يتوضأ السقف بما أوتي من حكمة، وتوضأ هو بما أوتي من هلوسة ،،، وغادر السقف إلى الباحة ممتشقا تيهه. النار فوق جبين التتار ، وتيهه على صهوة حصان من جديد ، لكنه مني هذه المرة بخزي مبين . لم يصدق ما حدث . كان ذلك في لمحة عين ،،،،توارى بين رمد العين ورمل الصحراء وعجاج المشارف .لم يحدث هذا منذ أن غزا التتار بغداد. \"مراون\" لم يكن حكيما حين غزا عينه الرمد ، وحين أحس بالعجاج وهو يغزو المشارف .خذله السقف الذي \"مني \" بالحكمة \" لأنه لم يكن يعتقد أن السقف \" يتوفر \" على كل هذه الحكمة ؟؟؟... المَصْلُ كان قد اخترق شرايينه حين دلفت الممرضة غرفة الإنعاش . قالت :السر هناك ، بين أن تمتطي صهوة ظنونك ، وبين أن تتوضأ بالماء الآسن ،،،هناك ظلّ التتار يرقد ، و\" يعسكر \" وهناك ظلَّ الخيط الواهن يتأرجح بين فخدك الأعرج وبين عجاج المشارف ، وحكمة السقف . سقف ماذا يا سيدتي لم أفهم ؟ قالت الممرضة : سقف شفاف لا يرى إلا بالمجهر ، وأنت لا تتوفر عليه ... قال : وما السبيل إلى الحصول عليه ؟ قالت : لا سبيل له إلا إذا توفرت لديك مدارك الجن والإنس ...أو إن شئت الخلاص اقترض أظلاف بلقيس وبعضا من مياه \" مأرب \" لعلك تنجو ، فأنت بين أزرار المنية . سحب \" مراون \" عجاج اليمن كله في محاولة للتخلص مما هو عليه ، فلم يفلح أيضا هذه المرة ، لفح عينه المصابة بالرمد قيظ الضحى ، نهض إثره ، وتوجه إلى نافورة ماء كانت بأقصى باحة المشفى الذي كان يرابض به ...توضأ مرة ثانية خلسة حتى لا ترمقه الممرضة الذي غادرت غرفته لشأن عاجل ....اختلس \" شربة \" ماء من النافورة ،جحظت عيناه ،،نطقت إحدى جوارحه .قالت : هي ذي الطامة الكبرى . فرك \" مروان \" عينيه ، في محاولة لصد هذا \" الغزو \" لم يفلح ، وظلت عيناه الجاحظتان جاحظتان ، وظلَّ يغدو بين جيئة وذهاب ، يدور في أشواط حول النافورة كما هاجر لكنها متقطعة حتى عادت الممرضة على عجل ، فألفته على تلك الحال ، ضغطت على فخده الأعرج ،وسكبت دمعا من مقلتيها على الفخذ المصاب ، انتعشت أوصاله وجوارحه ، قالت : عبثا تحاول أنت بين فكي ، أمضغك كما العلك متى شئتُ ، فأنت لم تبرح بعد \"سقف المنية \" - لكن أوصالي وجوارحي انتعشت ،من المفروض أن يستقيم عودي يا سيدتي – قد تعتقد ذلك عبثا أيضا ، - - ,وأي سبيل إلى الخلاص ترينه ؟ - - أن تحجم للمرة الأخيرة عن ترويض سقف هلوستك ، - - إذن لست ُ واقعيا ؟ - - قد يكون ذلك ، وقد لا يكون ...الأصلح لك أن تكترث . - خدش مروان جبينه ، فوجد التتار يقرفص على مشارفه ، وقرأ هذه العبارة التي عكستها صفيحة ماء النافورة \" نلتقي على صفحات الفايسبوك ، أنت بين أزرار المنية في غيبوبة افتراضية \"