ما أروع هذا الرجل ابتداء من تواضعه و ابتسامته التي لا تفارق وجهه رغم كل الصعاب التي يعانيها والمعضلات و التحديات التي يواجهها وكم المشكلات التي يسعى حثيثاً إلى حلها بحكم مسؤولياته كوزير للتجارة والصناعة في هذا الوقت الصعب الذي تحتضر فيه التجارة و الصناعة في اليمن بسبب الأزمة السياسية التي نعاني منها ، فلم يعد للتجارة في اليمن من رؤوس أموالها إلا إسمها ، ولم يعد للصناعة في اليمن إلا أبواب مصانع انتاجية إما مغلقة او على وشك الإغلاق ، إما بسبب الكهرباء او بسبب المشتقات النفطية او بسبب تعنت ملاكها أو تغيب عمالها و اعتصامهم عن العمل ، وإنتهاء بحماسه و عمله الدؤوب الذي نلمسه في تحركاته و اجتماعاته و نشاطاته و لقاءاته بهذا و ذاك من الداخل و الخارج على مدار الساعة و اليوم كأنه نحلة لا يكل ولا يمل. يقال ان النار تكشف انواع المعادن و الازمات تكشف معادن الرجال ونقيس عليها بأن الازمات السياسية تكشف حقيقة الوزراء والمسؤولين فمنهم من يتنصل ومنهم من ينام ، ومنهم من يتفرج ورجل هنا ورجل هناك ، ومنهم من يفر بجلده بعد أن ضمن تموين "كرشه" لمئة سنة قادمة ، ومنهم من لا يهش ولا ينش لا في الأزمة ولا قبلها ، ومنهم من يعمل بجد واجتهاد مضاعفاً جهوده مخاطراً بحياته بصمت وبثبات ، رامياً الأحزاب و الحزبية والمصالح الشخصية خلف ظهره ، هدفه الأول أداء الأمانه وخدمة الوطن والمواطنيين جميعا دون تمييز ، أياً كانت انتماءاتهم وايا كانت مواقفهم السياسية ، و إنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذه الأزمة ، و تيسير وتسهيل حياة الناس وامورهم بقدر المستطاع ، و كلاً في مجاله وهم كُثر ولله الحمد فوطني مازال أرضاً خصبة بالشرفاء ولا يسعني ذكرهم جميعا و سأكتفي بذكر هذا النموذج المشرف من هؤلاء الرجال الشرفاء. هذا الرجل الذي سبقته سمعته الطيبة منذ ان كان نائباً لوزير التخطيط والتعاون الدولي جعلني اقف أمامه احتراماً و تقديراً ، ابحث عن الكلمات التي استطيع من خلالها أن أوصل له كلمة شكر قد لا تسمن ولا تغنيه من جوع ، ولكني اجد انه من المجحف بل من المخجل ان لا أقولها و يقولها مثلي الكثيرين ممن شهدوا أمانه ونزاهة و اجتهاد ومثابرة و صبر هذا الرجل على الشدائد و ثباته وإصراره على العمل و مواصلة الجهود الحثيثة وفي أحلك المواقف رغم التهديد من ناحية والترغيب من ناحية أخرى. سبحان الله ، بقدر صدمتنا في شخصيات كنا نجلها و نحترمها ونعتبرها معالم من معالم الجمهورية اليمنية بقدر دهشتنا من روعة شخصيات كانت إلى حد ما في الظل ، يعملون بصمت يبنون و ينجزون و يحققون الكثير بصمت ، هذا الرجل الذي نزل من بيته وخرج من خلف طاولة مكتبه واضعاً ( كوته ) على كتفه احياناً و احيانا أخرى رامياً له في سيارته ومكتفياً بقميص ( نص كم ) ، غير آبه بأبه الوزير ولا بموكب الوزارة متجولاً في الحارات من فرن إلى آخر ليطمأن على وصول الديزل و الدقيق و حركة تصنيع الخبز للناس ، و من بقالة لأخرى ليتأكد من توفر المواد الغذائية بنفسه ، هذا الرجل الذي أصبحت لقاءاته ومباحثاته مع الشخصيات الاقتصادية المحلية و الدولية أكثر من لقاءاته وحواراته مع أهل بيته ، يحاور و يبحث بل و يحفر في الصخر معهم محاولاً التخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بهذا البلد ، هذا الرجل هو نحلة الحكومة التي لا تكل ولا تمل من العمل ، هذا هو المهندس هشام شرف عبدالله. لله درك يا مهندس هشام و هذه كلمة حق أقولها لك عبر الأثير ، شهد لك الناس البسطاء في الحارات و الافران و البقالات و على موائد غدائهم البسيط في المنازل ، قبل الوزراء وقبل القيادات بالعفة و الجد و الاجتهاد والمثابرة ، و شهدت لك مواقفك الوطنية النبيلة وثباتك وصمودك بالوفاء و حب الوطن و الولاء له أولا وأخيراً ، و شهد لك كلامك و نبرات صوتك وملامح وجهك التي تتفجر بالنشاط و التفاعل و الاهتمام والصدق بأنك الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب ، فالوقت الآن وقت مخابر الرجال و انت و الله قد قد اثبت انك رجل الساعة فتحية تقدير و احترام وشكر استحققتها بجداره ابعثها إليك من مواطنه يمنية مغتربة أمنتك كما أمنت غيرك من الوزراء و قيادات الدولة على وطنها وأهلها ومثلي الكثير ، فحملت الأمانة و صنتها وأديتها على أكمل وجه ، وغيرك لا حمل الأمانة و لا صانها ولا يعرف فين خلقنا الله و رغم هذا مازال متربع على كرسي الوزارة من حكومة للثانية وكأنه ورثه من والده. الشكر لله اولا و اخير الذي انعم على هذا الوطن الغالي بالشرفاء أمثالك وجعلهم أركاناً راسخة يستند عليها في شدته ، و الشكر لك لما تقوم به و تقدمه برحابه صدر و بلا كلل او ملل ، ألف شكر يا مهندس هشام شرف عبدالله وجزاك الله عنا و عن الوطن كل خير، حفظكم الله و رعاكم و ثبت خطاكم و ادامكم ذخراً لهذا الوطن الحبيب.