لا اعتقد وجود شخص تتمتع روحه باعتناق الاسلام ولا يدرك فضيلة هذا الشهر الكريم , وما يجب عليه فعله والالتزام به خلال ايامه المباركة . ربما تنتاب ابناء الوطن شعور بالقلق والحيرة إزاء استقبال شهر رمضان المبارك في وضع وظروف معيشية صعبة ابرزها ازمة المشتقات النفطية وتواصل انقطاع التيار الكهربائي , ولهيب الاسعار في الاسواق .. لكن ذلك لا يعني عدم التزامنا بالنهج السامي لقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وترك النفس تتوغل في شرور اعمالها من خلال الاستمرار في ممارسة استخدام ادوات ذلك الصراع المقيت الذي ودون ادنى شك لن تتجاوز حصيلته حدود جنينا لكميات الذنوب والمعاصي التي تتقدمها جرائم إراقة دماء الأبرياء من المسلمين ..في زمن إيصال الرسالة السماوية التي حملها الحبيب المصطفى سيدنا "محمد " صلوات ربي وسلامه عليه كان الجهاد في رمضان يسبقه حلم الشهادة , وذلك لعظمة الهدف والسبيل الذي قاتل وجاهد المسلمون من اجله بانفسهم واموالهم , وتقديرا منهم لفضيلة ايام وليالي شهر رمضان كانت الشهادة خلالها هي الروض الذي يركض الانسان طيلة حياته لبلوغ جنانه.. نحن اليوم بحاجة ماسة الى محاربة الفكر ضد معتقداته الخاطئة . فليس صحيحا ان تكون حروبنا الطائفية قد شملها شيء من ذلك الجهاد او حتى جزء من قيم ديننا الاسلامي الحنيف غير ان الشيطان قد تمكن من إغوائهم ليسلكوا طريق الشر على انها تقرب من الخالق عز وجل دون ادراك بان الجهل هو من ساد هذه الوجهة التي لن تكون سوى جهنم من ينتظر في خاتمة مطافها . فهل حق باننا تجاهلنا قيم الاخاء , والمحبة , والسلام , ومبادئ العطف والتراحم فيما بيننا ؟! هل تناسينا الكثير مما لقنا ايها رسولنا الاعظم صلى الله عليه وسلم عن رمضان شهر التوبة والغفران الشهر الذي نزل فيه القرآن ليخرج الناس من الظلمات الى النور !! ام ان مغريات الحياة الدنيا اصبحت كل همنا ؟! ماذا عن اعظم شهور السنة "رمضان" أيتها الامة الاسلامية ! هل تتمكن مشاعر التوبة من اسقاط معاول الهدم وادوات الجريمة من بين ايدينا ؟ لترتفع تلك الايادي نحو بارئها وهي صافية تتضرع خشية مستبدلين لغة الحقد والكراهية , والبغضاء بلغة القلوب النابضة بالحب والسلام ..وهاهو رمضان يهل علينا ايها الماضي بذكرياتك الجميلة وايام "الدحريجة" فرحا وابتهاجا بقدوم خير الشهور . كنا ناخذ فطائر العيش المكونة من دقيق الشام لتبدوا صلبة نوع ما بشكلها الدائري وندحرجها من فوق التلال الصغيرة كرمز تعبيري عن مدى السعادة التي تغمرنا ونحن نستقبل رمضان دون هموم ومنغصات اليوم. تلك الايام لن تعود , ونحن ندرك ذلك لكن رغبتنا في عودة القلوب الى ذلك الاتساع من الصفاء والمودة..