احتضنت بلادنا للمرة الثالثة على التوالي مهرجان "طيور الجنة" الذي اقيم في ميدان المريسي بمدينة الثورة الرياضية ورغم ان التنظيم هذا كان الثالث إلا ان المنظمين لم يستفيدوا ولم يحسنوا تنظيم المهرجان مثله مثل سابقيه من المهرجانات المقامة. الشيء الوحيد الذي يفرق عن سابقيه هو خفض سعر التذاكر بفارق بسيط جداً،عموماً اكتظ ميدان المريسي بالحاضرين ما بين اطفال ونساء والقليل من الشباب والرجال على اساس ان الحفل سيبدأ الرابعة عصراً في ذلك اليوم وتوجه الجميع قبيل الموعد بساعات حتى يضمن له كرسياً ويضمن متابعة جيدة لنجوم طيور الجنة. ورغم علم ومعرفة المنظمين بأنه موسم امطار ورغم ذلك تأخر تقديم الحفل ساعة كاملة وتزيد وعند تواجدك هناك تدرك سوء التحضير والتنظيم،فلم يتم التحضير النهائي للحفل وانقطاع الصوت اما اصحاب الدرجة الاولى فحدث ولا حرج،دفعوا مبالغ باهظة حتى تكون الرؤية واضحة ولكن للاسف تم توزيعهم خارج المربع الاخضر..يعني الذي في المدرجات توفرت لهم رؤية افضل. تم الاعلان عن وجود جوائز للحاضرين من ضمن هذه الجوائز سيارتي هونداي وحتى هذه الجوائز من المفترض ان يتم وضع الاجزاء المتبقية من التذاكر في كعوب الكوبونات بصندوق حتى يضمن الجميع دخولهم السحب ولكن الحاصل للاسف الشديد تم اعطاء لجنة التحضير دفاتر او كوبونات تم توزيعها على الحاضرين وطبعاً لجنة التحضير ما قصرت نصف الدفتر لها والباقي للاصحاب والاهل والاحباب إلا من رحم ربي واستطاع ان يحصل على كوبون. وهنا تظهر جلية كذبة توزيع السيارات على الحاضرين!! ورغم هذا لم ييئس الاطفال واولياء أمورهم من الانتظار الذي لا يطاق والازدحام الشديد وحرارة الشمس تقريباً اربعين عند الخامسة تقريباً بدأ الحفل ومع بداية الحفل بدأت السماء تتلبد بالغيوم ومع رؤية المنظمين تلك السحب الممطرة تم تقليص الحفل بالعامية "كلفته" ما هي الا نصف ساعة فقط وانتهى الحفل ومع انتهاء الحفل بدأ المطر الغزير بالهطول وعمت معه الفوضى العارمة وكأن طيور الجنة تحولت الى طيور الابابيل تتدافع على الابواب "ضياع الاطفال –الاغماء-الضياع-السرقة"،كأن طوفان قوم نوح ظهر من جديد وبدأ الاطفال والنساء بالبكاء والعويل. حدث ما حدث ووقع ما وقع وكنت اتوقع ان تعلن الشركات المنظمة للحفل بأنه سيتم اعادة الحفل او على الاقل سيتم السحب على السيارات المزاعم انها جوائز للحضور ومرت الايام والاسابيع وانا اتابع الصحف ووسائل الاعلام علِّي اجد ما يشفي غليل صدري مما حدث في ذلك اليوم العصيب ولكن لا حياة لمن تنادي!! المهم انهم استلموا تلك المبالغ الباهظة "وطز" بالباقي وعفواً على التعبير ولكنه فيض من غيض،يعني لا مهرجان ولا جوائز ولا حتى كلمة اعتذار. الجميل في الامر ان الاطفال خرجوا من تلك المحنة وهم يقسمون الا يحضروا حفلاً آخر وهذا القرار طبعاً يسعد اولياء الامور لأنه لصالحنا فقيمة التذاكر الباهظة تنفع في هذه الظروف الحالكة ورب ضارة نافعة.. ولا املك ان اقول غير "حسبي الله نعم الوكيل".. ودمتم سالمين.