لليوم الرابع على التوالي من إنطلاق مهرجان صيف صنعاء الرائع والمتميز، باعداده وفعالياته الممثلة بالفرق المشاركة من جميع محافظات الجمهورية، مضافا لذلك الفرق المشاركة من الدول الشقيقة والصديقة والتي تعمل في تواتر وتزامن في غاية الدقة مقدمةٍ استعراضات بهلوانية ورقصات شعبية متنوعة، ومسرحيات والعاب مختلفة.. ما يميز هذا المهرجان ايضا هو جمعه مختلف الثقافات ما جعل الزائر إلى مقر إقامته يصاب بالدهشة والارتياح التام في آن واحد، لما يشاهده خاصة وهو يقف أمام ثقافات مختلفة ومتنوعة جاءت من معظم بلدان العالم ،جميعها تقام في مكان وزمان واحد. وخلال زياراتي المستمرة لحديقة السبعين التي يقام فيها مهرجان صيف صنعاء السابع في أوقات مختلفة لاحظتُ توافد مستمر للزوار من مختلف شرائح المجتمع اليمني ..والزوار العرب الأجانب من الدبلوماسيين والمقيمين والمهتمين بمثل هكذا مهرجانات حيث اظفت هذه الزيارات طابع خاص لمهرجان صيف صنعاء وذلك ما كان ليتم لولا إيلاء وزارة السياحة ممثلة بالدكتور / قاسم سلام وزير السياحة الجانب الأمني والتنظيمي جل اهتمامه .. ولأن إقامة المهرجان يعد عملا وطنيا بحت كان إصرار الوزير /سلام على إقامته خيارا لا رجعة عنه رغم التخوفات التي كانت تراود الكثير جراء تطور الأحداث وحدة الخطابات المتشنجة من بعض زعماء الجماعات القبلية المسلحة التي تفرض حصارا على صنعاء تحت مبررات غير منطقية من جانب وردود الأفعال من الأحزاب الدينية والأحزاب الموالية لها وكذلك ما تقوم به الجماعات الإرهابية من أعمال عنف وقتل وآخرها كان قبل انطلاق المهرجان بأسابيع حيث قامت مجموعة من القاعدة باقتياد أربعة عشر جندي اعزل كانوا على متن باص لإحدى شركات النقل وذبحهم بطريقة بشعة جدا . جريمة حضرموت البشعة تركت انطباع سيء عن الوضع في اليمن دعا تلك الدول هذا السلوك الارعن والقذر إلى الاعتذار والتراجع عن المشاركة ولكن برغم كل هذه الصعوبات والمعوقات والتحديات الكبيرة كان هنا الإصرار والقناعة التامة متولدة لدى الوزير /قاسم سلام وأبى إلا أن يقام المهرجان في الوقت المحدد وكان يعمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل وتواصل مع جميع السفارات العربية والاجنبية والجهات ذات العلاقة فيها، نتج عن هذا التواصل تراجعها عن قرار المقاطعة للمهرجان للأسباب الآنف ذكرها وتفهمت الأوضاع وقبلت بالمشاركة وعادت إلى واجهة المهرجان وكانت من أهم الفرق حضورا ونشاطا . لقد عكف الوزير قاسم سلام ومعه طاقمه الخاص على العمل الوطني الكبير قرابة الثلاثة اشهر وها نحن اليوم نجني ثمار النجاح من واقع ملموس، ونستشعر عظمة النجاح المنقطع النظير لهذا المهرجان والذي كان ثمرة جهد المخلصين والوطنيين المحبين لوطنهم كالدكتور سلام ومن إلى جانبه ممن ساهموا بإنجاح هذا المهرجان الأكثر بكثير من رائع.