كلما تقدمنا خطوة الى الأمام يواجهنا ألف عائق للحيلولة دون نجاح هذا المشروع العظيم والذي سيكفل للجميع دون استثناء حياة كريمة من خلال وضع أسس الدولة المدنية الحديثة المبني والمترسخ كرسوخ الجبال على أسس قوية وثوابت لا تقبل الانتقاص من حق أي فرد او شريحة في المجتمع اليمني قاطبة على حساب أخرى وبنيانه الصلب وأسسه المتينة قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة.. الم يكن هذا بحافز يدعونا جميعا كيمنيين الى الوقوف صفا واحدا الى جانب القيادة السياسية ممثلة بالمشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – ورئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل-، بترسيخ هذا المبدأ السليم والمنطلق من تجارب دروس كل الخيارات الماضية التي مارسناها عبر عقود، فما جنيناه منها كان يقودنا الى الأسوأ.. فقط اننا جنينا او تعلمنا حسنة واحدة وهي أننا تعلمنا تجارب كثيرة هي الأخرى قادتنا الى الخروج بهذه النتائج الايجابية وأهمها الاحتكام الى العقل والمنطق الذي بدوره أفضى الى الجلوس على طاولة الحوار وتناول كل قضية من قضايا الوطن، بشفافية عالية سواء تلك التي من تراكمات الماضي او الحديثة منها، وتوصلنا الى حلول عادلة ومنصفة لا غالب فيها ولا مغلوب.. انه حقا لنجاح مبهر اذا انتصرنا لقضايا الوطن وتعالينا على كل جراحات الماضي، ساعون الى بناء الدولة المدنية المنشودة من اجل اللحاق بركب تلك الدول المتقدمة والتي سبقتنا بزمن ليس بالهين عجزنا فيه عن فهم بعضنا، واستمرينا في عتمة الليل الدامس ضالين سبيل الحق تائهين عن الطريق القويم الذي ما ان رأيناه اهتدينا إلى النور، تاركون خلفنا مساوئ تلك السلوكيات التي كانت تشكل وصمة عار على جبين اليمنيين حينما كنا ننهج مناهج الغلو والتطرف والجهل والتعصب الأعمى.. ها نحن اليمانيون اليوم على موعد مع صناعة تاريخ اليمن الجديد رافضون ومتحدون كل الصعوبات والعوائق شرفا لنا كبير ان نصنع مستقبلنا بأيدينا وبالرغم من ان هناك أصوات نشاز لا تريد لهذا النجاح ان يتم وتسعى الى زرع العراقيل لأنها تنظر من منظور ضيق غير آبهة او مدركة انها لو خرقت هذه السفينة لكانت اول الهالكين وبنجاة السفينة سترسوا بنا إلى بر الأمان وننجوا جميعا، ساعية تلك الأصوات وراء مصالحها الضيقة الآنية الزائلة ، فمصلحة الجميع تكمن بمصلحة الوطن العليا، ومصلحة الوطن في وقوف الجميع صفا واحدا الى جانب الرئيس هادي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل والذي قال في ختام مؤتمر الحوار بأن وثيقة مؤتمر الحوار سيحميها الشعب لأنها قدره ومصيره، ولعل هذه الفرصة التاريخية التي كثيرا ما تاق إليها الشعب اليمني تتطلب منه ان يقف صفا واحدا الى جانب الرئيس هادي لاستغلالها الاستغلال الأمثل، فمثل هذه الفرص لن تكرر مرة اخرى وبهذا نكون قد خسرنا فرصة التحول الى الدولة المدنية المنشودة والقائمة على العدل والمساواة ، والعكس صحيح ففي حال عدم استغلال هذه الفرصة التي لن تسنح مرة اخرى قد تكون النتائج عكسية ولا تحمد عقباها.. ان ما قام به الرئيس هادي لقيادة هذه العملية التغييرية وبنجاح باهر يستحق الثناء والتقدير، خصوصا وقد نجح في إيجاد التوافق بين جميع الأطراف السياسية والمدنية وغيرها، وهو الأمر الذي كان يتابعه العالم بأسره بترقب وحذر، ولكن الأخ رئيس الجمهورية استطاع وبحكمة وحنكة سياسية تترجم مدى خبرته لإدارة البلاد في احلك الظروف وهو ما أثار إعجاب وإبهار العالم ككل ، وليس الشعب اليمني فقط، لنجد اليوم الشعب اليمني مفوضا اياه بقناعة تامة لما التمسه منه من تغيير متزن وعادل غير منحاز الى طرف ما.