بشغف الطفولة، ونكهة البراءة، حزم ثلاثتهم أمتعة السفر وتوجهوا برفقة والدهم الأستاذ صلاح الصيادي وبقية أفراد الأسرة إلى مدينة السياحة الطبيعية "دمت" بمحافظة الضالع وقضاء اجازة خاصة، ومن ثم توجهوا الثلاثاء الماضي الى قمة جبل "حدة" بمديرية النادرة -محافظة إب- للسياحة والتعرف على المعالم والأماكن السياحية في وطنهم اليمن، فكان للسفر مذاقه الخاص حينما تم الوصول الى قمة جبل "حدة" والضباب يلتحف قمة الجبل، متسللا من بين أغصان الأشجار والشجيرات والأعشاب، ملونا سماء منطقة "حدة" الشامخة بشموخ جبلها الأثري من على قرى "خربة الصباري- ضيق الدودحي- مارش – السكنة – مكلبان- جندب – وادي سحور- شعب المريسي- الصوبة- وادي بناء الشهير ...الخ". ثلاثتهم يتوسطهم "علي" وعن يمينه شقيقته الملكة بلقيس والمكناة ب"توته" ، وعن شماله شقيقه "محمد"، ومن خلال تناقل الأنباء عن المخاوف من تعرض موقع "جبل حدة" الأثري للحفر العشوائي والإحقاق الأضرار به مرة ثانية، طلبوا استعارة "كلاشنكوف" احدى حراسات والدهم، لغرض القيام بحراسة الموقع، مشيرين الى انهم سيتخذون من الكهف الذي وقفوا بخلفه غرفة نومهم، وجنون الاستطلاع وحب التقديم لاي كان يجوب جوانحهم، وهم يعتقدون بذلك انهم سيقفون عائقا أمام اي عشوائية قادمة، وببراءة مطلقة، فما كان من والدهم إلا ان استجاب لرغبتهم مندهشا من جموع الحب الوطني والتاريخ الذي تحمله الأرض في أحشائها، مشيدا بمبادرتهم التي زادت من اندهاشي وانا أشاهد المنظر عن قرب، وقلت "ليت الطفولة تعود يوما"..