لقد علّمنا ابطال قافلة "الحرية" كأفراد دروساً عظيمة في الانسانية والشجاعة والتضحية وقد فعلت تركيا كحكومة وعلمت الحكومات العربية درساً اكثر عظمة وانسانية ووضعت حكومات العالم عامة والعربية خاصة في موضع الجبن والخزي واللا انسانية ،أما امريكا فقد اكدت لنا بأنها سوف تظل ابدا الام الحنون للكيان الاسرائيلي المجرم،وما وعود سيدها الجديد اوباما بفتح صفحة جديدة تجاه المسلمين والعرب وتحسين سلوك الولاياتالمتحدة تجاهنا الى كبرق سحابة لم تمطر،واخذت الرياح خيرات تلك الوعود نحو سماء كيانهم الحبيب المدلل وقد اثبتت امريكا في كل مواقفها ما اثبتته اليوم في مجلس الامن ازاء البيان الصادر الثلاثاء الماضي بخصوص هجوم القوات الخاصة الاسرائيلية على قافلة الحرية المدنية السلمية عندما حاولت تركيا استصدار بيان شديد اللهجة ضد اسرائيل ووقفت امريكا في وجه العالم- كما عودتنا دائماً- وارغمت مجلس الامن على الخروج ببيان ناعم لا يجرح اسرائيل "الحبيبة" وحتى هذا البيان الركيك ما كان ليصدر لولا الجهود التركية الثورية. وقد ابلت تركيا بلاءً حسناً في الدفاع عن القضية العربية الفلسطينية في دفاعها عن قافلة احرار العالم،قافلة كسر الحصار على غزة ،ولم تكتف تركيا بذلك بل اعلنت الغاء المناورة المشتركة للجيش التركي مع الجيش الاسرائيلي وقال رئيس الوزراء التركي الزعيم رجب طيب اردوغان مخاطباً اسرائيل بلهجة قوية وحادة صداقتنا مهمة لاي دولة في هذه المنطقة والآن اصبحت عداوتنا قوية بكم-ببني اسرائيل-وقال ايضا إن ما مارسته اسرائيل هو ارهاب دولة وعمل دنيء لن يمر دون عقاب،ولا يمكن لأحد ان يختبر صبر تركيا،وشدد اردوغان على رفع الحصار عن غزة واطلاق اسرى متطوعي قافلة الحرية وقال اذا تجاهل العالم قضية فلسطين وقضية حصار غزة فإننا لن ندير ظهورنا ولن نغلق اعيننا. السؤال الى الآن ماذا سيفعل العالم العربي ..هل سيقف قادته مع تركيا ام سيقفون مع اسرائيل وامريكا ضد انفسهم وكرامتهم؟،اما قافلة الحرية فقد حققت هدفها.