أختتمت في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر التأسيسي لرابطة علماء اليمن بحضور عدد كبير من علماء ومشائخ الدين من مختلف محافظات الجمهورية. وكانت رابطة علماء اليمن" الزيدية" بدأت الأحد الموافق 16 سبتمبر 2012م مؤتمرها التأسيسي بجلسة افتتاحية حضرها أعضاء الجمعية العمومية للرابطة بالإضافة إلى عدد من الضيوف يتقدمهم أكاديميون وأساتذة جامعات وأعضاء بمجلس النواب. وفي جلسة الافتتاح التي بدأت بآي من الذكر الحكيم ألقى العلامة يحيى حسين الديلمي كلمة اللجنة التحضيرية، رحب فيها بالآباء العلماء والأعضاء المشاركين في المؤتمر التأسيسي والضيوف الحاضرين، ولافتاً لدور وأهمية الرابطة بما تمثله من كيان مؤسسي جامع بين العلم والعمل، يكون له النتائج الطيبة التي تحقق في مجملها النهوض للأمة واستعادة مكانتها وريادتها في مختلف المجالات، ووجه في كلمته الدعوة إلى الجميع لتضافر الجهود من أجل إنجاح وتحقيق أهداف الرابطة على أرض الواقع، باعتبارها محل إجماع إسلامي ووطني. كما ألقى الشيخ سهل إبراهيم بن عقيل – مفتي محافظة تعز- كلمة العلماء، تطرق فيها إلى أهمية قيام الرابطة بدورها وواجبها في توجيه الأمة إلى طريق الرشاد، ومذكراً بتاريخ اليمنيين في نشر الصناعة والعلم والمعرفة، داعياً العلماء إلى التمسك بالحق وإن عظم وترك مغريات الدنيا وإن حسُنت، مما يقدمه الحكام استرضاء للعلماء مقابل الإفتاء على هواهم أو كتم ما يعلمونه من الحق. وبعد الإعلان عن انتهاء الجلسة الافتتاحية غادر الضيوف قاعة المؤتمر، وتم استكمال أعمال المؤتمر في جلسة مغلقة اقتصرت على أعضاء الجمعية العمومية ممن يحملون بطائق مشاركة، كان قد تم توزيعها عليهم قبل الجلسة الافتتاحية. وألقى سكرتير اللجنة التحضيرية الأستاذ عبدالسلام الوجيه تقريراً نهائياً عن اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد والتحضير للمؤتمر التأسيسي، استعرض فيه المهام التي أنجزتها اللجنة التحضيرية خلال الفترة الماضية، مؤكداً بأن اللجنة استقبلت ما يقارب ألف استمارة طلب عضوية لعلماء ومشائخ ودعاة وخطباء من مختلف محافظات الجمهورية. ومضيفاً بأن اللجنة التحضيرية قررت عقد المؤتمر التأسيسي في كلٍّ من أمانة العاصمة ومحافظة صعدة بالتزامن تسهيلاً للمشاركة في أعمال المؤتمر التأسيسي من قبل أعضاء الجمعية العمومية في المناطق المختلفة. وفي ختام تقريرها أعلنت اللجنة التحضيرية للرابطة على لسان سكرتيرها استقالة أعضائها، مفسحة المجال لأعضاء الجمعية العمومية لاختيار من يرونه مناسباً لرئاسة أعمال المؤتمر التأسيسي. وبعد تشكيلها من القاعة بدأت رئاسة المؤتمر ممارسة مهامها بطرح مشروع النظام الأساسي على القاعة للتصويت، والذي تم إقراره بالإجماع، بعد ذلك تمت تزكية أعضاء الهيئة الاستشارية للرابطة بالإجماع بناء على القائمة المقترحة من بعض أعضاء الجمعية العمومية والتي ضمت كلاً من العلماء: محمد محمد المنصور، سهل إبراهيم بن عقيل، عبدالرحمن حسين شايم، حمود عباس المؤيد، أحمد محمد الشامي، محمد يحيى الجنيد، أحمد لطف الديلمي، محمد محمد المطاع، أحمد صلاح الهادي، صلاح الهاشمي، محمد عبدالغفار حسان، إبراهيم محمد الوزير، قاسم محمد الكبسي، أحمد درهم حورية، حسين مجدالدين، عبدالرحمن حسن الحوثي، اسماعيل محمد حسين الوشلي، عباس