بين الشجاعة والحماقة شعرة، وعندما يكتب كاتبا مقالا يظهر من خلاله شجاعته في الزمن المناسب والظرف المناسب فهي لعمري الشجاعة بعينها، اما حينما يكتب مقالته في الزمن الخطأ والظرف الخطأ فهي الحماقة بعينها. ولأن الواضح لا يوضح فأنني ارمي بكلماتي هذه التي اكتبها هنا بصوت العقل وبسطور الاتزان وبحروف الصدق.. ارمي إلى تلك الكتابات العابثة الغير متزنة والأشبه بالرصاصات الطائشة التي لا تصيب ولكنها تدوش، بل تجعل من صاحبها كالطفل الذي يعبث بعود الثقاب التي تضعه امه في المطبخ أو كالمراهق الذي يعبث بمسدس أبيه وفي الحالتين فأن كل منهما نذير خطر لربما اصاب نفسه والأخرين بما لا يُحمد عقباه. ولأنني اتحدث عما يكتبه البعض الذي يرى في نفسه الشجاعة فيما يراه الأخرين ليس إلا مجرد احمق، فلزاما علي التوضيح هنا بأن الأمر يرتبط بالكتابة عن خليجي 20 الذي حوله البعض الى حدث أخر ربما سيُقام في ارض ليست كالأرض التي نعيش عليها أو ان من سيستضيفه دولة وشعب ظهرا هكذا فجأة كظهور النبتات الغريبة، وللأسف فلقد تابعنا مثلها كتابات وكأنها تحسب الأمر كذلك وهي تحذر وتنذر بعواقب الأوامر مما سيحدث. هولاء جميعهم يتناسون بجهل أو عن عمد بأن الأرض والبلد الذي يتحدثون عنه رغم ما يعانيه من ( سوء إدارة ) فأنه يملك من المقدرات والامكانات البشرية والمادية التي تشفع لها لتنظيم البطولة التي ليست هي كاس عالم بالطبع، بل هي حدث أقل من ذلك بكثير حتى أؤكد للبعض انهم يبالغون كثيرا في طرحهم، وان مثله بلد يرتكز على حضارة وثقافة مشهودة ضاربة جذورها منذ القدم، وموروث حضاري وثقافي يجبر كل من يتحدث عنه ان كان منصفا وحياديا ان يتحدث عنه باحترام وتقدير. اقول ذلك لان بعض الكتابات إياها تجاوزت حد النقد وقول الرأي الأخر إلى التجريح، ذلك انها تأتي بالحديث الساذج مما يجعل من اصحابها حمقاء وهم يحسبون انهم شجعان صماصيم. ولعلهم بقليل من الحكمة والتروي والأنصاف كان يمكن لهم ان ينتقدوا ما يرونه غير مناسب باسلوب فيه من الأدب والرزانة ما يجعل كتاباتهم أو تصريحاتهم أو تلميحاتهم " تقطع دون ان تجرح " ان صح التعبير، غير انهم لعمري لا يستطيعون ذلك وإلا لكانوا فعلوا ما يتناسب مع كون من يتحدثون عنه بحماقة هو اليمن مهد العرب وموطن سبأ وحمير ومعين وصنعاء وعدن، وان من يحاولون عبثا الانتقاص منه بسخف هو شعبها الأصيل.. أصل العروبة، ولا يعيب اليمن وأهلها يا هولاء ولا يضيرها ان كانت أفقر من شقيقاتها في دول الخليج الذين اغناها الله بعد فقر وحاجة.. كما هي اليمن حاليا اليس كذلك..! باختصار أقول لاولئك ان ما حقكم ان تقولوا ما تريدونه ولكن بأدب واحترام وإنصاف. بامكانكم ان تنتقدوا عدم قدرة اليمن على استضافة خليجي 20 المثير للجدل. وبامكانكم ان تقولوا بأن الأمن غير مستتب وان هناك قلاقل تثير الفزع، رغم ان ما يتهدد اليمن أقل مما كان يتهدد انجولا أو جنوب افريقيا قبل استضافتهما لكاس الامم الأفريقية وكاس العالم أو كولومبيا التي ستستضيف مونديال الشباب وفيها ما فيها من قلاقل وعدم امان أو حتى ما كان يتهدد لبنان وهي تستضيف بطولة كاس اسيا وبطولات أخرى..! وبامكانكم ان تقولوا كما قال بعضكم ان عشب الملاعب " صناعي" أو ان ملعبا واحدا لن يكون مناسبا لاستضافة البطولة مع ان جل المنتقدين لا تمتلك بلدانهم ملاعب مثل التي تملكها اليمن حاليا على وجه التحديد وأجزم بذلك، رغم الفارق في الامكانات. بلى بامكانكم ان تقولوا بأن ما حدث في القرعة من خطأ في الاعداد والتنظيم كان خطأ لا يُغتفر وذلك صحيح ولا سامح الله المعنيين في اللجنة التنظيمية الذين حولوا حفل القرعة إلى مولد الذي ما يشتري يتفرج فيه على سذاجة التنظيم. بامكانكم ان تقولوا ما تشاؤن وتنتقدون بما يكشف عن عدم رضاكم عن اقامة البطولة في اليمن حتى وان كان ذلك سببه تصفية حسابات معروفة لكل ذي لب. بل بامكانكم ومسؤوليكم ان تعلنوها بكل شجاعة " نحن منسحبين " ولن نشارك في خليجي 20 إذا اقيم في اليمن. بامكانكم فعل ذلك وهذا حقكم، بل سنكون معكم نحترم كتاباتكم وتصريحاتكم ونحترمكم، غير ان ذلك يجب ان يكون بانصاف واتزان وادب، لأن ما تكتبونه بحماقة وباستخفاف تجاوز حده ولا ينبغي السكوت عنه خصوصا وهو يؤكد جهلكم بالواقع وبحاجتكم للحكمة، بل للمضمضمة حتى تنظفوا افواهكم قبل الحديث عن اليمن وناسها..! ولعل أُذكر بني قومي من أصحاب مثلها كتابات او تصريحات ان كانوا اصلا كذلك اذكرهم بأن من كلام النبوة الأولى " ان تقول خيرا أو فلتصمت ". ورمضان كريم واللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا وعلامة تعجب اخر السطر. أخر الكلام: إذا كل كلب عوى القمته حجرا لاصبح الصخر مثقال بدينار. "يمن كورة"