يعتصر قلبي الألم وأنا أراك أمي حضرموت تنظرين إلينا نحن أبناءك نظرة اختلط فيها الأسى بالحنان .. الحب بالأنين… العطف بالعتاب . لا يستطيع أي كائن إن يشكك في حب أبنائك لك على اختلاف انتماءاتهم وولاءاتهم فأن قلوبهم عامرة بمحبتك وآمالهم تتجه لسموك ورفعتك . واليوم وانت تتشحين بالسواد الذي لم تختاري إن تلبسيه بل حوصرت به من شواطئك الساحرة التي طالما تغنى بها العشاق وسلبت ألباب كل من وطأت اقدامه ثراك الغالي رأيتك تنظرين الى ابنائك وتنتظرين منهم مايثلج فؤادك المكلوم وانفاسك التي حبسها تلوث الهواء كما كنت تنتظرين من ابنائك الذين قصروا في حقك بقصد او بدون قصد إن يراجعوا انفسهم فأنت لم توجهي لهم كلمة عتاب واحدة ولا شق كلمة حتى ولا أظنك ستوجهينها مستقبلا. أمي الغالية لقد عمر فؤادي حبك فلم يترك مجالا لبغض او ضغينة لأي احد فمساحته كلها لايحتلها الا الحب .. الحب الذي به تحل به كل مشاكلنا وتسدد وتقارب خلافاتنا وتجتمع به كلمتنا. قبل وقت ليس بالبعيد اجتمع ثلة من ابنائك المحبين لك وقالوا تعالوا نجتمع لنتحدث بما تسره لنا امنا فهي تقول كفى أذى وكفى فسادا .. كانت الفكره رائعة وكان الهدف تجميع ابنائك بمختلف انتماءاتهم وافكارهم في حضنك الدافئ يستمعون اليك وتبادلينهم احاديث المحبة والوفاء لكن بعض من ابنائك الذين لانشكك في حبهم لك ولا في ولائهم لك كان لهم رأي آخر وسببوا لك حينها الأذى بتفريق جمع محبيك . واليوم تتكرر المأساه بصورة ربما تكون اقل وطأة من سابقتها الا إن الحدث الذي جمع ابنائك اليوم كان جللا لذا كان من الخطيئة تفريق هذا الجمع واستغلال حرقة ابنائك عليك لتسجيل مكاسب بطعم الخسارة. كان الأولى بالجميع إن يتحدوا لأجلك وهم يرونك تتألمين ويحاصرك الألم الأسود من كل مكان . كان الأولى بهم إن يتحدوا ليقللوا من معاناتك ويتركوا وراءهم ظهريا كل ما يشتت كلمتهم . أمي حضرموت يبدو اننا لانستحقك بعد ولانستحق كم المحبة الذي تنثريه فوق رؤوسنا ولانستحق تاريخك المجيد الذي جاب الآفاق وحفر في اعماق التاريخ اسمك التليد فحتى وانت تعانين الأمرين تغلب علينا افكارنا الضيقة ورؤانا المحدودة ونلتفت الى مصالح أخرى قبل مصلحتك . متى نستفيق احبتي ابناء حضرموت لنقابل امنا الحب بالحب والوفاء بالوفاء . متى نغلب مصالحها فوق مصالحنا وكلمتها فوق كلمتنا . هذه دعوة من قلب عمره حب حضرموت لكل ابناء حضرموت الذين لانشكك في حب أي منهم لحضرموت ولا في رغبته في رفعتها وعزتها وابعاد كل أذى عنها . هذه الدعوة اوجهها مجردة من أي انتماء الا لحضرموت وليس لأي مكون سياسي فيها وليس معنى هذا إن يتجرد الكل من انتمائه وفكره وآرائه لكننا نقول هنا غلبوا حضرموت على ما سواها وبادلوها الحب بالحب واجتمعوا لها ومن اجلها وفكروا ودبروا ما يجعلها تفخر بكم وتفاخر. واليك امي حضرموت اوجه آخر كلامي هنا معتذرا لك عن تقصيري مؤكدا لك حبي وحب كل ابنائك دون استثناء سائلا الله إن يجمع على الحق كلمتنا ويوحد الصفوف فليس اشق من الفرقة والتشتت