أحمد الخطيب، يحيى يحيى الشامي، يحيى حسين الحشحوش. تلا ذلك إعلان رئاسة الجلسة عن بدء العملية الانتخابية لاختيار أعضاء الهيئة التنفيذية، حيث تم قراءة أسماء العلماء المتقدمين بطلب الترشح لعضوية الهيئة التنفيذية للرابطة والبالغ عددهم (42) مرشحاً، بناء على القوائم والكشوفات المعدة سلفاً متضمنة أسماء وأرقام طالبي الترشح. وبعد موافقة القاعة على تشكيل اللجنة الفنية المساعدة برئاسة الأستاذ عبدالفتاح الشرفي، والتي تفرعت منها لجان الصناديق (وعددها 3) تمت عملية الاقتراع والتصويت بصورة هادئة ومتتالية، حيث تم توزيع بطائق الاقتراع على أعضاء الجمعية العمومية فرداً فرداً، لاختيار 29 عضواً من بين المرشحين لعضوية الهيئة التنفيذية، وهذا العدد هو ما يشكل قوام الهيئة التنفيذية للرابطة بحسب نظامها الأساسي، وقد اتسمت هذه العملية -التي استمرت حوالي ساعتين- بالسرية والإقتراع الحر المباشر حسب أعضاء في الجمعية العمومية. وبعد الانتهاء من عملية الاقتراع وإغلاق الصناديق أعلنت رئاسة المؤتمر عن بدء عملية فتح الصناديق وفرز الأصوات، وقد باشرت اللجان عملها تحت رقابة ممثلين عن المرشحين والقاعة، وأثناء عملية الفرز تم تشكيل لجنة لصياغة مشروع البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي من كل من العلماء: أحمد لطف الديلمي وقاسم محمد الكبسي وسهل ابراهيم عقيل وعبدالله عبدالواحد البناء وعبدالسلام عباس الوجيه، وقد تم السماح لمن يرغب من أعضاء الجمعية العمومية بمغادرة القاعة لغرض أداء الصلاة وتناول الغداء. وبتواصل عملية الفرز وعودة الأعضاء الذين خرجوا من القاعة للصلاة والغداء، تم توافد عدد من الضيوف المهتمين والإعلاميين، وألقيت عدد من الخطابات والأناشيد الدينية، وفي تمام الساعة الخامسة والنصف مساءاً أعلنت رئاسة الجلسة عن النتائج النهائية لعملية فرز الأصوات في كل من الأمانة ومحافظة صعدة، والتي انتهت بالتزامن، وذلك على النحو التالي: أحمد عبدالله عقبات، محمد بدرالدين الحوثي، عبدالله حمود درهم العزي، طه أحمد محمد المتوكل، شمس الدين محمد شرف الدين، المرتضى بن زيد المحطوري، محمد قاسم الهاشمي، عبدالسلام عباس الوجيه، محسن صالح الحمزي، عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي، محمد عبدالله الشرعي، إسماعيل إبراهيم الوزير، عبدالرحمن شمس الدين، عدنان أحمد الجنيد، يحيى حسين الديلمي، عبدالله عبدالواحد البناء، شمسان محسن أبونشطان، عبدالله محمد الشاذلي، فؤاد محمد ناجي، محمد محمد أحمد المأخذي، محمد عبدالولي البركاني، عبدالله هاشم السياني، علي محمد الحمزي، عبدالله ناصر عامر، حسن علي عجلان النعمي، أحمد يحيى المحبشي، طاهر محمد عباس، إبراهيم أحمد الديلمي، محمد حمود الأهدل. وبعد إعلان أسماء الفائزين بعضوية الهيئة التنفيذية، دعا رئيس الجلسة لعقد مؤتمر صحفي مع رئاسة أعمال المؤتمر ولجنة الصياغة، حيث قام مقرر لجنة الصياغة الأستاذ عبدالسلام الوجيه بقراءة البيان الختامي، الذي حصلنا على نسخة منه وفيما يلي نصه: "الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله الغر الميامين، وأصحابه المنتجبين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد: عملاً بقوله تعالى: (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم , فقد