تحركت الكرامة والخوف من السنة الناس وتوبيخهم واحتقارهم في صدر مواطن يمني ينتمي الى محافظة اب " اواسط اليمن " فوجه طلقات بندقيته الى صدر ابنه " 24 عام" ليرديه قتيلا في الحال ، بعد ان حاول ارغامه على ترك مهنته كجزار وبائع للخضروات !، ليثأر الاب من عار ابنه " المزعوم" وينصب نفسه امام الناس " قبيلي" من الدرجة الاولى بعد ان عمدها بدم ابنه .. لكنه قد يلحق بنفسه عارا سيضل يأنب ضميره لقتله ابنه امام زوجته وابناءه ..رغم ان مشاعر الاب قد تكون مغايرة لما نتوقعه وقد تكون منتشية بالانتصار للنسب والقبيلة ! ولا غرابة .. ففي مجتمع يمني ترسخت فيه قيم القبيلة التي يسيطر عليها التخلف ويحكمها التفاخر فان مهنة اللحام او الجزار باليمن تعني بالمفهوم العامي المتداول .. " الاصل الناقص " والذي يعني ان من يقوم بهذا العمل الى جانب بيعه للخضروات خاصة لا ينتمي الى " قبيلة " وليس " قبيلي " وان اصوله لا تعود الى قائمة القبائل اليمنية التي عادة ما يفاخر افرادها انتمائهم اليها . ويتباين التركيب السكاني لليمن تحت تقسيمات تقليدية متوارثة وعتيقة .. فهناك السادة .. والقبائل .. والقرويين او " الاطراف " وهم الفئة التي تمارس في الغالب مهنة بيع اللحوم والخضروات وفتح المطاعم الشعبية ، كما تضم التركيبة اليمنية فئة " الاخدام " وهم اكثر الفئات تهميشا ومعاناة من العنصرية.