لا يسعني في البداية إلا آبارك للأمة اليمنية قاطبة في الداخل والخارج عودة فخامة رئيس الجمهورية إلى ارض اليمن سالما معافا ومحاطا برعايته الخالق عز وجل بعد رحلة علاجية في الشقيقة السعودية جراء الحادث الإجرامي الذي استهدف شخصه ومعه حشد من أعضاء حكومته ومرافقيه , كما يسعدني ان أزف اسمي آيات الشكر والعرفان للسعودية ملكا وشعبا لما قدموه لليمن ورئيسها من عناية ورعاية فاقت حدود العقل والرجأ وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على العلاقة الإخوة الوطيدة التي تجمع فخامة رئيس الجمهورية بأخيه خادم الحرمين الشريفين وكذلك الشعبين الشقيقين وتاريخهما ومستقبلهما المشترك. ان عودة فخامته جاءت في وقت كان فيه اليمنيون في اشد الحاجة لمجيئه لقيادة دفتهم وبحكمته المعتادة وبعد ان ضاقت بهم السبل ذرعا خلال فترة غيابه التي استمرت أكثر من ثلاثة أشهر نتيجة تهور المتهورين والطامحين ظلما وعدوانا لسلطة مغتصبة قرابينها خيرة شباب البلد المغرر بهم لذلك عبر اليمنيون عن فرحتهم بحشود مليونية ملئة الساحات والميادين العامة بعد صلاة الجمعة . لقد قطعت دعوة فخامته كل أطراف الأزمة الراهنة إلى العودة إلى طاولة الحوار وتأكيده ان الحلول لا تأتي من أفواه البنادق والمدافع وإنما من خلال العمل السياسي البناء والوطني نصف الطريق لحل الأزمة وأبرزت جليا الدور الرئيسي الذي عاد لأجله والمتمثل بالخروج بالبلاد من الأزمة الحالية وتجنيبه ويلات الحروب والصراعات المختلفة من خلال استئناف عمليات الحوار والتباحث حول آليات اعتمال حل الأزمة بطرق مشروعة وسلمية . كما ان إطلاق تلك الدعوة بعد ان وطأت قدماه ارض المطار مباشرة أظهرت حسن النية وجاءت لتقطع الطريق أمام الشائعات المفتعلة والرامية إلى إقلاق الناس وتخويفهم بان عودته جاءت للانتقام لشخصه بعد حادثة النهدين الأليمة والتي دأبت وسائل إعلام حزبية مختلفة على نشرها والترويج لها منذ فترة , ولقد كان لهذه الدعوة الصادقة مفعول السحر في إبطال كل التوجسات والتخوفات لدى المتابع للشأن اليمني في الداخل والخارج والتي تكونت بفعل الإعلام المضاد والموجه , كما أنها عبرت عن مدى حرص فخامته الوطني منة خلال تنازله عن حقه الشخصي والبدء مباشرة بالبحث عن الآليات الكفيلة بالخروج بالبلد من أزمته ومد يده لخصومه مرة أخرى وبصورة سامية جدا . إذا عودته ودعوته للحوار هي فرصة حقيقية وسانحة أمام أحزاب المشترك والقوى الشبابية والعسكرية والقبلية التابعة لهم للعودة إلى طاولة الحوار وفرصة أكيدة لإحياء المبادرات الإقليمية والمساعي الدولية الرامية إلى حل أزمة اليمن وديا وحفظ دماء أهله وصالحه العام وعلى أحزاب المعارضة التقاط هذه الفرصة بأسرع ما يمكن واثبات صدق نواياهم وتوجهاتهم الوطنية وبعد ان أصبحت الكرة في ملعبهم وعليهم الإدراك تماما ان التملص من هذه الدعوة او محاولة التهرب منها خيانة لآمال الشعب اليمني وتطلعاته في الوفاق والتوافق وقد تعرضهم للمسائلة والمحاسبة محليا ودوليا . كلنا أمل بان صوت العقل في المعارضة سيكون هو المسموع وبان كلمته هي الفصل كما إننا لا زلنا نعول على العقلاء فيهم كثيرا في ترجيح كفة المصلحة العلياء للوطن وأمنه واستقراره على كفة المصالح والاعتبارات الشخصية.