إكتملت البسمة لخريجي دفعة 1976 ثانوية سيئون بمحافظة حضرموت حينما انتهى بهم المطاف في حي الرحاب بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وفي ضيافة أخ لهم من نفس الدفعة الأستاذ طه عمر الكاف.. نعم هكذا كان اللقاء في جو يسوده روح المحبة والإخاء والتعاون والمودة .. لم يجمعهم شيئا غير أنهم ترعرعوا في مدرسة واحدة وفي أحضان تلك الثانوية المعطاء ثانوية سيئون قبل ست وثلاثون من السنون .. لم يكن في مخيلتهم حينها أن الأقدار ستشاء وستحملهم بعددهم المائة وستة لقضاء العمرة في الأراضي المقدسة حيث طافوا وأعتمروا واكتلحت أعينهم بالكعبة المشرفة والحجر الأسود والمدينة المنورة وقبر الرسول والصحابة الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام وحيث أن الكثير منهم لم يكن بمقدورهم الوصول الى تلك الأراضي المقدسة. نعم لقد كان الجميع في كرسي الدراسة معا ثم تشتتوا في بقاع الأرض بعد أن أدى الجميع الخدمة العسكرية للدفعة الأولى من طلاب الثانوية وواصل الآخرون في الخدمة الوطنية حينها كمدرسين في المدارس الموحدة وواصل الآخرون في الجامعات الوطنية وتحصل البعض منهم على منح خارجية فتفرقوا في مناحي كثيرة وتخرج منهم الكوادر من أطباء ومهندسين وإداريين وضباط وغير ذلك حيث يشغلون مناصب إدارية جيدة في المجتمع، إلا أن روح اللقاء كان هو القاسم المشترك بينهم ليدشنوا أول ملتقى لهم بعدد يفوق 70 شخص منهم قبل 13 سنة وليجددوا العهد بينهم بضرورة أن يستمر مثل هذا اللقاء كل عام.. وكان اهم ما عزموا العهد عليه فظلت ملتقياتهم سنويا رابع كل عيد الإضحى المبارك في كل عام حتى يومنا هذا وبأعداد تتزايد ويحرص عليها الجميع وها هم يرون ثمار هذه الألفة والمودة في رحلة المشاعر المقدسة. هكذا بدأت الفكرة وباركهاالله وبمساعدة أهل الخير الداعمين من ذوي الأيادي البيضاء والذين قدموا التسهيلات اللازمة لترتيب هذه الرحلة المباركة. نسأل الله أن يتقبلها منهم ويضفي أجرها لكل من ساهم في تسييرها ودعمها ويبارك اللهم لهم في أموالهم وأرزاقهم وأهلهم. وكما استقبلتهم رحاب مكةالمكرمة بخيرها وفضلها وعطائها فقد استضافهم أيضا الشيخ حسين بن كردوس التميمي وأخيه عبيد في موقعهم بمكةالمكرمة ولم يبخلوا بأي شيء يمكنهم تقديمه لهم منذ اللحظات الأولى لتسيير هذه الحملة الكريمة وتوجيهاتهم السديدة مما يعكس وبشكل جلي حب عمل الخير من أهل الخير وفي بلد الخير حضرموت المعطاءة بدعمهم وجهدهم وإرشادهم بل وتقديم المساعدة للمحتاجين. كما سنحت الفرصة لضيوف الرحمن أن يتشرفوا بزيارة وضيافة الحبيب أبوبكر المشهور العدني والاستماع الى النصائح القيمة في تربية النفس والاستقامة واستثمار أعمال الخير والاستزادة منها وخاصة بعد زيارة بيوت الله الحرام واقامة النسك والتقرب الى الله في كل عمل يسعى به المرء الى الخير وابتغاء لمرضات الله سبحانه وتعالى. وفي نهاية اللقاء تقدم الأخ أحمد ابراهيم باحميد بالشكر الجزيل للحبيب أبوبكر العدني وضيوفه الكرام وكذا ابتهل الجميع بالشكر العظيم لله وحده الذي منّ عليهم بهذه المنة ووفقهم لأداء العمرة وزيارة البيت الحرام ومسجد الرسول بالمدينة وترحموا على إخوانهم رفاق الدفعة الذين وافتهم المنية وتأسوا عليهم ودعوا لهم بالرحمة والمغفرة وأن يسكنهم دار رحمته ورضوانه أنه سميع قريب.. كما لم ينسى الحاضرون التعبير بالشكر أيضا للأخ أحمد باحميد والطاقم العامل معه من زملاء الثانوية الذين لم يألوا جهدا في إقامة مثل هذه اللقاءات السنوية الناجحة والفريدة على مستوى الوطن وحضرموت خاصة.. فحق لنا أن نسجلها في التاريخ..وبعنوان لقاءات المحبة والإخاء..للدفعة 1976 الثانوية العامة سيئون.