لاشك ان زيارة (الأخوة) وزير الخارجية المصري أبو الغيط ومدير المخابرات العامة عمر سليمان إلى اليمن قد أثارت الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي تناثرت في كل الاتجاهات مثيرة زوبعة من الآلام والآمال التي لازمتنا دوماً من المواقف الهزيلة من الأخوة العرب تجاه المشاكل والقضايا التي كانت في صميم الأمن القومي لهذه الأمة والآمال العراض في ان تتخلص الأمة من حالة الإحباط والذل التي تمر بها من خلال الوقوف بحزم وشدة إلى جانب قضايا الأمة الملحة ولكن في اعتقادي ان هذه الزوبعة ليست ما يأمل البعض وإنما أرى ان الرجلين كل منهم جاء يحمل ملف مختلف فأما أبو الغيط فقد حمل رسالة من القيادة المصرية تعبر عن مساندتها للحكومة اليمنية في حربها بصعدة وكذلك موقفها "المتغير" من وحدة أراضي اليمن أي من "الحراك الجنوبي" أما عمر سليمان فقد حمل للرئيس اليمني أخر تطورات الملف الفلسطيني ومذكرة التفاهم التي سيوقع عليها بتاريخ 25أكتوبر 2009م نظراً لأهمية الدور اليمني الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الفاعل والذي يقف على نفس المسافة من جميع الفصائل الفلسطينية واستضافة اليمن ورئيسها لمجموعة من القادة الفلسطينيين المهمين والذي يؤهل الرئيس علي عبدالله صالح للعب دور في دفع الجميع بالالتزام بوحدة الصف الفلسطيني. واشتراك الاثنان أو الوزيران بإيصال المعلومات وصفها البعض بالمهمة وخاصة ان المصريين عرفوا بمتابعتهم الحثيثة لملف التدخل الإيراني في شئون المنطقة خاصة الأمنية منها ورصد الحركات والتنظيمات العربية التي تدور في فلكها ومن هذا المنطلق فقد رأت القيادة المصرية ان هناك خطر داهم على أمن واستقرار المنطقة على أثر اجتماعات جنيف بين القوى العظمى وإيران وحدوث انفراج نسبي في الملف النووي الإيراني وكلنا نعلم أهمية هذا الملف للأمريكيين وانه لو قدمت إيران أي تنازل ولو بسيط في مسالة التخصيب فالأمريكان من شأنهم ان يغضوا الطرف عن تدخلات إيران في المنطقة بل ودعم فكرة عودة إيران للعب دور الشرطي الإقليمي طالما أنه لا يشكل خطراً على إسرائيل وهذا سيكون له نتائج كارثية على حلفاء أمريكا في المنطقة مثل السعودية ومصر ودول الخليج والأردن وغيرها!!! ولاشك ان المصريين في مقدمة من استشعروا الخطر وقام المسئولون المصريون بزيارات مكوكية للدول المعنية لسرعة ترتيب أوراقها ومواقفها لمواجهة مثل هذا الخطر و الدفع ب عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية للحضور إلى صنعاء لنقل الرسالة المهمة والتي تدور فحواها بالدعم الكامل لحرب صنعاء على الحركة الحوثية وتنظيم القاعدة شريطة ان يتم الحسم بشكل سريع أو ان يترك المجال بعد ذلك لمبادرة ممكن ان ترعاها الجامعة العربية تضمن وحدة أراضي اليمن.. وهذا ما لا يحمد عقباه ولكن أنا فعلاً أنظر بخوف وريبة شديدة تجاه هذه التحركات في جنيف ولاشك ان الكثير أصبح يشاركنا ذلك خاصة دول الخليج والتي لديها أعداد كبيرة من سكانها من الشيعة الجعفرية.. ترى ماذا لو حظيت "الشقيقة" إيران بغطاء سياسي غربي تحت مسمى "دعم الديمقراطية" ترى كيف ستكون شكل الخارطة السياسية للمنطقة بعد خمس سنوات فقط؟.