يقول إخواننا في الشقيقة مصر عن الفضيحة المدوية "فضيحة بجلاجل"، ومكرها استعرت من لهجتهم الجميلة هذه العبارة الغير جميلة لأنه لا سواها يعبر عن واقع الحال الذي يعيشه بعض الإعلاميين والمثقفين اليمنيين. وخاصة في تعاطيهم مع الأحداث في اليمن والذين انوي الحديث عنهم ليسوا الإعلاميين فعلا ولا المثقفين فعلا ولا يمثلون لا الإعلام ولا الثقافة ولكنهم أشباه ذلك، أي أنهم أنصاف المثقفين وأنصاف الإعلاميين أدعياء الصحافة والثقافة الذين يشوهون الحقائق ظنا منهم أنهم بفعلهم الدنيء هذا يحققون انتصارا على فلان من الناس أو علان من الناس وهم في حقيقة الأمر يشوهون سمعتهم وسمعة بلدهم، البلد الذي وصفه الرسول الكريم صلوات الله عليه بالإيمان والحكمة. لقد جعلونا فرجة وأضحوكة في أفواه الآخرين من خلال تفكيرهم العقيم الذي يمليه عليهم غبائهم المطبق وأحزابهم الرثة، فتارة تراهم يتخبطون دون هدف وتارة تراهم يشتمون ويلعنون حتى لا تسلم منهم أقلامهم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر تشبيههم اليمن بتونس وادعائهم زورا وبهتانا عدم وجود حريات صحفية في اليمن وغير ذلك من الفضائح التي يندى لها الجبين. فبالله عليكم أي علاقة ارتباط بين ما جرى في تونس وبين ما هو جار في اليمن ففي تونس قمع وظلم وفي اليمن حراك ديمقراطي غير موجود في المنطقة. إن مجرد الربط بين الأمرين هو في حد ذاته فضيحة لمن يقومون بعملية الربط سواء من أشباه الإعلاميين أو من أشباه المثقفين وهو في حد ذاته تشويه لسمعتنا أمام العالم وكشف لمستور مستوى الإعلامي أو المثقف في بلادنا. فالربط بين بلد يمنع نظامه الحريات وبلد يعاني من المبالغة فيها ليس صحيحا والربط بين بلد يمنع نظامه رفع الأذان على وسائل الإعلام ويمنع الصلاة في المساجد إلا بواسطة البطاقة الثبوتية وبين بلد تسيطر المعارضة فيه على 85% من مساجدها ومنابرها يقولون ما يريدون ويشتمون براحتهم ونحن مقيدون ب "من تحدث فقد لغي" و "والكلام محرم حال الخطبتين"، الربط جرم كبير في حق من يقوم بعملية الربط. إن الربط بين بلد مثل تونس يرفض حاكمه الديمقراطية ويرفض الانتخابات وبلد مثل اليمن معارضته هي التي ترفض دخول الانتخابات في حادثة نادرة الحدوث في العالم هو أمر غير لائق لا بالمثقف ولا بالإعلامي ولا حتى برجل الشارع. إن خروج أشباه المثقفين والإعلاميين في مسيرات غير قانونية وترك العنان لأقلامهم لتشكو عدم وجود ديمقراطية وعدم وجود حريات صحفية لهو أيضا جرم في حقهم قبل غيرهم، فبلدنا هو البلد الوحيد الذي تحول عدد من منابره الإعلامية إلى صحف صفراء جراء ما ينبعث منها من روائح قذرة قوامها اللعن وأساسها الشتم في كل شاردة وواردة. بل نحن أكثر بلد يشتم فيه شخص رئيس الدولة دون اعتبار لكونه رمز للبلاد على الأقل باعتباره المسئول الأول ومن حقه في أسوء الأحوال أن ننتقده بأدب إن لزم الأمر، وكل ذلك دون أن نسمع أن أحدا تعرض للأذى من الرئيس أو حاشيته، وهذا ما جعل البعض يتمادى كثيرا ويخالف القوانين والأعراف بل والأخلاق أحيانا، كل ذلك تحت ذريعة الديمقراطية. وعندما يسأل احد المخطئين بطريقة قانونية تقوم الدنيا ولا تقعد لعدم وجود ديمقراطية ولا حريات حسب زعمهم ولم نعد مع كل ذلك نفهم ما يريده هؤلاء لقد خلطوا الحابل بالنابل وجعلوا المواطن البسيط يتأرجح بين تناقضاتهم وأفكارهم العقيمة ومحاولاتهم تقليد مجتمعات لو أنهم وجدوا فيها لكانوا مجرد أصفارا على الشمال. لهؤلاء ولأمثالهم نقول عليكم أن تكبروا بأفكاركم وأقلامكم وان كنتم قد عجزتم عن ذلك فاتركوا المكابرة واعترفوا بان قطار العمر قد فاتكم وعوضوا على أنفسكم من خلال تعليم أبنائكم فبالعلم وحده نبلغ مصاف العالم المتطور وليس بالمكابرة الكاذبة والتقليد الأعمى والدجل على البسطاء من الناس. فاتركوا الأنانية من اجل أبنائكم وأحفادكم ومن اجل أجيال سوف يسألكم الله عنهم وكفوا عما انتم فيه من فضائح وخواء ثقافي وسراب تحسبوه ماء واعلموا أن الوطن وطننا جميعا وان حبل الكذب قصير. رئيس تحرير:شبكة اخبار الجنوب