ليس قدراً محتوماً رفعت عنه الأقلام وجفت فيه الصحف الواقع الذي يعيشه المجتمع اليمني اليوم ومنذ عدة عقود والذي انعكس واقعاً سياسياً هامشياً لمجتمع ليس له مشروع مجتمع متأثر عديم التأثير ونقصد هنا بالمتأثر التأثر السلبي للساسة الذي لا يشاهد في جيرانه ومن حوله إلا ذلك الدور الممسوخ والمنسلخ من معظم قيم الإسلام وثوابت القومية العربية لا بل ويرتمي في أحضانهم بشكل مخزي ومقزز ليقتات من فضلاتهم أو صدقاتهم كي ينهض بمجتمع يمني جديد يتمتع بالكرامة والحرية واحترام الإنسانية كما يزعم إنها مفارقة بشعة أن تهدر كرامة شعب ومجتمع من أجل تلفيق بناء واهي بداخله مجموعة كراسي تلتف حول طاولة مربعة تكاد تتشقق من حدة الوفاق الظاهري. لابد أن نعترف بأن هذا هو واقعنا اليوم وعلينا التعامل معه كاستثناء نحدد فيه البؤر التي يمكن أن تعيق حركتنا نحو ما بعد هذا الاستثناء ومنها الحوار الذي نحن بصدده ولكي نجني ثمار الحوار كأمه ووطن لا كأشخاص وأحزاب وقبائل ومناطق ينبغي أن نفهم ماذا يعني مصطلح (الحوار). الحوار عملية مهمة وحتمية في مختلف الأحوال وعلى جميع الأصعدة ولكل المجتمعات فهو وثيقة عهد وميثاق يتفق عليه كل أطياف المجتمع في كيفية نظام الحكم وفي القضايا الرئيسية التي تعتبر أولويات ملحة للمجتمع كما يعد منطلق نحو البناء والرقي والعيش الكريم وآلية الحوار تكمن في: أولاً أن يؤمن كل طرف من الأطراف والقوى أنه جزء من هذا النسيج الاجتماعي لليمن ضمن أجزاء عدة وبالتالي على جميع الأطراف أن تحضر الحوار وهي تحمل باقتناع فكرة (الشراكة والتعايش) لا الإقصاء والإستقواء المغلف بالأدبيات الوطنية ، ثانياً : أن لا يقتصر الحوار على أصحاب النفوذ ومراكز القوى في الساحة اليمنية لأن في ذلك مشكلة تكمن في أن صاحب النفوذ في مجتمعنا غالباً ما يكون محدود وسطحي الرؤية لذالك تراه يوظف الحوار لصالح بقاء نفوذه وتوسعه بينما أصحاب المشاريع والرؤى النافعة والأفكار الأممية الهادفة ليسوا أصحاب نفوذ ولا مؤثرين وغير قادرين على الضغط وهذه ملاحظة ينبغي التوقف عندها. هناك أمر آخر ينبغي التركيز عليه وتقييمه وهو قضية هيكلية الحوار أي شكل الحوار من خلال الراعي والجهة الحاكمة في هذا الحوار بمعنى أنه سيكون هناك نقاط مختلف عليها في هذا الحوار نريد أن نستبين من هي الجهة أو الشخص الحاكم والمسئول عن فصل الخطاب في مثل هذه النقاط وتلك الجهة يبدو لي تحتاج إلى حوار واتفاق . إن خطوة الحوار المقبلة فرصة لكل اليمنيين لكي يفتحوا صفحة جديدة يبنوا من خلالها يمناً جديداً ذي سيادة وكرامة، لقد سئمنا واقع اليمن الذي عشناه ونعيشه اليوم عالة على الأصدقاء والأعداء مع أنهم كثر ، نريد أن نصنع مجدنا من إمكانياتنا نريد أن نشيد قصور عزتنا وكرامتنا من ذالك الطين والماء الذي شيد قصر سيئون وناطحات المكلا ومدينة آزال وسور صعده، إذا أردنا أن نستعيد كرامتنا لابد أن نرجع إلى الوصية التربوية التي تركتها فينا أمنا العظيمة بلقيس حينما {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32 (الحوار والشورى) قدرنا وخلاصنا. أخيراً نتمنى أن يأتي من أروقة الحوار الوطني منهجية للحكومات الوطنية المقبلة بحيث لا يكون التسول المكتسب -لا أقول الوراثي- ضمن أولوياتها وأن لا تسخر جهدها في محاولة إقناع الجيران والمجتمع الدولي بأن الشعب اليمني مصرف من مصارف المساعدات التي دائماً ما يكون حجم المنة فيها إلى حد ولاية النعمة لقد دفع اليمن حكومة وشعب وجغرافيا أضعاف تلك المساعدات على حساب عزته وكرامته واستقلاله ، آن أن نعيش في المجتمع اليمني كل معاني العزة والكرامة والاستقلال ولو كلفنا ذالك أن نربط على بطوننا فترة من الزمن فلسنا بأفضل ممن ربطوا على بطونهم في شعب أبي طالب من أجل كرامتهم إنها فرصتنا ل..(العودة إلى الذات) بكل ما يعنيه المصطلح من تعريف: أن ننظر في إمكانياتنا وقدراتنا وأن نتساءل؟ ما هي البدائل؟ ما هي الخيارات؟ أين نحن؟ ما الذي نملك؟ ما الذي نريد؟ وبعد أن نجيب على كل أسئلة الذات سنخطو نحو الأمام وسنبني أمة تحمل رسالة ولها مجدها وحاضرة في كل مجالات الحياة.