لم يخلو حوارا جمع شخصيتين في لجنة التحضير للحوار الوطني .. من تمايز في الرؤى والايدولوجيات ومسارات العراك السياسي والتباين الحادث في البلاد .. لكن الحوار ذاته لم يخلو من تناغم في النوايا والسعي الى خدمة الوطن اليمني المترامي وبما يكفل وحدته وامنه واستقراره وعزة ابنائه. الحوار الذي كان طرفيه كلا من الاستاذ صلاح مصلح الصيادي امين عام حزب الشعب الديمقراطي "حشد " والدكتور محمد العامري رئيس حزب اتحاد الرشاد " السلفي التوجه " الذي استضافته قناة اليمن الفضائية .. تحدث عن جملة من القضايا المطروحة على طاولة الحوار الوطني .. تأييد مشترك لقرارات الهيكلة في المستهل ابتدأ الحديث عن قرارات رئيس الجمهورية بشأن الاعداد والتهيئة للحوار الوطني وقال الصيادي في مداخلته : نحن نؤيد بقوة تأييد مطلق كل قرارات الرئيس هادي باعتبارها جزء من التسوية السياسية وترجمة للمبادرة الخليجية واليتها المزمنة واعتقد انها تهيأ لاجواء اجمل للحوار الوطني الشامل .. مضيفا نحن كحزب ايدنا القرارات بعد صدورها بدقائق وكتحالف ايدناها من خلال لقاءنا مع الرئيس هادي .. والمؤتمر الشعبي العام يؤيد ذلك لانها ضرورية .. وعما اذا كان هناك اعتراض على تقدم القرارات من قبل حزب حشد قال الصيادي " هذا الكلام غير صحيح .. نحن مع المبادرة واليتها والتسوية السياسية ..وذلك يؤكد تأييدنا لكل القرارات التي اصدرها الرئيس .. مضيفا فقط وفي اكثر من مناسبة كنا نوحي للجميع بالفرق بين توحيد الجيش وهيكلته ، الهيكلة كعملية فنية ادارية وعلمية تحتاج الى الكثير من الوقت ، واللجنة المكلفة بذلك انجزت مهمتها بشكل قياسي ولم نكن نتوقع ذلك. من جانبه الدكتور العامري وتعليقا على قرارات الهيكلة قال نحن في اتحاد الرشاد ايدنا قرارات رئيس الجمهورية في ما يتعلق بهيكلة الجيش ..اعتبرناها ضرورية وضرورتها تأتي من باب التهيئة للحوار الوطني .. نحن نبارك هذه الخطوة ونعتقد انها جاءت في وقتها المناسب ، واذا كان هناك بعض الجهات والافراد تعترض فندعوهم الى اعادة النظر .. نحن نريد الخروج من النفق الى بر الامان .. ونتجاوز منغصات الماضي وبسط الدولة نفوذها في جميع مناطق البلد وهذا مرهون باستقرار الدولة وبالذات المؤسسة العسكرية والامنية .. الوضع افضل رغم الاختلالات الامنية الاستاذ صلاح الصيادي وفي حديث عن الاختلالات الامنية وحوادث الاغتيالات ، قال / نحن عندما نقارن الناحية الامنية خلال العام الماضي واليوم نلاحظ الفرق لصالح الحاضر وفصل الصيادي تداعيات الازمة خلال العام الماضي .. مضيفا : ستكون الامور افضل ، هذا لا يعفي الاجهزة الامنية بان تقوم بدور اكبر .. ما نلاحظة من عمليات اغتيال موجهة اساسا لان نصل الى اعتقاد " الامور غير مهيئة للحوار الوطني " لكننا ماضون اليه بعزم واصرار .. الشعب اليمني يرى ان الحوار هو المخرج الوحيد لليمن وبالتالي سيلتفون ويصطفون حوله .. وستبوء مشاريع المفشلين له بالفشل. بدوره قال العامري : من اهم عوامل نجاح الحوار ان يشعر الجميع بان الحوار مخرج وسبيل للخروج من الفتن والاضطرابات في اليمن وان نغلب المصلحة الكبرى عن المصالح الصغيرة .. المشاريع الصغيرة اذا اقحمت في مؤتمر الحوار الوطني ستذوب في اطار المشروع العام لليمن .. وقد تكون من اهم عوائق الحوار الوطني .. نحن ندعو جميع القوى الى النظر بعين الحكمة والبصيرة .. يجب ان نجعل المصلحة العلياء الهاجس الاول. وعما اذا كان التدخل الخارجي سينتصر على ارادة اليمنيين قال العامري :انا متفائل لان الرسول وصفنا بالايمان والحكمة فاذا تجسدت فاننا سنتجاوز مثل هذه التدخلات والمشاريع التي تستهدف نسيجنا وثوابتنا ووحدتنا .. التحالف والمؤتمر ..