في دورة الخليج التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الجمعة حقق منتخب اليمن كل المتوقع منه والمأمول دون زيادة أو نقصان وهو القناعة بأن يكون في ذيل قائمة مجموعته وهي الصفة التي اشتهر بها في كل مشاركاته بأن يأتي في مركز لا..ينافسه عليه أحد ولا يحسده عليه أحد إذ تتطلع المنتخبات المشاركة إلى لعب المباراة النهائية أما المركز الأخير فهو خط احمر فلا يقرب منه احد لأنه خاص بالمنتخب اليمني. في خليجي واحد وعشرين بالعاصمة البحرينية المنامة استحق المنتخب اليمني لقبا غير مسبوق وهو لقب المنتخب الذي يرفع المعنويات. لعل خسارة المنتخب السعودي في أولى مبارياته أمام العراق جعلت من الجمهور السعودي كثير التشاؤم من مستقبل منتخبهم في البطولة ..واتهم الجمهور و النقاد السعوديون المدرب الهولندي ريكارد بأنه المتسبب في الخسارة ..لغياب المنهجية المنطقية التي لعب بها أمام فريق عريق هو العراق وكذلك إستدعائه لعدد من اللاعبين المتواضعين الأداء وأبرزهم ياسر القطاني لاعب نادي الهلال السعودي..إلا أنّ.. ..لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب اليمني أعاد للسعوديين هيبتهم الكروية وحققوا فوزا بهدفين دون أن يرد عليهم اليمينين بغير التحية والسلام..وكان نجم المبارة اللاعب السعودي ياسر القحطاني بتسجيله هدف المباراة الأول..فتجدد أمل السعوديين في المنافسة على البطولة وارتفعت معنويات المنتخب واللاعب كثيراً …ولاسيما انّ النقاد السعوديين على مختلف ميولهم أشادوا بأداء القحطاني أمام المنتخب اليمني الذي منحه الفرصة (( مشكوراً )) لتسجيل هدف. الكويتيون سبقوا السعوديين عند أول ظهور لهم في خليجي واحد عشرين فاخذوا هدفين ونقاط ثلاث من المنتخب اليمني وكان ان ارتفعت معنوياتهم كثيرا وخففوا من ضغط شارعهم الرياضي على مدربهم إذ لم تكن لديهم قناعة بقدراته التدريبية لكن المنتخب اليمني غير نظرتهم إليه فامتدحوا التقنية التي واجه بها منتخب اليمن الذي لا تقنية لديه. أعطى الجدول الذي ضمّ مجموعة المنتخب اليمني اليمنيون إمكانية أن يكون لهم دوراً تاريخياً في البطولة إذ كان لقاء السعوديون بالكويتيين هو لقاء الفرصة المتقاربة من اجل الحصول على بطاقة التأهل لنصف النهائي. وكان يمكن للمنتخب اليمني ان يكون صاحب قرار ولو لمرة واحده في تاريخ مشاركاته الدولية فيما لو تغلب على المنتخب العراقي …لكن احد المحللين استبعد قبل لقاء منتخبي العراق واليمن أي دور للمنتخب اليمني ووصفه بأنه استراحة للفرق وعلى الكويتيين والسعوديين ان يدركوا أنّ التأهل بجهودهما لا (مِنه وكرم )) من منتخب عاجز أن ينتصر لنفسه. ولم تكن مفاجأة أن يكرر المنتخب اليمني مستواه المعروف عنه ويخسر بهدفين أمام العراق. ويخرج من الدورة بستة أهداف في مرماه دون ان يسجل هدفاً في مرمى اياً من المنتخبات التي إلتقاها. انتهت دورة الخليج رقم 21 وفاز ببطولتها منتخب الإمارات المكون من مجموعه من اللاعبين الشبان وكان نجم المباراة النهائية وأفضل لاعب في البطولة اللاعب الإماراتي عمر عبدا لرحمن العمودي الشهير بعموري ذي الأصول الحضرمية و آل عمودي ..إحدى الأسر الحضرمية الكبيرة والعريقة والكريمة. عمر عبد الرحمن العمودي عمره 18 (( عاما )) أي أن عمره اصغر من عمر الوحدة اليمنية التي قامت سلميا في العام 90م بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية الديموقراطية الشعبية.وعمر يساوي عمره تقريبا عمر الوحدة اليمنية التي فرضتها المقاتلات الحربية والدبابات والمدافع اليمنية في صيف العام 94م. ومنذ ذلك التاريخين لم تبرز في حضرموت موهبة رياضيه واحده مثل عمر عبد الرحمن او حتى اقل منه قليلا في الإمكانيات الفنية أما لماذا؟ الإجابة بكل بساطة انه لم تكن هناك برامج لتطوير مواهب الشباب والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم ..فعلى سبيل المثال فإن الملعب الرئيسي لكرة القدم في حضرموت يقع في مدينة المكلا وبجوار مجمع بائعي القات..!!! ولم تتمكن وحدة 94م من بناء ملعب رئيسي(( ستاد رياضي)) في حضرموت فكيف تبني لاعبين بقدرات مثل قدرات عمر عبدالرحمن العمودي. على شواطئ بحر المكلا وخوره…يمضي بعض الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى اقل من عمر الوحدة اليمنية اي بين العاشرة والثانية عشر _ يمضي_ هؤلاء الصبية جزء من أوقاتهم في السباحة ..ويقومون بحركات جميله تكشف عن إمكانيات مخبئه لديهم في فنون السباحة لكن حضرموت بترابها وبترولها وبحرها وضرائبها وموانيها البحرية والجوية والبرية لم توفر مبلغا ماليا لإنشاء مسبح مثالي ..يتدرب فيه مثل هؤلاء الصبية الموهوبين… هل لأن الحضارمة بخلاء .. (( يا..بخلكم يا بوحضرم )). ام ان إيرادات حضرموت لا تعود بنفعٍ وفائدة على أهل حضرموت وأهلها ؟ والمعروف أن رياضيي مدينة سيئون يتفوقون في لعبة كرة الطائرة ..فكم من ملعب دولي لكرة الطائرة وكم من مدرب في المدينة ؟ بالتأكيد لا يوجد…. الرياضة صناعه.. والصناعة تحتاج إلى تخطيط والتخطيط في حاجه إلى علم والعلم يحتاج إلى إنفاق ..وفي غياب كل ذلك ماعدا علم واحد هو كيف تخرج الأموال من ارض حضرموت ..حتى وإن كانت حضرموت تعاني في كهربائها وتشتكي من البعوض وتبكي من ضعف التعليم وتختنق من البطالة وتئن من وجع الفقر ورياضييها لا يجدون مكانا تبرز فيه قدراتهم..فإنّ النتيجة أنّ الموهوبين من أمثال عمر عبد الرحمن العمودي سيظهرون في بلدان أخرى وتكون لهم مكانه وتقدير لأنهم غير وحدويين وبالطبع ليسوا يمنيين.