في ذلك الليل الكئيب صوت البُكاء مع النحيب شاهدت طفلاً باحثاً عن ما يُسمى بالسلام .. بين الدمار وفي الركام أشلائه بين الحطام أحلامه قد أُعدِمت قُتِلت بِصاروخِ الخِصام .. فمضيت أبحث في الديار فأضعت خطي والمسار ووجدت طفلاً باكياً يشكوا لأنقاضِ الدمار .. من دون حضنٍ دافئٍ من دون بيتٍ أو دثار فجميعُها قد دُمِرت قُصفت بصاروخٍ ونار .. فسألتهُ ماذا جرى لِمَ نائمٌ بين العراء و من الذي قصف القُرى وأضاع حِلمُك ياتُرى .. فأجابني من دون صوت ودموعهُ حممٌ وموت إني هُنا طفلٌ يماني من ظُلمهم إني أُعاني .. إني بلا مأوى أنام من دون شُربٍ أو طعام لم يبق لي إلا الرُكام والموتُ خيم والزؤام .. طفلٌ صغيرٌ إنني بين الخرائب مسكني والبرد يلفحُ أضلُعي وغدوت هدفاً للِئام .. بالله قلي ياصغير ياصاحب القلب الكسير إني أرى من صبرك المجروح في وطني الكبير .. نعمٌ أعيشُ هُنا نعم بين المآسي والألم فبكى مدادي والقلم ثارت حروفي كالحِمم وغدوت أنحت حزنه أعلى الجبال وفي القمم .. يامن تُسمى بالأُمم للظُلم قد رفعو العلم لم ترفُض البغي الذي فيه الأمانُ قد أنعدم .. وكتبتُ مِن عُمقِ الجِراح دمّ الطفولة يُستباح في أرضنا قد أضرموا حرباً بأنواع السِلاح .. والله لا لن ننثني وبعزةٍ لن ننحني مهما تمادوا في الحصار لا لن ينالوا موطني ..