عد أيام من التخاصم والبعاد أرسلَت لهُ : كيف أنت ؟ قال : أصفف أهداب حنيني ، أحمله ولا يحتملني ،، وأنتِ ؟ قالت : نسيتك ما عادت أصابع الشوق تشدني من شَعري ، وما عاد وقتي مجزّءً (أنت وأنت ،، ولك أنت فقط ! ) صار لمن حولي متسعٌ عندي ، واتضح لي أن في حياتي المزيد من الحياة ، كنتُ بحاجة لهذا (البعد) حتى أعيش . بتُّ أُغمضُ ليلي باكراً ، وأُوصد أبواب السحاب أنفض مجاميع الذكرى عن كاهلي ، وأقذف جسدي المتعب كمن يقذف حجراً في بئرٍ معطلة ، وعلى جبيني الصقت ورقة مكتوبٌ فيها " كرامتي أقوى أعداء عشقي " أتحسسها كلما انتفض سرير حنيني إليك ، فأشطب كل فكرة تغريني بالإتصال بك . الآن فقط أرحتُ الحنين ، قذفته منّي ، بعد ان انتزعت منه عهداً أن لا يتشظّى في شراييني ، ولا يحرّض وسائدي لتذكر إسمك أو تُشير إليك تجاهلت الرسائل والإميلات وكل شيءٍ يُمكن أن يقدح ظلمة عزلتي ، حتى تكوّم كل صقيع العالم في قلبي .. على عتبة غيابك ، وقفتُ اتنفس حياتي على مهل ، ماعدتُّ افتش لك عن أسبابٍ لعدم اتصالك بي ، ولا عن أعذارٍ تتماشى مع مزاجك المتقلب .. سرّحت أجمل أمنياتي ولملمتُ سراب الحلم وأهديته لعاشقةٍ مبتدئة.. أشفقت عليها إذ تأكدت كم أنها ستشبهني .. في ظلمة ليلي أخلع ما يذكرني بك كما تخلع عجوزٌ أسنانها المستعارة قبل النوم مؤخراً قرأت للمستغانمية ،، ولم يخطر ببالي مشاركتك جنونها ، كنتُ أسفُّ غبار كلماتها سَفّاً ، وأخبر قلبي أنه ليس إلا محض شِعرٍ نيء .! ماعدتَّ فاتح صباحي ، أصبحتَ عندي مجرد (فكرة) تأتي مع أول نعاسي وتترك أحلامي منتفخة الجفون صرتُ افهم كيف أبني أسوار عنادي وأتجاهل وردك فقد نبت لصدري أجنحة ، أُنادي عليها ف تلتفت : أغلقي الليل .. ماعاد هناك شيئاً نحرسه ! صككتُ أبواب الأماني خلفك ، فاطمئن .. فقد ابتلعني روتين حياتي الجديدة وصار انشغالي أكبر من بعادك تسألني : كيف أنا !! ألا ترى : أصبحتُ ! وأضحيتُ ! وأمسيتُ بأحمر حنيني دونتُ مليون كذبة في سجل غيابك لأمحو آثار كفّك ، وسر ابتسامتك ، وبحّة إسمي على شفاهك . لكن ! ... بقي أن لا أُنادي كل رجلٍ أقابلهُ يحمل إسمك وأما غير ذلك .... فإني قد نسيتك .