سئمنا نحن أبناء حضرموت من تلك الشللية التي تدار بها حضرموت التاريخ والثقافة .. سئمنا من أولئك المسئولين القابعين في مناصبهم الإدارية منذ فترة بعيدة من الزمان … وصل الحد ببعضهم إلى اعتبار المنصب ملكاً شخصيً، وإن حصل له تغيير لا يكون تغييراً بل هو تبادل أدوار: رفيقي خذ منصبي وأعطيني منصبك .. تحت ممارسة شعار خليني (( أحسن وضعي هناك وضعك أصبح جيد السيارة معك ،البيت معك ،الفلوس معك ,أبناؤك ، وأحباؤك توظفوا خلاص يكفيك خليني أنا أشوف حالي هناك ))… السلطة في حضرموت المشهود لها بالأمانة …. تحولت إلى فيد ومغنم، وذلك ليس هي من صلب ثقافتنا العتيدة … ثقافتنا نحن الحضرميون الحفاظ على الحقوق .. حتى أصبح الحضرمي يضرب به المثل في العالم كله … زكَّانا العالم أننا أهل صدق فبلغ تأثيرنا وأثرنا إلى شرق آسيا والقرن الأفريقي . حضرموت الساحل والوادي يضج أبناؤها بصوت عال: متى يأتي إلينا التغيير .. نداؤهم لم تسمعه تلك الآذان الصماء أو أنها تسمع لكنها تتجاهل تلك المطالب المشروعة التي يتبناها أبناء المحافظة الخيرين . قد يتصور بعضهم أن من يكتب يرتجي تحقيق هدفٍ ما من وراء كتابته لتحقيق حاجة في نفس يعقوب كما يقال .. لا لنحسن الظن .. هي غيرة على محافظتي الزاخرة بكوادرها الأكفاء المهمشون تحت شعار (( أخي خذ راتبك وخليك في بيتك )) ما أوصل حضرموت إلى حالها المزري إلا الإدارة السيئة التي تدار بها المحافظة في عصر التحولات السريعة .. بينما هي حركتها بطيئة كحركة السلحفاة أو دونها . شدتني عبارات في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المكتب التنفيذي بالوادي برئاسة الوكيل الجديد للوادي المنهالي الذي أشار فيه كما تناولت المواقع الإخبارية ما مضمونه أن التغيير لن يتم من خلال استماع إلى صرخات تنادي بتعين قريب أو حبيب أو صديق أو تحسين وضع لمن يزكي المراد تعيينه .. التعيين على أساس الكفاءة … الكفاءة هي وحدها المعيار الوحيد لاختيار الأشخاص في المناصب الإدارية في فروع الوزارات ومدراء المديريات وغيرها من مصالح الدولة الأخرى.. بعيداً عن الولاءات والمحسوبيات … نستبشر خيراً بهذا النبأ خصوصاً وأن الوادي الحبيب لم يشهد تغييراً يذكر .. مع أن مجموعة من المدراء قد هرموا بل بلغوا من العمر عتياً … أحدهم قضى العشر ومنهم من يزيد على ذلك أو يقل بقليل حتى نسوا حالهم فاعتبروا مناصبهم خدمة لأنفسهم ولمن يحبون .. نسوا أنهم يؤدون أمانة وينفذون مهمة وطنية لينفعوا بها أبناء المجتمع جميعاً .. حتى أصبح بهم الحال والكبرياء إلى أن الطارق لأبواب مكاتبهم لا يجدهم .. أو يجدهم لكن المقابلة ممنوعة .. بحجة واهية مفادها: إخواني الأعزاء المدير في اجتماع .. المدير اليوم مزاجه غير رائق .. لا يرغب بمقابلة أحد ضارباً عرض الحائط بالتوجيه النبوي (( ما من إمام أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا وأغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته )). نعم نتمنى التغيير بل نرجوه تغييراً مقروناً بالتجديد هذا إذا ما علمنا أن مجموعة من المدراء قد بلغوا أحد الأجلين… فالتقاعد سنَّه القانون لأولئك ..لنعطي جيل الشباب الفرصة لإبراز مواهبهم ومقدراتهم من خلال المواقع القيادية ( التنفيذية ) .. نعم شباب لأن الشباب أمل للغد وبناء للمستقبل الواعد فكر الشباب فكر عصر العولمة فكر عصر التجديد والتكنولوجيا عصر التقنية والتطور المعلوماتي … لعلي لا أكون مبالغاً إن قلت: أن بعض مدراء العموم قد لا يحسن استخدام التكنولوجيا الحديثة .. وأهمها النت … فكيف بهؤلاء هل سيصنعون لنا حضرموت حديثة عريقة متطورة مزدهرة . المحافظ الموقر … لا تنسى أن حضرموت وأبناءها الخيرين وقفوا معك وقفة رجل واحد وقوفهم أمانة في عنقك حملوك فيها أمانة كبيرة منحوك وساماً كبيراً: وسام المحافظ المدعوم من أبناء محافظته … لتعلم أيه المحافظ الموقر أن ثروة حضرموت أمانة في عنقك من السطو عليها من المدراء الفاسدين قبل الآخرين الكل ممنوع من التلاعب بأملاكنا العامة … لأنها حق لنا جميعاً … الوكيل المنهالي بشارات خير في تصريحاتك الأولى احذر من المؤثرين … الحذر كل الحذر من بطانة السوء فإنها اليوم ستتغنى بك .. أنت عندها أحسن رجل غداً يعيرونك ويندرون بك … اختر بطانة صالحة تعينك على فعل الخير لك ولأبناء بلدك .. المنهالي عسى أن تنهال بتقييماتك السريعة على مدراء المكاتب بموضوعية وحيادية.. التقييم الموضوعي … والتغيير بعدها لكل العابثين بمقدرات حضرموت(الوادي والصحراء ) وأبناء حضرموت.. حضرموت الشموخ والإباء ما سمعنا يوماً حديثاً عن حضرموت إلا ويمجد أهلها .. أسأل الله القدير أن يعم علينا بسيل بل بسيول تكون طهارة لحضرموت من كل فاسد وظالم وأن يحل مكانهم كفاءات لهم غيرة على محافظتهم الغنية بتاريخها العتيد وخيراتها الزاخرة اليانعة .. والله من وراء القصد عليه توكلت وإليه الاعتذار والإنابة .