الإهداء إلى الموقع العربي "حشد نت" الذي عاش معنا المرحلة وارشف في صفحاته " صفحات" من تاريخ مصر.. ارتشف القهوة في صباح مختلف في كل شي ، حتى مذاق القهوة صار اكثر لذة ، لا يكاد يبدو علي السهد المتواصل لثلاثة ليالي مضت ، كما أن اشعة شمس السبت الموافق 12 فبراير من العام 2011م لم تؤذ عيناي المثقلتين بالعناء .. كل شي أصبح اكثر نضجاً و أقل حدة !. دون أن تأخذني تفاصيل الأجواء المختلفة تماما عن الحدث أقول ان مصر قد تحررت فعلا .. وبكل تأكيد كعادة كل الثورات النبيلة يكون فجر اليوم الاول من التحرير استثنائيا في كل شي. سامحينا يا مصر ، تاخرنا كتير عليك، كان بامكاننا ان نصنع هذا الصباح من زمن ولى . وانا اغادر ميدان التحرير في الثالثة فجراً قبلت الأسفلت المخضب بالندى ، عرفانا مني ومن كل المصريين بأن رقعته التي احتضنت واحتوت الملايين من الشعب المصري وكانت لهم بيوتاً دافئة مفعمة بحنان الوطن الذي غاب عنا منذ زمن ، انسانا صقيع الليل ولهيب الظهيرة ، كانت لنا بيوتا مؤقتة لحين صناعة التاريخ. الصحف على واجهات الأكشاك تبدو بكما لا تكاد تتقن التعبير ، يخيل الي أنها ستنفجر دموعا وستتراقص مرددة هتافات ليلة الأمس .. الوضع باختصار أشبه بكابوس تم انتزاعه من كل الأشياء فعاد اليها لونها ونظارتها. مبارك رحل .. كم احتاج من الوقت لكي افيق من لحظة الدهشة ؟! أو قل لاتوائم مع تلك الحقائق المثيرة. ان تصنع التاريخ بعيدا عن حسابات محاسن ومساوئ ما قبله من الحقب فذلك يعني انك ما زلت حيا .. تنبض بروح الثورة. لم نعش بحسابات الوقت منجزات ما بعد الثورة .. لكني أؤكد ان اكبر منجز ظهر للعيان ان مصر الكنانة قد تجلت اليوم بأبهى صورة أرادها الله لها. سنفارق شاشات التلفزة وسنبتعد عن كل ما يثير فينا تباريح الامس الطويل ، سنفسح المجال لمصر ان تستعيد رئتيها لكي تضخ فينا أوكسجين الحياة. هل لي ان أنام قرير العين الآن؟ .. أخشى ان يحجبني النوم عن شهادة المرحلة الفاصلة من التاريخ المصري ، وانا يا صديقي حينما اقول الفاصلة فأني اعني ذلك في نفسي .. فبالأمس كانت الحياة رخيصة جدا ,, لكن للحياة اليوم قيمة مضاعفة .. لقد عادت الينا مصر .. • مدون وكاتب مصري