تيسر بحمد الله تعالى وتوفيقه للجمعية العمومية لرابطة علماء اليمن عقد مؤتمرها الأول في يوم الأحد 29شوال 1433ه الموافق 16سبتمبر 2012م بحضور (554) من المشاركين، وقد جرى في المؤتمر اقرار مشروع النظام الأساسي، واختيار الهيئة الاستشارية وانتخاب الهيئة العليا للرابطة بطريقة الانتخاب الحر المباشر، كما جرى خلال المؤتمر أيضاً مناقشة الأوضاع الراهنة التي تعيشها اليمن والمنطقة الإسلامية، وخرج المؤتمر بالتوصيات والقرارات التالية: وجوب تعزيز مبدأ الوحدة الإسلامية بين أبناء الأمّة ، امتثالاً لقوله تعالى (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) صدق الله العظيم, ووجوب المحافظة على الوحدة اليمنية والنسيج الاجتماعي للشعب اليمني، ونبذ دعوات الفرقة والانقسام التي تحاول إشعال الفتن بين أبناء الأمّة الواحدة والوطن الواحد، وتمزيق صف الأمّة وإضعافها، وجرّها إلى حروب أهليّة وفتن لا تخدم سوى أعدائها. 1- احترام حريّة الفكر، والقبول بالرأي والرأي الآخر، وبالتعدّد السياسي، والتعدّد المذهبي الواقع في إطار التراث الفقهي الإسلامي النابع من الكتاب والسنة، وأصول وقواعد الشريعة الإسلامية السمحة. 2- استنكار العلماء المشاركين في المؤتمر ما يقوم به البعض من إثارة للنعرات الطائفية والمذهبية وزرع بذور الأحقاد والضغائن بين أبناء اليمن عبر المنابر الإعلامية المختلفة خدمة لسياسات أعداء الأمة، ودعوا القائمين على وسائل الإعلام والخطباء والدعاة وقادة الرأي والفكر إلى القيام بواجبهم في جمع الكلمة، ولم الشمل، وتوحيد الصف، وإشاعة روح التسامح، وغرس مبادئ الإخاء والمحبّة والتعاون والتكافل بين أبناء المجتمع، وتنقية المناهج التعليميّة والمنابر الإعلاميّة من كل ما من شأنه إثارة النعرات وزرع بذور الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع وشرائحه. 3- يؤكّد العلماء المشاركون في المؤتمر على حرمة قتل النفس المحرمة بدون حق، وعلى حرمة استباحة دماء الأبرياء واستهداف الآمنين تحت أي مبرر، ويدين المؤتمر التفجيرات التي تحدث بين الحين والآخر في بعض المحافظات ويعتبرونها جرائم بشعة، وظاهرة سلبية تتنافى مع مبادئ الإسلام وقيمه السمحة التي لا تمت إلى الشعب اليمني بصلة، ويهيب المؤتمر بالجهات الرسمية المعنية القيام بمسئولياتها في حماية المواطنين وأداء واجبها. 4- يرفض العلماء المشاركون في المؤتمر رفضاً قاطعاً الانتهاكات الأمريكية للسيادة اليمنية براً وبحراً وجواً، والتدخّل السافر في شئون الشعب اليمني، كما يرفض العلماء أيضاً أي شكل من أشكال الوصاية على اليمن أو أي تدخّل خارجي إقليمي أو دولي في الشأن اليمني تحت أي مسمّى كان. 5- يؤكّد العلماء المشاركون على ضرورة حل قضيّة الجنوب وقضية صعدة حلاًّ جذرياً وعادلاً، بما يكفل رفع الظلم عن ابنائها، وحفظ حقوقهم، بدءاً بإشراكهم في العمل السياسي، وانتهاءً بإعادة ما دمّرته الحروب العبثية الظالمة، وتعويض المتضررين، ورد الاعتبار لمن تعرّضوا للاعتداءات ومن مُورِسَت في حقّهم مختلف الانتهاكات والتعسّفات، وبما يضمن عدم ممارسة سياسة الإقصاء والتهميش لهم، أو تكرار الحروب العبثية الظالمة عليهم. 