(يو بي اي): أكّد الرئيس السوري بشّار الأسد، أن العقوبات المفروضة على بلاده لن تغيّر من مواقفها، مشيراً الى أن الحدود التركية تحوّلت إلى حدود لتهريب السلاح ولتمرير الإرهابيين إلى سوريا. ونشرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) الجمعة، الجزء الرابع من مقابلة أجرتها صحيفة (جمهورييت) التركية مع الرئيس بشّار الأسد، أكّد ردّاً على سؤال حول إمكانية صمود سوريا أمام قرارات الحصار القوية المفروضة عليها، أنه طالما أننا أصحاب حقوق وطالما أننا نمتلك الكرامة وطالما أننا وطنيّون فمهما اشتدت العقوبات لن تغير من مواقفنا". واعتبر أن "القضية ليست قضية بيع للمبادئ من أجل أموال أو من أجل طعام أو من أجل مساعدات خارجية، وإلا فعلينا أن نبرر موقف أي شخص فاسد باع شرفه من أجل المال وهذا مرفوض بالنسبة لنا من الناحية المبدئية ومن الناحية الأخلاقية في سوريا رفضاً باتاً". وحول توقف الحركة على طول الحدود السورية التركية والأزمة الإقتصادية والإجتماعية والنفسية الناجمة عن الأمر، أرجع الأسد السبب الى تحوّل "هذه الحدود إلى حدود لتهريب السلاح ولتمرير الإرهابيين إلى سوريا"، قائلاً "كنا نتحدث لسنوات عن كيفية تحويل هذه الحدود إلى حدود تنمية.. ولكن تنمية وإرهاب لا يلتقيان". ورداً على سؤال عن محاولة الحكومة التركية عبر وسائل الإعلام الموالية لها أن تستغل موضوع حزب العمّال الكردستاني لتحريض الشعب التركي ضد سوريا عبر القول إن سوريا تدعم العمليات العسكرية للحزب الكردي، قال الأسد إن "هذا الكلام غير صحيح، ربما من يفكر بهذه الطريقة لديه عادة الغدر فيفكر بالآخرين بنفس الطريقة". وأضاف "بالنسبة لنا فالغدر ليس من شيمنا، إلا أنه عندما تعاني من الإضطرابات في بلدك فالأولويات الأمنية تصبح مختلفة.. تركز على قضايا معينة وبالتالي لا تستطيع أن تضبط الأمور بشكل كامل ويصبح تحرك أي مجموعة داخل بلدك متاحاً أكثر من الظروف العادية". وتساءل "إذا كان من الصعب علينا الآن في حالات معينة أن نحمي بعض السوريين، هل من الممكن أن نكون نحن مسؤولين عن حماية الأتراك.. هل هذا منطقي؟"، وأبدى إعتقاده بوجود "خلل أمني" في تركيا الآن "بسبب سياسات الحكومة التركية وهي تريد أن تحمل المسؤولية لغيرها". وحول إتهام تركيا للجانب السوري بأنه مَن يُرسل العمّال الكردستاني من سوريا باتجاه تركيا، قال الأسد "أولاً أين دليلهم على ذلك؟.. وثانياً حزب العمّال الكردستاني يقاتل تركيا منذ عقود لذلك لا داعي لكي نرسلهم نحن للقيام بهذا.. وعندما كانت العلاقة جيدة بيننا وبين المؤسسات العسكرية والأمنية في تركيا كان حزب العمّال يقوم أيضاً بعمليات.. الفرق الوحيد هو أنه عندما يكون لديك ساحة مجاورة فيها فوضى تصبح الحركة أسهل وهذا شيء بديهي". وحول توصّوره للقضية الكردية من الناحية الإقليمية، قال الأسد "لا شك بأن هذه المنطقة معقّدة وفيها تنوع ثقافي كبير، وكل مكون ثقافي بحاجة ليشعر بوجوده وهذا شيء طبيعي وصحي"، واعتبر أن "المشكلة خلال العقود الماضية بأن هناك من استغل هذه المكوّنات من أجل أهداف سياسية، فوضع هذه المكوّنات في تعارض مع المصلحة الوطنية أو القومية". وأضاف "الآن علينا أن نفكّر بأن قوة الوطن أو قوة القومية هي بالتنوّع الموجود فيها.. بالتنوع العرقي والديني والثقافي.. ولكن من غير المسموح لهذه المكونات أن تذهب باتجاه الإنفصال ولا يجوز أن تشعر الدولة بأن هذا المكوّن هو عامل خلل أو عامل خوف بل هو عامل غنى". وقال الرئيس السوري إنه لا يرى دولة كردية في المنطقة على المدى المتوسط أو البعيد، معتبراً أن هذا الأمر "إنفصال.. ولا أحد يقبل الإنفصال". ورأى أنه "في هذه الحالة سيكون هناك عشرات الدويلات الصغيرة وليس دولة كردية فقط.. عندها ستبحث كل طائفة ودين وقومية عن دولة مستقلة.. لا اعتقد بأن شعوبنا ترى أن لها مصلحة في هذا التقسيم". وقال "نحن عشنا مع بعضنا لآلاف السنين في هذه المنطقة ولم يكن هناك مشاكل.. وجدت هذه المشاكل مؤخراً بعد أن دخل الإستعمار على الخط من لورانس العرب وما بعد.. فإذا كوّنّا وعياً كاملاً بأننا يجب أن نعيش مع بعضنا البعض فستضمحل الحدود التي رسمها الإستعمار، وربما في دول أكبر لا يعود هناك أهمية لهذه الحدود". وأضاف "نعيش الآن في دولنا الحالية وربما في المستقبل نتوحّد في دول أكبر.. دول تحتضن كل هذه الثقافات بالتساوي". وكان الرئيس السوري بشّار الأسد قال في الجزء الثاني من مقابلته مع صحيفة (جمهورييت) التركية الذي نشر أمس، إن الأزمة في بلاده بمعظمها خارجية مستدلاً على ذلك بوجود مقاتلين عرب ومتطرفين إسلاميين يقاتلون في سوريا، معتبراً أن المؤسسات الدولية خاضعة للإرادة الأميركية والغربية بشكل عام.