الرشاد و الاصلاح الصيادي وفي سؤال عن عما اذا كانت اللجنة الحوار رفعت تقريرا مزورا او ربما منقوصا ووجه النقص .. قال الصيادي : المسالة كانت متعلقة معايير التي تخص الشباب ومنظمات المجتمع المدني والمرأة ..رفعنا تلك النقاط الى اللجنة وقدموا توضيح ..سنترك هذا على اللجنة ومثل هذه الجزئيات يفضل ان تناقش بعيدا عن وسائل الاعلام وعما اذا كان هناك اليه لتقاسم مقاعد المؤتمر وحلفاؤه وعما اذا كان هناك خلافات حول ذلك قال الصيادي : انا كنت حاضرا في اجتماع للمؤتمر والتحالف وكان هناك أصوات تنادي بإعادة النظر في نسب التمثيل المقرة ، ولكن بعدما اعلن عن النسب لم نتحدث عن الموضوع بعدها ، المسألة لا تقاس بالكم بل بالكيف .. المؤتمر وحلفاءه قادرون على تمثيل مشرف في الحوار الوطني يخدم الحوار ويعزز من نتائجه الايجابية .. وعما اذا كان هناك تحالف بين حزب الاصلاح وحزب الرشاد السلفي : نفى العامري حدوث اي تحالف مع الاصلاح او مع اي قوى اخرى ، وقال : نحن كيان مستقل لنا رؤيتنا واهدافنا قد نتفق مع هذا او ذاك بحسب حجم الموقف والقضية ..هناك من يقول ايضا اننا وجه اخر لحزب معين .. والحقيقة ان قرارنا لم يأتي بسبب تقليد ما حدث في مصر بل بسبب واجبنا الديني ونحن شريحة وتيار عريض في اليمن ومن حقنا ان نشارك في العملية السياسية وفق منظور شرعي وحسابات معينة . الحوثيين والحراك الجنوبي وعن مشاركة الحراك الجنوبي في الحوار الوطني وعما اذا كانت فصائل الحراك حسمت امره بشكل شبه نهائي للمشاركة في الحوار الوطني قال الصيادي هناك بشائر خير ويجب ان نتفائل بمشاركة الحراك ان لم يكن كاملا فالاغلبية ستشارك مضيفا : لست مخولا بتأكيد ذلك ونفيه ..لكن هناك نقطة مهمة جدا ، يجب ان نفرق بين الجنوب والحراك الجنوبي ، الحراك احد مكونات الجنوب لكنه ليس الجنوب كله. وعن الحوثيين وعما اذا كان تمثيلهم باسم صعدة وصعدة ليس كل الحوثيين : قال الصيادي التمثيل سياسي وليس جغرافي .. والتعامل مع الحركة الحوثية هو باعتبارها حركة سياسية وليست تمثل صعدة ، ومن يطرحون هذا الكلام ليس صحيحا .. مضيفا الصيادي : انا بالنسبة لي اوجه نصيحة الى الاخوة الحوثيين ، نصيحة ثمينة جدا ، بقاءكم بالحوار الوطني يحميكم من اي عدوان ووجودكم في مؤتمر الحوار سيحميكم من اي مخطط يحاول ان ينال منكم ، وخروجكم سيعطي الشرعية لمن يريد محاربتكم باعتباركم خارجين عن النظام والقانون ، مضيفا اذا كان هناك ما يكبح جماح القوى الراغبة بحرب الحوثيين فهو وجودهم على طاولة الحوار الوطني. وعن حمل الحوثيين السلاح : قال الصيادي : اعتقد ان كل الاطراف مسلحة / اذا فرضنا على طرف ما ان يتخلى عن سلاحة فيجب ان يشمل ذلك بقية الاطراف . اما اذا استثنينا فنحن نجد الخطاب الوطني لمصلحة تصفية حسابات مع اطراف سياسية وهذا لا يخدم الوطن. العامري قال : اتفق مع الاستاذ صلاح الصيادي في نقطة واختلف معه في اخرى ، اتفق معه في ان جميع الشعب مسلح ، قبائل وتيارات واحزاب من حيث