سيريانيوز: قال نائب وزير الخارجية الروسي غينداي غاتيلوف, اليوم الثلاثاء, إن تطبيق السيناريو اليمني لحل الأزمة السورية "غير مناسب" بسبب رفض المعارضة السورية الدخول في حوار مع السلطات, فيما أشار إلى أن بلاده سترفع من كمية المساعدات الإنسانية لسورية. ونقلت قناة "روسيا اليوم", على موقعها الالكتروني, عن غاتيلوف قوله انه "عندما نتحدث عن النموذج اليمني حيال الأزمة السورية يجب الأخذ بالاعتبار أن المعارضة في سورية وللأسف لا تسعى للبدء بحوار سياسي مع الحكومة"، مشيرا إلى أنه "كان من الجيد لو كان هناك اتفاق ورغبة سياسية من كلا الطرفين، ما سيساعد على التحرك اتجاه التسوية، وعندها كان من الممكن الحديث عن النموذج اليمني, بيد أننا لا نرى في سورية رغبة كهذه من قبل المعارضة". ودعت عدة دول، مؤخرا إلى تطبيق الحل اليمني، حيث سلم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح السلطة إلى نائبه، على أن يعمل نائبه عبر عامين إلى نقل اليمن إلى نظام ديمقراطي يعتمد مبدأ تداول السلطة. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما ناقش احتمال اعتماد النموذج اليمني مع رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف على هامش قمة الثمانية في كامب ديفيد الأسبوع الماضي, بحسب مسؤولين أمريكيين. وشددت روسيا, في أكثر من مناسبة, على أهمية حل الأزمة السورية بالطرق السياسية السلمية عن طريق إجراء حوار وطني شامل, بعيدا عن أي تدخل عسكري, منوهة بالمشاريع الإصلاحية التي اتخذتها القيادة السورية. وفي سياق متصل, أعلن غاتيلوف أن بلاده "ستزيد من كمية المساعدات الإنسانية لسورية, وسنرفع حجم المساعدة عبر إرسال كميات إضافية إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة والى اليونيسيف وعبر القنوات الثنائية". وقررت روسيا الاتحادية, منذ شهر أيار الماضي, تخصيص مساعدات إنسانية للشعب السوري بقيمة 4.5 ملايين دولار من مساهمتها كدولة دائنة لبرنامج الغذاء العالمي. وأضاف غاتيلوف أننا "نعترف بان الوضع الإنساني في سورية جدي، وان هناك مشاكل، لكن الحديث عن كارثة إنسانية في البلاد أمر غير صحيح", معتبرا "انه لا يجوز استخدام الوضع الإنساني لأغراض سياسية كأساس لفرض اللجوء إلى القوة لحل الأزمة السورية، ونحن نقف ضد هذا بشكل قاطع". وكانت روسيا الدولة الأولى التي بادرت إلى تقديم مساعدات إنسانية إلى سورية وذلك في شهر آذار من العام الحالي, إضافة إلى تقديم الدعم وخاصة المالي للجنة الصليب الأحمر الدولية، فيما أعلنت دول أخرى عن تقديمها مساعدات ومعونات مادية، في وقت وجهت فيه الأممالمتحدة نداء لحاجتها إلى أموال لتغطية المساعدات الإنسانية إلى سورية. وشددت عدة دول عربية وغربية في أكثر من مناسبة على ضرورة إرسال مساعدات إنسانية للمناطق المتضررة, في وقت تواجه الجهات والمنظمات الراغبة في إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق التي شهدت أحداث عنف في سورية، صعوبات عدة. وتشير تقارير إعلامية إلى أن الأعمال العسكرية والعنف ازدادت في الشهور الأخيرة في عدة مدن سورية, فضلا عن ظروف إنسانية سيئة تمثلت في نقص المواد الأساسية والطبية, إضافة إلى انقطاع الاتصالات والكهرباء والماء والمحروقات عن بعض المناطق. وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 14 شهرا تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن, حيث تتهم السلطات السورية "جماعات مسلحة" ممولة ومدعومة من الخارج، بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين، فيما يقول ناشطون ومنظمات حقوقية إن السلطات تستخدم "العنف لإسكات صوت الاحتجاجات.