كما هي العادة وعلى غير المتوقع من الدماء والقيادات الشابة سارت وتيرة اليوم الأول من مؤتمر التصدي للفتن الطائفية والمذهبية الذي نظمته رابطة علماء اليمن على مدى يومين بقاعة كلية ضباط الشرطة , وتيرة رتيبة وتقليدية لم يشعر المشارك خلال فعاليات اليوم الأول بشيء ملموس من التغيير والحركة الدؤوبة المفترضة , وعلى غرار المؤتمرات واللقاءات السابقة التي حضرتها سواء لجمعية علماء اليمن أو مؤتمر العلماء أو ما تقوم بتنظيمه وزارة الأوقاف للخطباء والوعاظ والمرشدين – على غرارها – كان مؤتمر الرابطة شبيهاً بها إلى حد كبير . هناك الكثير من النُقَّاد دأبهم النقد وتتبع الهفوات والعثرات على طريقة ( ما أسهل الحرب على المتفرجين ) وما أفلحنا في النقد وأعجزنا عن تقديم العون , فالله تعالى يعلم بأنني لست منهم ولا أبحث عن لعب دور كنت آمله ولم أظفر به , وليس هذا بردة فعل على موقف غير متوقع تعرضت له , ولكني تفاجأت كغيري ممن لقيتهم وعلمت تبرمهم من التنظيم والإعداد ولكل ربما أسبابه ودوافعه . المؤتمر رائع مضموناً وزماناً فقد أتى في وقته , كما أضفى عليه الجمال والروعة وجود كوكبة من كبار علماء اليمن يتقدمهم المولى العلامة حمود بن عباس المؤيد حفظه الله . لقيادة الرابطة وجميع العاملين فيها وبين أيديهم أضع ملاحظاتي علَّها تحرِّك مياهاً راكدة أو تُلفت انتباهاً لا لهذا المؤتمر فقد انتهى أمره ولكن لما بعده وحتى لعمل الرابطة بشكل عام : · غلبت على المؤتمر العشوائية والإرتجال بشكل واضح تؤكدها الكركبة الواضحة في جلساته وفعالياته كدلالة على ضعف الإعداد والتحضير للمؤتمر الأمر الذي كان يفترض معه تشكيل فرق عمل منظمة وغرفة عمليات متكاملة . · خلت قاعة الجلسة الإفتتاحية من فرق التنظيم والترتيب فاحتل الصفوف الأولى طلاب صغار اعتموا بالغُتَر ( الصمائط ) البيضاء والملونة ومجموعة من الشباب الذين لا ارتباط لهم بالعلم والعلماء ولئن كان الهدف تكثير السواد ففي الصفوف الأخيرة وليس الأولى . · لفت الإنتباه بروز ظاهرة المجاملات المقيتة المرتبطة بالزمالة والصداقة لنيل الحضوة واحتلال الصفوف المتقدمة وبرز دور الطلاب الصغار كحاجزي مقاعد لا أكثر , وبالمثل كانت قوائم المدعوين خاضعة للإنتقائية . · لاحظ من لهم معرفة بالحضور تواجد الكثير من ( المهزبين ) – هذا المصطلح يطلق على جماعة نهب الصدقات وتلاوة القرآن في الجامع الكبير بصنعاء – واحتل بعضهم الصفوف المتقدمة وكانت البطائق الممنوحة لهم من لجنة المؤتمر تحمل صفة العلامة فلان بن فلان ! في حين خلت بطائق العلماء الحقيقيين من هذه الصفة فبعضهم رأيتها باسمه وبعضهم حملت صفة الأستاذ , والبعض خطأ في اسمه واسم أبيه . · بدأت الجلسة الإفتتاحية بالنشيد الوطني وكان المفترض أن تبدأ بالقرآن الكريم . · أوراق العمل المقدمة في الجلسة الأولى كانت وعظية مع أن الجميع وُعَّاظ وخلت من المادة التي يأملها المشارك لعنوان المؤتمر , وما المانع من استضافة أكاديميين ومتخصصين إلى جوار العلماء ؟ هذه بعض من الملاحظات التي آمل أن يلتفت إليها الإخوة العلماء في قيادة الرابطة كونهم من الشباب وقد أتيحت لهم الفرصة للتغيير والإبداع , ولا يعني هذا خلو المؤتمر من الإيجابيات فهو في حد ذاته إيجابية . والله من وراء القصد .