حوزة السلاح ،ولكن اختلف معه حينما تتجه جماعة معينة الى فرض سلطتها في بقعة وجزء من اجزاء اليمن ، صعده اليوم نشهد الالاف من النازحين منها ، هولا يجب ان يكون لهم تمثيل حقيقي بما يتناسب وحجمهم وحجم معاناتهم ، من حق هؤلا ان يكونوا حاضرين بقوة .. لا نخلط بين التسلح والسعي للسيطرة .. متحدثا العامري عن دماج وبأنهم اضطروا للدفاع عن أنفسهم من حرب شنت ضدهم .. نافيا دعمهم من قبل اي طرف. إشكالية " العلماء" .. وحصة الرئيس العامري تحدث ايضا عن ضرورة مشاركة العلماء في مؤتمر الحوار الوطني ..وقال انهم استقصيوا من الحوار .. ووجه مناشدة لرئيس الجمهورية بان يحدث توازنا من خلال حصته في مؤتمر الحوار .. مضيفا : لم يتبقى الا حصة رئيس الجمهورية وبالتالي نتمنى ان ينصف من استقصي .. ما المانع اذا ما اضيف للرئيس 100 مقعد اضافية ..! الصيادي في مداخلته على هذه الجزئية قال : هناك طرق أخرى نجعل من خلالها ان يشارك كل اطياف الشعب اليمني من خلال عقد المؤتمرات في المديريات والمدن وترفع نتائجها الى مؤتمر الحوار الوطني ..لتوصل وجهة نظرهم وهو الاهم .. مضيفا : هناك بعض الاشياء نتركها لفخامة الرئيس هادي الذي يتصرف بحكمة وحنكة متناهية وذكاء شديد ، نحن اليمنيين يجب ان نوجه للرئيس المناضل هادي ان تقبل هذه المهمة في هذا الظرف الصعب واستهلك وقته وجهده من اجل ان ينقل اليمن من هذه المرحلة الصعبة الى بر الامان. - وفيما يتعلق بحصة الرئيس الشيخ محمد كان موجود في جلسة بحضور جمال بن عمر طرحت فيها بان تكون هناك حصة بيد الرئيس من اجل سد الفراغات ، الرئيس قد يرى ما لانراه نحن بحكم نظرته للوطن بعين واحدة ، لكن هناك اطراف تحاول فرض على الرئيس اين تذهب الحصة ، وبعضها بحسن نية ، نحن كلجنة حوار نستمد شرعيتنا من الرئيس وبالتالي ادعو الجميع الى ان يتركوا الرئيس يتصرف بحصته وفق ما يراه واجزم بانه سيبلي بها بلاء حسناً. - واعترض العامري على نسبة تمثل المرأة ، وقال ان تمثيلها عدد كبير وهائل وان الدفع بها في كافة الميادين سيكون على حساب الاخلال بمهامها الاسرية .. - وقال العامري لانعترض على تمثيل اليهود ، لكن نحن نقول للمتحمسين باشراك اليهود .. نريد منكم قليلا من الحماس لاشراك علماء اليمن الذين لم يخصص لهم مقاعد. اي حوار عندما يكون العلماء غير موجودين فيه. - الصيادي عقب على ما قاله العامري بالقول : نحن اتفقنا في اللجنة الفنية بان العلماء سيشارك كلا على حزبه لان كل مكون لديه رجال دين اما مسالة اضافة مكون العلماء فسنفتح باب لن يغلق ابدا في هذا الشان ، انا بالنسبة لي اعتقد ان من مصلحة الحوار ان يمضي في القوى المدنية وان يستثنى منه المشائخ والعسكر والعلماء .. واعتراضي على العلماء من باب الحياد ليس الا .. ولا اقول استبعادها ولكن يفضل عدم سيطرتها. - العامري علق بالقول : هل يمكن ان نتجاوز مشائخ القبائل في اليمن ، هناك الكثير منهم اكثر فهما وادراكا ممن يدعون الدولة المدنية ، واستغرب من الاستاذ صلاح الصيادي ان يستبعد العلماء ، واذا كان خوفه من سيطرة العلماء فنحن نصرخ بانهم غير موجودين اصلا. - الصيادي عقب بالقول : ارجوا ان يكون تفكيرنا بكبر حجم هذا الوطن ويجب ان نتجاوز هذه الاشكاليات لمصلحة الغاية المأمولة من هذا المحفل الوطني الكبير .. شعبية المؤتمر والحلفاء - وعما ما يقال من