قد يمكن ان كلمة ( الزيطة ) غير مدرجة في القاموس العربي ولكن في وضعنا اليمني وقاموسنا يمشي فيه كل شيء ولا يوجد هناك ممنوع وغير ممنوع ، لأنك تستطيع ان تمشي عكس السير ، وتستطيع ان تدفع وتعفى من جريمة قتل بشرط ان تكون لك قبيلة تنتمي اليها تحميك او مسؤولين في الدولة ، كما تسطيع ان تخرج اي مجرم من السجن بخطف مجموعة من الجنود او سائح غربي ، وهكذا نعيش في يمن الأيمان والحكمة اليمانية . ومن عجائب الدنيا ان اي مسؤول يستطيع ان يقنع الشعب بان الكهرباء اصبحت من الخدمات الغير اساسية وبهذا تصنفت هذه السلعة او الخدمة في قائمة الحكومة بأنها لا تعتبر من اولوياتها ، كما ان هذه الخدمة تعتبر من الترف الغير ملزم الذي لا يعد من مهمة الدولة ان توفر تلك الخدمة الغير مهمة للمواطن .
وان اراد المواطن تلك الخدمة ما عليه الا ان يتعاقد مع احد المسؤولين حتى يستورد له ماطور او جنريتر حتى يتمتع بهذا الترف دون غيره ، اما المواطن العادي ليس له الا ان يوفر قيمة الشمع ان وجد وتوفر في السوق اليمني .
اسألكم بالله اخواني الكرام هل يعقل ان الدولة تشوف بأعينها الرمداء من يفجر ابراج الكهرباء وانابيب البترول والغاز امام الجميع ويقتل بذلك الكثير من المرضى في سرائر المستشفيات وغرف الإنعاش ويكبد البلد مليارات الريالات ان لم نقل مليارات الدولارات ولم تستطع ضبط من يقوم بذلك ؟؟
هل يعقل ان الدولة بجميع اجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة تشوف من يتقطع للناقلات التي تحمل مشتقات النفط على الطرقات ولم تحرك اي ساكن وان حصل على استحياء بل وخوف ممن يقفوا وراء من يتقطع ؟؟
هل يعقل ان الحكومة تشوف معاناة المواطن اليومية للحصول على الديزل حتى يستطيع ينزع الماء من الآبار للشرب والدولة تشوف ان هناك من يمنع ذلك ولم تحرك لها اي همة ؟؟
وهل يعقل ان اي تعويض لمن يقوم بتلك الجرائم ان كان له اي مطالب ستكون اكبر مما تدفعه الدولة من اجل اعادة ابراج الكهرباء وانابيب النفط وغيرها مما يحصل في مارب والجوف وغيرها من المناطق المستهدفة من قطاع الطرق ؟؟
هناك ايادي خفية تعمل كل ذلك لا يعلمها المواطن ولكن الحكومة تعلم وتعرف من هم المتورطين في ذلك ، ولكن لا تستطيع ان تحاسب او تمنع من يقوم بهذا الأسلوب الرخيص الذي جعل المواطن يكابد يومياً جراء اهمال الحكومة وعدم تحركها للإيقاف ذلك لأنه له اليد العلياء في الدولة .
المشكلة ان الحكومة ليس لها مرجع حتى يحاسبها لا رئيس ولا برلمان ولا شعب ، لأن فخامة الرئيس لديه ما يشغله عن هموم الشعب اليومية ، كذلك البرلمان الغير شرعي لا يستطيع ان يعمل اي شيء حتى يحاسب الحكومة لأنه بالأصل تمدد له من اكثر من 7 سنوات تقريباً وبهذا اصبح مع الحكومة ليس لهم اي شرعية حقيقية من قبل الشعب ، فاصبح اعضاء البرلمان واعضاء الحكومة كل واحد يتستر على الثاني حتى يواصلوا عملهم بطلبة الله على عيالهم .
كما نحن الشعب اصبحنا مدجنين لا نستطيع ان نعمل اي شيء لأن من خرج وقال كلمة احتجاجاً على هذا الوضع سيلاقي من يردعه واصبحت التهمة جاهزة من قبل المسؤولين ، اما بلطجي واما ارهابي واما من الثورة المضادة واما انه محرض على الفوضى لزعزعة امن البلاد .
لمن نشكي ولمن نبكي حتى جاري وحتى اخي وابن عمي اصبحوا متحزبين متشددين الى درجة الجنون ويعملوا من اجل دعم احزابهم في زيادة نشر الفقر ومستعدين ان يضحوا بدمائهم من اجل قريبهم المسؤول في الدولة فاصبح الشعب ( فايت في الحيطة ) والمسؤولين ( ماشيين في الزيطة ) والشكاء لغير الله مذلة .