رضا الزرنوقي من جديد هاهو التاريخ يعيد نفسه ، مرة أخرى تحاول قطعان السلالية البغيضة إخضاع أعتى قبيلة في تهامة وعلى امتداد ساحل اليمن الغربي. لا زالت أصداء هزائم أجدادهم في تهامة تتردد في أذهانهم.. لطالما أسقط السلاليون كرامة قبائل شمال الشمال في وحل الارتزاق بتجنيد شبابهم بل و أطفالهم لكل اجتياح همجي مسلح يخدم أطماعهم السلالية. مطلع عشرينيات القرن الماضي مرغت قبائل الزرانيق جيش الإمام يحيى بقيادة ولده أحمد في وحل الانكسار والهزيمة لسنوات متتالية ولم ينتصر عليهم إلا بتحشيد كبرى قبائل الشمال وبعض القبائل الخائنة في تهامة.
اليوم وبعد مرور نحو 95 سنة من تاريخ تلك التجربة المريرة ها هم أحفاد الإمام ومعهم قطعان أحفاد نفس الجيش القبلي يعودون لنفس المحرقة يريدون إخضاع الزرانيق .. وهيهات للزرنوق أن ينكسر. خلال 48 ساعة فقط من اندلاع المعارك تمكن شباب الزرانيق من الاستيلاء على دبابة وإعطاب 4 أطقم والقضاء على عشرات الحوافيش. لم يكن مع الزرانيق من سلاح إلا الكلاشنكوف الآلي بينما يمتلك جيش المرتزقة المتدرب مختلف الأسلحة. وهذا مؤشر قوي على بطولة وجسارة الزرانيق وقدرتهم على دحر جيش الحوفاشيين إلى كهوفهم في جبال صعدة إذا ما توفر الدعم المطلوب ماديا وعسكريا. حاليا تدور المعارك في محيط منطقتي القوقر والعباسي الواقعتين في نطاق بيت الفقيهجنوبالحديدة بقيادة الشيخ الثائر يحيى محمد منصر وشقيقه أويس ومن معهم من الأوفياء.
منفردين حتى الآن يخوض الزرانيق دون دعم ولا إسناد معركة العزة والكرامة في حرب فرضت عليهم بعد رفضهم تسليم شابين منهم أرادت عصابات الانقلاب اعتقالهم بتهم كيدية من أذناب عفاش. رفضوا الخضوع والانكسار وقرروا خوض المعمعة حماية لبيوتهم و ﻷعراضهم ولا يزال الصمود عنوانهم.
جدير بالإشارة أن هذه الحرب تأتي بعد محاولات استفزازية سابقة قام بها الحوثيين لتفجير الوضع وكل مرة بحجج واهية وهو ديدنهم منذ دماج.
اليوم وفي ظل الصمود الاسطوري لرجال الزرانيق ينتظر من قيادة التحالف العربي التدخل بعمليات نوعية تخفف من الضغط والحصار المفروض على قرى الزرانيق خصوصا منطقة العباسي معقل الشيخ منصر. فتحركات الميليشيا مكشوفة ومواقعهم معروفة ومن السهل جدا القضاء عليهم بغارات معدودة. والتأخير يضاعف من الخسائر البشرية والمادية نتيجة القصف الهمجي والعشوائي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة.. جريمة إبادة حقيقية تقترف على مرأى القبائل المجاورة ومسمع حكومة بحاح في الرياض.. بحق عشرات الآلاف من المدنيين العزل فلا يسمح القتلة بإسعافهم ولا حتى بممر آمن للنازحين. وما عسى التحالف أن يفعله في ظل برود قيادات الفنادق بينما الأبطال يتحدون الألم وينسجون خيوط الأمل في خنادق البطولة وميادين العز والشرف.
ورغم حالة التباطؤ الرسمي والخذلان القبلي فإن الصمود لا يزال للزرانيق عنوان .