محمد الهارب: انا حضرمي انا مهري ، انا صنعاني انا عدني ، انا جنوبي انا شمالي ، انا من قبيلة كذا انا من قبيلة فلان ....!!! ايها السادة ليس عيبا ان يفتخر كل انسان ببلاده وقبيلته وأسرته ،، ولكن العيب كل العيب ،، والجهل كل الجهل ، ان ينسى الانسان أي انسان ، انه اكبر حجما وأعظم شأنا من ان يقزم نفسه الى هذا المستوى ، بل وينسى انه افضل مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، وهو خليفته في ارضه ، وان الله قد خلقه وكرمه وسخر له السماء والأرض وما بينهما ، ومن هنا نقول ايها العقلاء .. يجب ان نفهم جيدا ان النسب بالسلالة للحصان اما النسب بالثقافة للإنسان ،، كما يجب ان نعي بأن الناس سواسية كأسنان المشط ، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا اسود ولا ابيض إلا بالتقوى ، والفرق الوحيد بين البشر ؟ هو ان هناك مسلم وهناك كافر فقط ،، ولهذا يجب ان ندرك بأن العزة كل العزة والفخر كل الفخر هي بالإسلام اولا وأخيرا ،، كما يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله ) هذه هي الحقيقة التي يجب على كل مسلم ان يدركها. اما بالعودة الى واقعنا المر والمؤلم فأقول متحسرا ,, ايها السادة ،ايها العقلاء .!! يجب ان ندرك جيدا اننا كمسلمين وعرب قد وصلنا الى درجة تحت الصفر من تقزيم انفسنا وتقليص احجامنا وأفكارنا الى مستوى الجهل والانحصار والتلاشي وقد نصل الى درجة الانغلاق التام على مستوى الفرد الواحد ، يجب ان نعي اننا سائرون في الطريق الخطأ ، طريق التلاشي طريق الانغلاق ، ومن هذا المنطلق اقول ايضا يجب ان نراجع انفسنا ونعود الى الطريق الصحيح ، طريق الاسلام الحق ، الطريق الواسع الذي يدعونا الى التفكير والعلم والعمل والانطلاق نحو الافاق ونبذ العصبية والجاهلية ، طريق الحرية والثقافة وصناعة التاريخ والأمجاد ، وصناعة المستحيلات ،، طريق العزة والكرامة والفخر الحقيقي ، وأخيرا ومن باب فقه الواقع اذا كان هذا العهد الساذج والوضع السيئ قد فرض على كل انسان ان يفاخر ببلاده وقبيلته ونسبه فأرى انه من الأولى على كل مسلم ان يفاخر بإسلامه اولا ثم بعروبته وبلاده ومنطقته وقبيلته وأسرته اذا لزم الأمر وهذا ليس عيبا المهم ان يحاول بل ويحرص كل الحرص ان يترجم هذا الافتخار بالعمل وليس بالقول فيثبت للعالم انه مسلم بأخلاقه وتعامله مع الآخرين كما يثبت أصالته وحضارته وتفكيره الراقي ويطبق كل تعاليم الاسلام على نفسه اولا ، وعندما يقول بلادي او منطقتي الفلانيه فيجب عليه ان يثبت للجميع ان بلاده هي الأفضل ويحرص على ان تكون دائما في ابهى حلتها ويحاول ان يساهم كل يوم في بناءها وتنميتها ثقافيا واجتماعيا ، اقتصاديا وسياسيا ، والحرص على امنها واستقرارها والنهوض بها في كل المجالات ، وهكذا عندما يقول قبيلتي او اسرتي فيجب عليه ان يكون سفيرا لها امام الاخرين بأخلاقه وسلوكه وعمله وتعامله وان يكون ملتزما دائما بعدم الاساءة اليها في نفسه وذلك ليثبت للجميع انه الأفضل وان له الحق ان يفخر امام الجميع ويقول هذا انا هكذا ديني هكذا هي بلادي هذه قبيلتي هذه اسرتي ، انا انسان انا مسلم انا الأفضل ، هذا انا