرافة السياسية أو الجنون أو الغباء ، وقلة قليلة يعدونها من الحكمة أو من طرفها، ومع اختلاف الناس مع العقيد القذافي حيا وميتا فإننا نعتقد أن تساؤله الشهير (من أنتم؟) كان في محله، وصادر عن رجل بكامل قواه العقلية وشبه العقلية. فالذين خرجوا ضده هم غير أولئك البشر الذين حاول ترويضهم خلال مدة حكمه الطويلة ليكونوا قطيعا يسكت عن إهدار كرامته وضياع ثروته وسلب حريته، ويهلل لأفكاره العبقرية،ويؤيد دوره العظيم في تحرير العالم والتصفيق لمركزه الدولي بوصفه حامي حمى إفريقيا وملك ملوكها، ويعزز ما ذهبنا إليه أن عقل العقيد لم يسعفه ليفهم أو ليعي ما يحدث من ثورة في ملكوته بعكس غيره!، لهذا اهتدى وفكر وقدر ورأى أن الخارجين عليه قلة من المقملين والجرذان يستحقون القتل الأممي لتطهير ليبيا ( شبر شبر ) .ولأننا لله وفي الله لم نستطع محبة القذافي ومن قذف قذفه ولم نسع إلى ذلك سبيلا تجدنا أحيانا نستمع لما يقولون عندما نحن إلى مشاهدة مسرحية هزلية حية أو على الهواء. وإذا كان القذافي صادقا مع شعبه بحسب التساؤل فإن هناك من زملائه من الحكام العرب من جعل السؤال مواربا أو صامتا ولكنهم استعجلوا إجابة شعوبهم وعملوا كما يعمل من قبيل : نكران الواقع، الاستهزاء بمطالب الشعب، ملاحقة الناشطين، الاحتماء بعدو افتراضي، والاستعانة بجوقة المنافقين. ولكن التساؤل(من انتم؟) سيظل ذات التساؤل طالما هناك قذاذفة في الزمان غير الزمان، وفي المكان غير المكان، ولن يختفي إلا عندما يعيد التواقون للحياة الكريمة للمقذوفين التساؤل ذات التساؤل.