كون احزاب التحالف الوطني قوى وهمية وتتبع حزب المؤتمر الشعبي قال الصيادي : ليس هناك حزب كبير او صغير في اليمن ، الاحزاب تعتمد على مدى الامكانيات والدعم ، أعطني نصف امكانيات حزب المؤتمر او الاصلاح وسأبني اكبر حزب في اليمن ، المال شرط مهم يحرك العملية السياسية والتنظيمية والاعلامية ، البعض للاسف الشديد ما تزال تعشعش في رأسه عقلية الشمولية ، ونحن في مرحلة التسوية ليس هناك اكبر من احد ، واذا هم جميعا صادقون بنيتهم للتغيير فان الكل سواسية و الانتخابات القادمة ستكون كفيلة بوضع النقاط على الحروف فيما يخص شعبية كل حزب. - وعن شعبية المؤتمر والحلفاء .. قال الصيادي انا اعتقد ان تحالف المؤتمر وحلفاءه اقوى اليوم من الامس .. والدليل اننا لم دخلنا كتكتل واحد في نسب التمثيل والمشاركة في الحوار الوطني والعكس حدث في جبهة المشترك وحلفاؤه التي ظهر تصدعها .. - العامري بدوره تمنى من المشترك وشركاؤة والمؤتمر وحلفاءه ان يتجاوزوا سلبيات الماضي وينضروا بعين اليمن الجديد بعيدا عن سياسة الاقصاء وان تصبح قوى بناءه ومسئولة وتدير ظهرها عن الماضي ومناكفاته السياسية. مستقبل التحالفات ورؤية الصيادي والعامري - الصيادي في رد عن ما يقال عن تحالف المؤتمر والحوثيين : قال الصيادي اتمنى ان لا تنتهج بعض الاطراف بان التحالف معها حلال ومع غيرها حرام .. السياسة ليست فيها تحالفات دائمة او عداوات دائمة وبالتالي كل شي محتمل بالسياسة. - متحدثا عن ما اوردته وسائل إعلام الإصلاح عن تحالف بين المؤتمر والحوثيين ،وبدأوا يسوقوا بان المؤتمر اتجه لمعاداة السعودية ليتفاجأ الشارع بان التحالف حدث بين الحوثيين والمشترك ، - وفي المداخلات تحدث الاستاذ صلاح الصيادي قائلا : في المستقبل لن تبقى هذه التحالفات وانما سترسم خريطة سياسية جديدة في اليمن هي بين معسكرين على ما اعتقد هي بين الدولة المدنية الحديثة و الدولة الدينية المتطرفة .. - العامري علق على كلام الصيادي بالقول : يتصور الصيادي ان تكون التجربة المصرية ستكرر في اليمن ، نحن في اليمن شعب مسلم ليس فينا اقليات عدا مئات من اليهود ووضعنا ليس كمصر والرسول شهد لنا بالايمان ، الذي يتطلب منا ان يكون مرد النزاع والحكم والتشريع هو كتاب الله وسنة رسوله . مستدلا بجملة من الايات والاحاديث .. - مضيفا : الدولة يجب ان تكون مستندة على مرجعية الكتاب والسنة .. والوضع في اليمن يتجه الى ان تكون دولة مدنية مستمدة احكامها من الكتاب والسنة. - وقال اذا كان الدولة المدنية مستمدة من الكتاب والسنة سنتفق حولها كيمنيين اما اذا كان المراد دولة مدنية علمانية فاليمنيون بلا شك سيرفضون ذلك. - مختتما الصيادي بالقول : من حق الجميع ان يشارك دون سيطرة طرف على طرف اخر والعلماء من المفضل ان يعقدوا مؤتمرا ويطرحوا رؤيتهم على المؤتمرين في الحوار الوطني ، نحن مع الحضور المتوازن والرمزي وبما يكفل خروج الحوار بالنتائج المأمولة التي ينشدها والتي ضحى لاجلها الشعب اليمني .. يجب على الجميع التكاتف نحو دولة المواطنة والعدالة وهذه الفرصة التاريخية ان فرطنا بها لن تعود .. - كما اختتم العامري بالقول لا تحالف بيننا والاخوان ولا تخالف والظروف هي التي تحكمنا في المستقبل ، وشكل الدولة مسئلة توافقية ورؤيتنا كسلفيين نميل الى التفاؤل ونرجو الله ان يجنب اليمن الويلات. -