يتضايق البعض من العصيان المدني, ويضجر البعض الآخر من اغلاق البلاد لمدة أربع ساعات فقط لا أدري لماذا؟ أين تكمن المشكلة وأين يقع الخلل. ألا يطمح البعض الى تحول الأحوال وتحسن الوضع. ألا توجد هناك مفاوضات ومحادثات شمالية جنوبية لاستعادة الامور الى نصابها الطبيعي ورد الحقوق لأهلها ولاندري شيئا عن نتائجها ومخرجاتها الا يتطلب ذلك ضغطا شعبيا موازيا لها. الا تحلمون بالنظام والقانون واستتاب الامن. الا تحلمون بعودة الجنوب, الا تحلمون بعودة حضرموت لأهلها بكامل زينتها وحلاها, الا تتمنون وتتمنون وتتمنون. الا يتطلب ذلك التضحية. اننا لانطالبكم بالتضحية بأرواحكم لأننا نعلم بأنكم حريصون على حياة, انكم حريصون على حياتكم مثل حرصكم على تكديس اموالكم. فقد سبقوكم الابطال الشباب وضحوا بأرواحهم, لقد سبقوكم ابناؤكم ودخلوا السجون وعذبوا وجرحوا, فماذا يطلبون منكم اليوم لاشي سوى التضامن معهم وتأييدهم فهم يسعون لصالح الجميع ويضحون من اجل الجميع ليس لديهم رغبة في مال او جاه او منصب بقدر ماهو التخلص من هذا الواقع المرير, القتل في وضوخ النهار والمخدرات في كل شارع وحارة والدراسة اصبحت شاره. الا يتطلب مننا ذلك الوقوف وقفة رجل واحد وان نضحي ببعض مصالحنا قدر المستطاعة, الاربع ساعات اسبوعيا هي اقل بكثير من قدرة الاستطاعة لدينا. لا أعتقد بأن الاربع الساعات اسبوعيا ستغني فقيرا او تفقر غنيا. اقول اربع ساعات لان اكثر المحال التجارية والمؤسسات العامة والخاصة تفتح ابوابها عند الساعة الثامنة صباحا. وهذه الاربع ساعات هي اقل مايمكن ان يقدمه كل مواطن حضرمي كان او جنوبي كدعم شعبي جماهيري لنصرة قضيته اذا كان يؤمن بهذه القضية الجنوبية, ويؤمن بان البقاء والحفاظ على هذا النظام هو بمثابة الانتحار البطيء. ارجو من البعض بأن لا يزايد باسم الامن والاستقرار والحفاظ على السكينة, فلا يوجد لدينا امن ولا استقرار ولاسكينة, اننا نعيش اليوم تحت رحمة الخالق سبحانه وتعالى, ولكن الخالق لا يغير احوالنا مالم نسعى نحن اولا لتغييرها, لاتوجد سلطة قوية ولا امن يؤتمن عليه ولادولة قوية, انها بداية الصوملة الحقيقية, اذا لم نستفيق وننظر الى مستقبل بلدنا واولادنا سوف نغرق في مستنقع لن نجد له شاطئ آمن نرسوا فيه. لقد حقق العصيان المدني هدفه الاساسي وهو تعطيل مؤسسات الدولة عن العمل واغلاق البنوك والمؤسسات التجارية الكبرى وهذه ما دعاء السلطة المحلية الى اصدار بيان تندد فيه بالضرر الذي اصاب حضرموت من هذا العصيان, مع العلم ان حضرموت متضررة منذ 1994 م الى اليوم من نهب ثرواتها وتقنين ميزانيتها, حضرموت متضررة من الفلتان الامني وانتشار الجريمة والمخدرات وهذا اسواء مايمكن ان يتحمله المواطن في اية دولة وهو الضرر بعينه, ولم يعلن العصيان المدني الا لهذه الاسباب. فلذلك تفاعل القطاع الخاص مع برامج التصعيد الثوري الجنوبي مهم جدا, لأنه لاحرية بدون تضحية ولاتقدم واستقرار بدون ثمن, الأربع الساعات اسبوعيا اصبروا عليها لعلكم تكرهون شيئا ويجعل الله فيه خير.