أسوة بالمدن الكبرى والمديريات الرئيسية في عموم محافظات الجمهورية تحتفل مدينة سيئون، وغيرها من مناطق الوادي، والصحراء بمحافظة حضرموت باليوم العالمي للإيدز، الذي ينضوي هذا العام تحت شعار (اتحاد العالم في مواجهة الإيدز، من أجل أجيال خالية من الإيدز، خالية من الإصابات الجديدة، خالية من الوصمة والتمييز، خالية من وفيات الإيدز).مظاهر الاحتفاء بهذه المناسبة، بالإضافة إلى إبراز الجهود الرسمية لمكافحة الإيدز في مديريات الوادي والصحراء بمحافظة حضرموت، وما رصدته من نتائج وإحصائيات بلغة الأرقام.. يحدثنا عنها الدكتور سالم عمر الكاف منسق برنامج مكافحة الإيدز بالوادي والصحراء في معرض رده على أسئلة (الجمهورية) كاشفا النقاب بأن إجمالي الحالات التراكمية المصابة بداء الإيدز قد بلغ(44) حالة مسجلة منذ العام 1987م، وأن الربع الأخير من العام 2010م شهد اكتشاف (4) حالات مصابة بالوباء من بينها شخص أجنبي، ورضيع يبلغ خمسة أشهر. ^^.. ما هي دلالات الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الإيدز؟ أوضح الدكتور الكاف أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز تحت شعار (اتحاد العالم في مواجهة الإيدز، من أجل أجيال خالية من الإيدز، خالية من الإصابات الجديدة، خالية من الوصمة والتمييز، خالية من وفيات الإيدز)، يعد تظاهرة استمرت على مدى واحد وعشرين عاماً، يتم خلالها استعراض ما تحقق من إنجازات، وتنفيذ الالتزامات، وتحقيق الأهداف من قبل القادة في العالم كله بتحقيق الإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية من فيروس الإيدز ومعالجة المصابين ورعايتهم.مشيرا إلى أن أزمة الإيدز والعدوى بفيروسه هي من أعتى الأزمات الصحية التي يواجهها العالم اليوم، ففي العقود الثلاثة الأخيرة أودت هذه الجائحة بحياة 50 مليونا من البشر في العالم، ويقدر عدد المتعايشين مع الإيدز وفيروسه بحوالي 58مليون شخص، 95 % منهم في البلدان النامية. عدم وجود ترصد وبائي فاعل ونشط ^^.. ما هي أسباب ازدياد أعداد المصابين بالإيدز على مستوى العالم؟ يتسبب الإيدز والعدوى بفيروسه في تدمير الأسر والمجتمعات وتقويض النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والصحي وتهديد الأمن وانتشار الأمية وانهيار النظم الصحية، ولا يزال الإيدز يلحق الضرر الجسيم بالنظم الصحية في العديد من البلدان بسبب عدد الضحايا الذين يفتك بهم الداء، وازدياد عدد المصابين في أوساط المجتمع. وهذا لا يبين معدل الإصابة الحقيقية؛ نتيجة لوجود صعوبات في معدل الوصول إلى الحالات المصابة، إضافة إلى عدم وجود ترصد وبائي فاعل ونشط. الحصول على الخدمات الطبية ^^.. ما الفرق بين الحالات الظاهرة المصابة بالإيدز والحالات الخفية؟ الفارق يكمن في أن عدد الحالات الخفية قد تكون أكثر من ذلك والخطورة في أنها تسعى للحصول على الخدمات الصحية في المستشفيات والمرافق الصحية، وهي لا تعلم بإصابتها، أو تخفي إصابتها؛ خوفاً من العار والفضيحة وهروباً من الوصمة والتمييز، أو تحاول الانتقام من المجتمع لعدم مساعدته، وتقبله له فيؤدي ذلك إلى تعرض الآخرين للإصابة بالعدوى. (33.4 )مليون مصاب عالمياً ^^.. كم بلغ عدد المصابين بالإيدز، والمتعايشين مع الفيروس عالمياً، وعلى المستوى المحلي أيضاً؟ إن الإحصائيات الأخيرة لمرضى الإيدز والمتعايشين مع الفيروس عالمياً تبلغ (33.4 )مليون مصاب (متعايش)، على مستوى إقليم شرق الأبيض المتوسط( 350.000 ) مصاب (متعايش) وعلى مستوى اليمن (3154)مصابا (متعايشا).. وهذه الإحصائيات لا تمثل العدد الحقيقي للحالات المكتشفة، وهي في تزايد مستمر، وعلى مستوى الوادي والصحراء- حضرموت، تم اكتشاف( 9 )حالات خلال العام 2010م اثنين أجانب وسبعة من اليمنيين، ليرتفع العدد التراكمي للمصابين بالإيدز إلى (44) حالة، علماً بأن كل حالة مكتشفة تحمل وراءها( 50 )إلى(100 )حالة مخفية حسب تصنيفات منظمة الصحة العالمية وفي أواخر الربع الرابع لهذا العام 2010م اكتشفت أربع حالات بالوادي والصحراء( 2 )يمنيين وطفل عمره خمسة شهور وواحد أجنبي. استقبال الحالات المتعايشة ^^.. ما هي أبرز الخطوات الإجرائية لمكافحة الإيدز التي ستعتمد من قبلكم في العام الجديد2011؟ سيشهد بداية العام افتتاح عيادة بالمختبر المركزي بسيئون للمشورة والفحص الطوعي، بعد أن بدأ المركز العلاجي بالمكلا باستقبال الحالات المتعايشة مع الفيروس لإعطائهم العلاجات اللازمة، وتقديم الرعاية الصحية الكاملة لهم. فرصة التدخل الفاعل زمنياً ^^.. برأيكم لماذا يعد معدل الإصابة بالإيدز منخفضا في اليمن؟ بفضل ما يتمتع به المجتمع اليمني من تحصين ديني وأخلاقي فإن اليمن تعتبر من الدول ذات معدل انتشار منخفض لفيروس الإيدز، وهذا الوضع يعطي فرصة للتدخل الفاعل زمنيا، ولكنه في ذات الوقت يدعو إلى تبني استراتيجيات خاصة للتعامل مع جميع المواطنين، والفئات الأكثر عرضة للخطر بالإصابة وانطلاقاً من رؤية اليمن المستقبلية حتى عام 2025م فإن الإستراتيجية الوطنية تدعو إلى تضمين مكافحة الإيدز في جميع السياسيات، والخطط، والبرامج التنموية، والصحية. علاجات الأمراض الانتهازية ^^.. ما هو تقييمكم لالتزامات وزارة الصحة والسكان في مكافحة الجانحة؟ لقد التزمت وزارة الصحة والسكان بتوفير الرعاية الصحية المجانية لمرضى الإيدز في توفير علاجات الإيدز القهقرية، وعلاجات الأمراض الانتهازية، والأمراض المنقولة جنسياً ، وفحوصات الإيدز والخدمات الوقائية كالتوعية الصحية، الخط الساخن، خدمات المشورة والفحص الطوعي، وخدمات الوقاية من انتقال العدوى بفيروس الإيدز من الأم الحامل الحاملة للفيروس إلى الطفل، وخدمات الوقاية بعد التعرض المهني لعدوى فيروس الإيدز. استهداف كافة شرائح المجتمع ^^.. ماهو طبيعة الدور الذي تلعبه التوعوية ضمن نشاطاتكم وبرامجكم؟ انطلاقاً من الإيمان بأهمية الجهود التوعوية حول وباء الإيدز باعتبارها الخيار الوحيد لوقاية أفراد المجتمع من مرض ليس له علاج أو لقاح واق لحد الآن، فإن فرع المشروع الوطني لمكافحة الإيدز بمكتب الصحة والسكان بالوادي والصحراء بحضرموت يبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال من خلال القيام بالحملات للتوعوية الشاملة حول الإيدز، وخطورته، وكيفية الوقاية منه، والتي تستهدف كافة فئات المجتمع كإلقاء المحاضرات التوعوية بالمدارس، والمعسكرات، والأندية الشبابية، وتنظيم اللقاءات مع الجهات ذات العلاقة للمساهمة في الحد من انتشار ذلك الوباء الخطير.. بالإضافة للإشراف والمتابعة المستمرة لحاملي الفيروس، وتوعيتهم للحد من انتشار الفيروس لأقرانهم وتقديم الرعاية الصحية الكاملة للمصابين، ويشمل الدعم النفسي، وتقديم المشورة لهم ولأفراد أسرهم، مع التركيز على المتابعة، والإشراف على مختبرات المؤسسات الصحية العامة، والخاصة الناقلة للدم، والتأكد من سلامته من الفيروسات المعدية، وتشمل فيروس الإيدز، والتنسيق مع المراكز العلاجية بصنعاء، وعدن، والمكلا لتقديم العلاج المجاني للمرضى، وحاملي الفيروس، وتقديم يد العون والمساعدة انطلاقاً من الشعار العالمي لهذا العام 2010م، والذي يؤكد ويدعم المفهوم العام للاستحقاق، والحصول على كافة الخدمات الصحية، والعلاجية، وتأهيلهم، لكي يساهموا في نشر الوعي الصحي بين اقرأنهم، وكافة أفراد المجتمع بكل شرائحه الاجتماعية. وكي يشعر المصاب والمتعايش مع الفيروس بأنه مقبول اجتماعيا ومن حقه الحصول على العلاج وأن يعيش آمنا، ومستقراً ومطمئنا بأن حقوقه محفوظة ومكفولة من قبل القادة، وجميع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه. ^^.. كلمة أخيرة في ختام اللقاء. إن مشكلة الإيدز مشكلة مستفحلة وعواقبها وخيمة، وستستمر معاناتها أجيالاً؛ ولذا يجب تضافر الجهود الوطنية للوقاية منه بالتوعية الصحية المستمرة ومعالجة المصابين، والمتعايشين مع الفيروس، ومعرفة أسباب وطرق انتقاله بين أفراد المجتمع؛ لكي نتجنب الإصابة به وننشر العفة بالالتزام بالتشريعات الإسلامية والتقوى والخوف من الله جل جلاله، وتعالت عظمته.