قد يكون ماجرى يوم الاربعاء الموافق 18 مايو 2011 الحلقه قبل الاخير من مسلسل (التوقيع الممنوع ) بعد ان وافق إطراف الأزمة في اليمن على المبادرة الخليجية في نسختها الثالثة والأخيرة في مسلسل درامي استمر منذ بداية ابريل الماضي ، ولم يتبقى سواء الإخراج وتوقيع الرئيس صالح الذي وافق على كامل نصوصها ولم يرفضها كما تروج وسائل الإعلام و أحزاب اللقاء المشترك .. الجميع اليوم يتساءل لماذا لم يوقع الرئيس صالح رغم موافقته على المبادرة ؟. الجواب صعب قد يتخيله ويرسمه الطرف الأخر الذي دائما مايردد أمام الرأي العام الداخلي والخارجي بان الرجل يستغل عامل الوقت ولن يترك كرسي الحكم بسهولة بل سيضحي من اجله بكل شئ للاستمرار في الحكم بل وصوروا الرئيس الصالح بالانتحاري على طريقة كما يقال علي وعلى أعدائي !!. إما الجواب السهل والمبسط للجميع بان لم يبقى أمام التوقيع إلا الالتزام الفعلي والمضمون لتنفيذ بنود المبادرة من كل الإطراف ، والرئيس صالح الذي امتنع ليس للعب كما يصفه البعض أو كما يردد بأنه متلاعب ومراوغ وكذاب وهي أوصاف ظل المتنطعون يرددونها وهي تنم عن حقد وحقارة وجهل وهذا يؤكد ان الفرقاء السياسيين وشباب التغيير لم يستوعبوا الدرس ولم يفهموا ان المستقبل الأفضل هو بيمن جديد يسوده الخير والحب والعفو والتسامح والسلام والمساواة .... على الجميع ان ويفهموا الرجل الذي لا يريد رحيل مشرف كما تدندن اسطوانة المشترك من شهور او حماية وخروج امن كما وعد حسين الأحمر مع قبليته حاشد وكان الرئيس صالح من قبيلة هنولولولو وليس رمز يمني ورمز شعب ويجب ان يحترم سواء كان حياً او ميتاً ، والكثير من الشعوب والثورات ارتبطت شهرتها وديمومتها واتخذت هويتها من أسم قادتها وباتت تعرف الشعوب بذكر رموزها. للأسف الرئيس صالح فهم كل هولاء و قالها بصريح العبارة كيف آمن على رقبتي إذا حكم هؤلاء ؟. نحن نريد أجابه واضحة لهذا السؤال وتكون رسالة إلى الشعب اليمني وليس إلى الأشقاء في دول مجلس التعاون او قناة الجزيرة والعربية .. لقد كان من المهم لهولاء ان لا ينساقوا إلى المبادرات الخارجية ومنها الخليجية وكان الأولى لهم ان يحترموا يمانيتهم ويجلسوا مع الأخر على طاولة الحوار ليس مع السفير الأمريكي او الأمين العام الزياني بل وجها لوجه في مبادرة يمنية تحقق التغيير وتحفظ اليمن وتجنبه الفتن . الظاهر إنهم لم يستوعبوا ما حصل في ثورات تونس ومصر وليبيا وهل جاءت المبادرات والوساطات الخارجية لتصنع الحلول لنجاح الثورات هناك .. الرئيس الصالح يبحث عن رحيل يضمن سلامته وسلامه أبنائه وسلامة أبناء هذا البلد وضمان حقيقي لمستقبل أبناء اليمن جميعاً وهذا هو الجواب الحقيقي والصحيح لعدم توقيع المبادرة.. اليوم الكل يدرك ان النظام الحالي لم يعد مقبولا من احد والجميع مع التغيير نحو مستقبل أفضل لكن بأقل الخسائر فالدم اليمنى غالي وتاريخ اليمن في التغيير دموي ونريد تغييرا غير دموي هذه المرة ، وعلى الفرقاء السياسيين هذه الأيام ان يتذكروا الصراعات السياسية والدموية في تاريخ اليمن الحديث وليس القديم وحسب ، ومن اهمها إحداث 13 يناير التي أخذت ما أخذت من أبناء اليمن في تصفيه عنصرية وحزبية هي الأعنف دمرت وقتلت أهم الأجيال و الكادر السياسي والعسكري وابرز والقادة والضباط في تلك المرحلة .. وكذا حرب 1994 التي دمرت كل شئ لمستقبل أمه وشعب ولازالت تداعياتها إلى يومنا هذا وكذا حروب صعده الست التي صنعت جرح عميق في الجسد اليمني ولازال لم يندمل بعد ، وكذلك حراك سياسي انفصالي عنصري في جنوب الوطن أصبح له شهداء ومعتقلين فخلال أربع سنوات هي عمر الحراك بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في التظاهرات أكثر من 700 شهيد و الاف الجرحى كل هذا من اجل ماذا وكيف ؟!. لكن تظل اليمن وشعب 60 مليون قطعه سلاح هو الأفضل في قائمة الثورات العربية ولو نظرنا إلى حولنا وما يجري في منطقتنا العربية وثوراتها العبثية التي انحدرت إلى اتجاه مخيف فبعد ليبيا القذافي انتقلت العدواء مباشرة إلى بلاد الشام لتصنع إحداث مؤلمة وحزينة في هذا البلد الجميل والشعب العريق صنعت له مؤامرة خطيرة ليكون الضحايا من شباب سوريا بمقتل أكثر من 800 شهيد واعتقال الآلاف ولا نعرف إلى أين نحن وهم سائرون . وأخير أقدم التهاني القلبية وأطيب التمنيات إلى الشعب اليمني العظيم بمناسبة بالعيد الوطني ال 21 للجمهورية اليمنية (22 مايو) سائل المولى القدير ان يجنب اليمن كل المحن والفتن ويعم الخير والاستقرار كل ربوعها انه على كل شي قدير .. والله من وراء القصد