الكومبارس بالإيطالية (Comparsa) هو ممثل زائد يلعب دورا ثانويا في عرض فني , لايظهر له أهمية كبيرة ملحوظة بيد أنه يساعد على خلق بعد طبيعي واقعي للقصة . عادة مايكون دوره فضلة في المسرحيات والأفلام , يجلس في زاوية بعيدة يرقب بشغف ما يفعله الممثلون عله سيأخذ يوما ما مكانهم ، أو ربما يكون من المارة يمضي جيئة وذهابا لكي يكمل واقعية المشهد ، هكذا هم دائما صامتون قانعون بما يوكل لهم ، وجل طموحهم لقطة عابرة تسجل لهم في مشهد سينمائي أو مسرحي وثمن بخس يتقاضوه. هؤلاء وبكل آسف أصبحوا يشكلون السواد الأعظم في مجتمعنا بشكل عام يقبعون خلف الساسة الأبطال ويمتثلون لتعليمات المخرج ويجسدون خيالات المؤلف ويتقاضون مقابل ذلك المال والجاة .لحظة .. لحظة .. سكتة فضلا! ، الذي لايعجبه الحوار فالباب أمامه! , شامبو 3 في 1!،مخبازة! , أنتهى أنتهى الوقت ، هذة ليست مقتطفات من مسرحية أو دعاية أعلانية هذة الكلمات وبكل آسف هي مسرحية الحوار المزمع في اليمن والذي أصبح المشاركين فيه كلهم كومبارس أبطال بينما الأبطال الحقيقين يلعبون دورا آخر أشبه ما يكون بالكومبارس قد تدهشكم أستراتيجية تبادل الأدوار ولكنها الحقيقة التي يجب أن تدركوها . من يعتقد أنه يمثل طائفة أو تيار أو فكر يطل به في ذلك الحوار فهو مخطىء فهم في واقع الأمر يمثلون دورا في مسرحية هزلية مضحكة مبكية وفق سيناريو معد مسبقا ومفروغ منه فما يقال لا يعدو عن كونه كلاما لايغير من واقعا الحال شيئا فهم يستمعون ويستمتعون بما يقال ليس إلا، أو دعونا نقولها بمعنى آخر هم يسترقون السمع لكي يبدأوا حلقة جديدة من سيناريو خارطة الطريق أو كما يحب أن يسميها أحدهم بالعامية (خارطة الخريط) فهم لم يعرفوا طريقا لكي يرسموا خارطة ونحن بكل آسف لا نمضي قدما وأنما نعود القهقرى وهم يصفقون لنا ويهتفون عاش اليمن الديمقراطي! عاش! عاش! .والبقية الباقية الذين قاطعوا الحوار فحسنتهم الوحيدة أنهم حفظوا ماء وجوههم ليس إلا، فهم لايريدون الحوار لأنهم ربما يدركون أنهم سيفشلون لو حاولوا أن يجربوا !.المعضلة الرئيسة ليست في فساد حكومة أو أفراد أو أغتصاب حق أو نهب ثروة ، كما يتصوره البعض لأن هذا نتاج تراكمات لمرحلة معينة لن تمضي بين عشية وضحاها ، ولكن الطامة هي في إحتلال العقول وتكبيل الأفكار وتحجيمها وأبعادها عن جادة الطريق ، أتمنى أن تطلقوا العنان لعقولكم وتحرروا أفكاركم ومعتقداتكم وتبدأوا بالتغيير من أنفسكم لكي تتقنوا لعبة تبادل الأدوار وخبث السياسة لكي لا يكون يمن الحكمة فصلا من فصول مسرحياتهم الهزلية . من قصيدة حصافة لأحمد مطر .. أيُّ حِوارٍ ؟ أيُّ خُوارٍ ؟ أيُّ حضيضٍ ؟ أيّةُ قِمّةْ ؟ إنْ كنتُ أنا التّافِهُ وحْدي أدخلتُ الأُمّةَ في أزْمَةْ وعليَّ تفرّقتِ الكِلْمَةْ فعلى أيّ قضايا كُبرى يُمكِنُ أن تتّفقَ الأَمّة ؟ —————————-