سيدي رئيس البلاد ... منذ نعومة أظافري وانا أتلقن دروس الولاء للوطن وثورته وجمهوريته ووحدته كثوابت مقدسة وجب عليا كمواطن يمني وفي ان أذود عنها ولو استلزم الأمر روحي. كما تعلمت بأن اليمنيون في ظل تلك الثوابت سواسية كأسنان المشط – لا فرق بين حاشدي ولا بكيلي ولا مذحجي ولا برغلي أو غيره من التقسيمات الاجتماعية في القيم والحقوق والواجبات والحريات وفرص العيش وما إلى ذلك من معايير التناغم الاجتماعي والسياسي وبقية المجالات. وعلى هذه الفطرة الوطنية مضيت غير ملتفتاً إلى اصوات نشاز هنا أو هناك .. مقنعاُ نفسي بأنها لا تمثل الا اصحابها وسلوكياتهم وعقلياتهم الاتية من زمن التخلف والجهل العفن والبائد. اليوم يحز في نفسي كثيرا يا فخامة الرئيس ، ويؤلمني ويسبب لي الصداع المزمن ان اسمع بعض المحسوبين على بعض المسئولين الذين ينتمون إلى حزبك يحيون تلك النعرات المناطقية الخطيرة. وأنت يا فخامة الرئيس من اعدت تحقيق وحدة الوطن وسعيت إلى الغاء نبرة المناطقية ولكنة التمايز الجغرافي والاجتماعي بين أبناء وطنك .. فاستحقيت الاجماع الشعبي حولك ، وجددنا لك الثقة طواعية واختيارا يشهد الله بذلك ، فكنت لنا الاب القائد والوفي .. وما زلت. بالامس القريب .. خرجت اصرخ باعلى صوتي .. يانني ومعي الكثير من الشباب من تعز واب وعدن وحضرموت ومختلف مناطق الجمهورية اليمنية ضد كل من تسول نفسه ان يصنع الفوضى ويتجاوز الدستور والقانون والديمقراطية في محاولة منهم الصوملة لليمن والقفز فوق هموم الغلابة وقضاياهم للوصول إلى السلطة. اقتنعنا بالنهج الديمقراطي المسير للبلاد وزاد من قناعتنا مبادرتك الكريمة التي لاقت ارتياحا واسعا حول ان لا تمديد ولا توريث ، والتي بينت للجميع اننا وانت مختلفون تماما عن ما جرى في تونس ومصر. لكننا يا فخامة الرئيس فوجئنا بمن يدعون الوطنية والحرص على البلاد ويدعون بانهم انصارك .. يتشدقون أمام العامة بالفاظ محتواها " لا للبراغلة ... لا برغلي بعد اليوم " والكثير من العبارات المشابهة. ولأنني " برغلي " ولي الفخر في ان اكون كذلك .. كما ان لي كل الفخر باني يمني ، فقد انكسرت وعدت إلى بيتي لاكتب لك هذه الرسالة . سيدي الرئيس .. اثق في انك لست على علم بما جرى .. لكنك المسئول .. هؤلا المفرغين من الوطنية لم يكونوا ينوون في كلامهم اي حرص على الوطن .. لان من هتف بهذه الشعارات كردة فعل على ما جرى في تعز من احداث من قبل بعض الغلابة والمطحونين والكثير من البلاطجة ، لم يكون لديه ردة فعل عما جرى في عمران ومارب وصنعاء وغيرها من محافظات الشمال من احداث اكثر بلطجية وعنف. انهم لا يحبون الوطن ولا يحبونك سيدي الرئيس من نادوا بتلك الشعارات .. فتحرى فيما جرى وضع الدواء على الجرح قبل ان يتمادوا .. التوقيع .. مواطن برغلي