إن المستعرض لواقع عدن ودور أبنائها يجد إن هذا الدور لم يسمح له بأن يتبلور أو أن يترك البصمة التي يجب أن تكون واضحة وجلية في وقتنا الراهن، والذي يعيش فيه الوطن أزمة جعلت كل من ينتمي إلى منطقة أو إلى مدينة أخرى يعود إلى منطقته ليتكاثف مع منطقته، بل ويتسلح ليحمي الدور الذي يجب أن يلعبه في حماية مصالحه ومصالح أبناء منطقته. من هذا نجد إن دور أبناء عدن تعرض إلى الطمس والنكران للوجود، الأمر الذي جعل الضرورة الحتمية لأبناء عدن أن يتيقظوا ويتنبهوا إلى أن ماتم ممارسته في السابق كان إجحافاً مقصوداً، أو غير مقصود!! فإظهار حسن النية يجعل إبن عدن المتسامح والمتعايش مع كل الطوائف والأفراد والمنتمون إلى مناطق مختلفة يتقبل هذا الوضع متعشماً في أن هناك سوف تكون صحوة لهؤلاء الذين لعبوا دوراً في طمس تلك الهوية والحق، في السماح لأبناء عدن ليس لأخذ دورهم، بل على الأقل في المشاركة في إقتسام الدور لإثبات الدور لذلك الحق والهوية. إلا أن الواقع الذي بدأنا في سرده أكد إن هذه المشاركة لم تأت ولم تتولد حتى يومنا هذا، بل وحتى في ظل الأزمة القائمة، نجد إن هناك من يريد أن يتسابق للوصول إلى مصالح عبر تبني دور في عدن بإسم إبن عدن. هذا يعني إن هناك أزمة يعيشها إبن عدن، أبعد وأعمق من الأزمة التي يعيشها اليمن ككل. فتاريخ عدن مسطور في كتابات وإن أُختزلت هذه الأسطر فهو مطبوع ومترسخ في الأذهان، يشهد بأن عدن لها تاريخ عريق ولأبنائها دور تاريخي في صناعة الأحداث. ولكي يخرج المجتمع اليمني من أزمته الحالية، يجب على أبناء عدن أن يخرجوا من أزمتهم هذه العميقة ليلعبوا الدور في حل أزمة المجتمع اليمني. فتاريخ الشعوب في المجتمعات البشرية يؤكد على دور الفرد والجماعة في بناء المجتمعات، فما بال عندما يلغى دور مجتمع مكتمل، يشهد له في العطاء والبناء والتطوير. لهذا يجب على كافة الفئات المختلفة في المجتمع اليمني في ظل هذه الأزمة في الإعتراف بضرورة الدور الذي يجب أن يلعبه إبن عدن في المشاركة من خلال دوره في عدن في حل الأزمة اليمنية. عدن أحتضت وأعطت الكل فإن دل هذا الشئ، فإنما يدل على رحابة صدر أبنائها في تقبل الجميع، ولكن عندما يصل الوطن إلى شفى هاوية، إذاً هنا يجب أن يأتي الأوان لوضع النقاط على الحروف، خصوصاً وأنها مرحلة حرجة وعجيبة، الجميع فيها كمن يكون فيها على ظهر سفينة إن غرقت لن ينجو منها أحد. هذا الوضع الحرج يتحتم على إبن عدن ليقوم بدوره في أن يأخذ القيادة والريادة لعدن، ويحافظ على طبيعة المدينة المتعايشة مع الكل. أما الذي ينصبوا أنفسهم ولا زالوا يدعون أنهم هم القائمون على عدن، نقول لهم إذا كانت لديكم طموحات قيادية مشروعة تتناسب مع معايير القيادة، يجب عليهم أن يكتسبوا الشرعية القيادية أولاً من أبناء مناطقهم في مناطقهم، وأبناء عدن سوف يقومون بدعمهم متى ما توفرت معايير القيادة لديهم، وسيقفون بجانبهم إذا ما أتبتوا شرعيتهم لذى أبناء مناطقهم. عليه نشير للكل أن يتيقنوا إن السنوات التي مضت وطمست فيها دور أبناء عدن لم ولن تعود. فالواقع الحالي الذي يعيشه المجتمع اليمني في ظل الأزمة الراهنة يؤكد ما عاناه وما عايشه أبناء عدن في السنوات الماضية، لن يكون له وجود في السنوات القادمة. فالطموح حق مشروع لا يستطيع احد نكرانه عندما يبنى على معايير وقيم وأسس صحيحة. د. فاروق حمزه رئيس تجمع أبناء عدن رئيس مجلس الحراك السلمي عدن عدن في سبتمبر 25 2011م