تجوب الآلاف من الكلاب الضالة شوارع العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظاهرة أثارت فزع السكان. اعتاد الأهالي سماع نباح الكلاب في الأحياء المكتظة بالسكان نهارا حتى ساعات متأخرة من الليل بشكل يومي متزامن مع سقوط ضحايا جدد جراء هجمات الكلاب المسعورة.
وأصبحت الكلاب المشردة مشكلة حقيقية تؤرق الأهالي بالعاصمة صنعاء فشلت سلطة الأمر الواقع الحوثية في معالجتها.
أكدت مصادر طبية لوكالة خبر، أن أعداد الإصابات ب"داء الكَلب" في العاصمة صنعاء تقدر بالآلاف من بينها مئات الوفيات معظمها من الأطفال والنساء.
فيما أعلنت وزارة الصحة والسكان التابعة لجماعة الحوثي مؤخراً، تسجيل 50 حالة وفاة نتيجة "داء الكلب" وتسعة آلاف و498 حالة إصابة بعضات الكلاب خلال نحو سبعة أشهر من العام الجاري 2019، وهي مجمل الحالات التي وصلت إلى المرافق الصحية.
وقالت الوزارة انه تم تسجيل 18 حالة وفاة ب"داء الكلب"، وإصابة نحو 7 آلاف شخص آخرين بالداء خلال العام الماضي 2018.
ويستقبل المركز الصحي الوحيد الخاص بعلاج "داء الكلب" في المستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء، بشكل يومي ما بين 15 إلى 30 حالة إصابة أغلبها نساء وأطفال.
ويعاني هذا المركز من انعدام أدوية اللقاحات الخاصة بعلاج "داء الكلب" مما يؤدي ذلك الى مضاعفات للمصاب تؤدي الى تزايد الوفيات من الاهالي الذين ليس بمقدورهم توفير تكاليف العلاج والمستشفى وقيمة جرع اللقاحات الخاصة بالعلاج.
وأفادت مصادر طبية لوكالة خبر، ان جماعة الحوثي تقوم بنهب المخصصات المالية الخاصة بأدوية اللقاحات من "داء الكلب" والتي من المفترض أن تتوافر في المركز بالمستشفى الجمهوري وتوزع للمصابين بشكل مجاني، بينما تجد اللقاحات التي قدمتها منظمات دولية كمساعدات دوائية تباع في أغلب الصيدليات بالعاصمة صنعاء.
ولفتت المصادر أن قيمة الجرعة الواحدة للقاحات "داء الكلب" تبلغ أكثر من سبعة آلاف ريال في الصيدليات حيث يحتاج الشخص المصاب إلى خمس جرعات على الأقل تستخدم شهراً كاملاً منذ لحظة الإصابة ب"داء الكلب".
وقالت إدارة مكافحة الكلاب الضالة في أمانة العاصمة في تصريحات صحفية، أنها دشنت منذ اواخر نوفمبر المنصرم حملة مُكبّرة لمكافحة الكلاب الضالة بكافة مديريات أمانة العاصمة، والحد من انتشارها، يُنفذّها صندوق النظافة والتحسين ومشروع النظافة بالأمانة، بمُشاركة أربع فرق ميدانية من إدارة المكافحة والرش، وتمكنت خلال ثلاثة أسابيع، القضاء على 5050 كلباً.
فيما اعتبر الكثير من أهالي العاصمة صنعاء هذه الحملة غير كافية، حيث ما زالت الكلاب تشاهد بأعداد كبيرة في عديد شوارع وأحياء، متسببة في تزايد أعداد الإصابات والوفيات ب "داء الكلب" وعدم اكثراث سلطة الحوثيين، بحياة المواطنين.