6- يدعو المشاركون مراكز القوى السياسية في اليمن وكافّة الأطراف المعنيّة إلى المضي قدماً في التشاور والحوار للخروج بالحلول والرؤى الكفيلة بمعالجة الاختلالات القائمة وإصلاحها، وإزالة أسباب التوتر والاحتقان السياسي القائم، الأمر الذي من شأنه أن يخرج اليمن من الأزمة الراهنة التي تعيشها، والوصول بالوطن إلى بر الأمان. 7- يؤكد العلماء على عروبة فلسطين كل فلسطين وقدسية الأقصى الشريف واستعداد المسلمين للجهاد وتحرير كل المقدسات الإسلامية وعدم الاعتراف بالمعاهدات والاتفاقيات التي تعارض حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه. 8- يجرم العلماء أي إساءة وبأي شكل من الأشكال للمقدسات الإسلامية ويؤكدون أن الإسلام يحترم مقدسات الديانات الأخرى كما يؤكد العلماء على وجوب التصدي لكل المخططات المعادية التي تسعى إلى تشويه الإسلام والإساءة إلى شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ويدعون أبناء الأمة إلى اليقظة والحذر ومواجهة المؤامرات على الإسلام والمسلمين. وأوصى المؤتمر بالتأكيد على ما تضمنه البيان الختامي لحفل الإشهار والملخص فيما يلي : - إحياء الهجر والمدارس العلمية وإعادة دور المساجد كمراكز إشعاع حضاري وعلمي ودعم وتشجيع حلقات العلم ورفدها بالعلماء المجتهدين لتقوم بدورها في تنوير المجتمع. - الاهتمام بالتراث الإسلامي في اليمن والحفاظ عليه من خلال رصد وفهرسة وتصوير وتحقيق وطبع ونشر المخطوطات وإخراجها للناس. - الاهتمام بالعلم والعلماء وإبراز دورهم في توجيه ونصح وإرشاد المجتمع وحل مشاكله وقضاياه. - توظيف وتسخير وسائل الإعلام المختلفة من تلفزيون وإذاعة وصحف ونشرات لإيصال صوت العلماء والخطباء والمرشدين والدعاة والاستفادة من الوسائل المعاصرة في خدمة الدعوة ونشر الثقافة الاسلامية. - منع إستهداف المساجد والحلقات العلمية ومحاربتها أو حصرها على أحزاب وفئات محددة. - الإهتمام بالفتوى وإنشاء دار مركزية للإفتاء متكاملة التنظيم ولها فروع تشمل جميع المحافظات بحسب إحتياجاتها وخصوصياتها. - إنشاء مراكز أبحاث ودراسات متخصصة ترفد العلماء بما يحتاجونه من معلومات حول مختلف القضايا المعاصرة التي تستدعي لتكوين رؤية شرعية حولها من قبل المختصين . - تسهيل تبادل الزيارات والتواصل بين العلماء في مختلف المناطق اليمنية وبقية الأقطار الإسلامية لتعميق الوحدة الوطنية والإخوة الإسلامية والتعاون والتكافل فيما يرضي الله تعالى وتحقيق المصلحة العامة. - العمل على تقارب الآراء والأفكار والتعاون في المتفق عليه وإعذار بعضنا البعض في المختلف فيه كونه لا يمثل إلا القليل من المسائل التي أغلبها فرعية. - حصر وحماية الأوقاف والوصايا الخاصة بالعلماء والمتعلمين والمدارس والأربطة والهجر وتخصيصها لما أوقفت له كي تؤدي دورها في تمويل عملية النهوض بالحركة العلمية. - تشجيع ودعم الخطباء والمرشدين والدعاة المؤهلين في المناطق والقرى والأرياف المحتاجة إليها وإنشاء صناديق لتمويل نشاطاتهم وضمان معائشهم. سائلين المولى عز وجل أن يحمي اليمن من الفتن والمحن وأن يجمع كلمة المسلمين ويرفع شأن المؤمنين وأن يحق الحق ويبطل الباطل إنه على ما يشاء قدير , وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح ، وجنب الله اليمن وأهله الشرور والفتن ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين. صادر عن رابطة علماء اليمن بتاريخ : 29/شوال/1433ه الموافق: 16/9/2012م".