تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ .. هذا هو واحد من الأمثال القديمة الحديثة التي يتداولها العرب ..لكن رياح سفينة اليمن رياح فاقت كل توقعات علماء الإرصاد كونها لم تندرج في أبجديات الرياح الموسمية او الفصلية أو السنوية كون جميعها مغايرة لكل توقعات علماء الفلك قديما والإرصاد حديثاً. بيد ان المجريات على الواقع السياسي اليمني تستدعي العقول أن تضع علامات الإستفهام سواء على الواقع القديم أو الحديث بإعتبارها فاقت كل التكهنات السياسية والضليعين في علم النجوم والتنجيم وهو ما جعلني ان أذكر بعضا منها وهي كثيرة جدا سواء كانت في التاريخ اليمني القديم او الحديث !!. ربما أن هناك تشابه في معظم الأحداث التي مرت بها اليمن حتى اليوم الا ان هناك فوارق بالرغم من ان القدر واحد؟!..ولو نعود فقط بذاكرتنا الى سبعينات القرن الماضي لوجدنا ان هناك تشابه وتقارب بين الملك الحميري أسعد الكامل وتولي علي عبدالله صالح مقاليد حكم اليمن في 17 يوليو 1978م.. الربط بين حكم الملك الحميري اسعد الكامل والرئيس علي عبدالله صالح هو ان الأول تولى عرش مملكة حمير واليمن مفكك وكان عبارة عن دويلات تعيش في صراع دائم وأستطاع ان يوحد اليمنيين ويعيدهم الى الدولة اليمنية الواحدة وأطلق عليه مسمى أسعد الكامل لأن سعادة اليمن واليمنيين أكتملت.. وهناء أجزم وأقول ان الرئيس علي عبدالله صالح تولى مقاليد حكم اليمن في 17 يوليو 1978م وكان اليمن يعيش في حالة تفكك وخوف سواء على مستوى المؤسسة الدفاعية أو الأمنية ناهيك عن الحروب القبلية التي أندلعت بين بعض القبائل اليمنية تزامناً مع تولي الرئيس صالح مقاليد الحكم لتأتي بعد ذلك حرب شمال اليمن وجنوبه آنذاك ويدخل اليمن في مرحلة من الصراعات البينية حتى على مستوى القبيلة . تمكن علي عبدالله صالح من إخماد الكثير من الفتن والحروب القبلية شرح ذلك يطول وتمكن من اعادة الوحدة اليمنية بالرغم من محاولات الإغتيالات المتكررة للرئيس صالح وإعادة اليمن الى مربع العنف وفعلا عادة حرب صيف 1994م وأنتصرت الوحدة ودخلت بعدها اليمن في أتون الحرب الباردة وصراع المعمعة الخوض فيها يطول شرحه ، حتى جاءت أحداث 2011م للإطاحة بالرئيس صالح بالرغم ان فترته الإنتخابية لم تنتهي وأستطاع الربيع العبري الذين خرجوا فيه أولئك من تضرروا من مشروع الاصلاح النهضوي الذي تضمنه البرنامج الانتخابي للرئيس صالح الذي تمكن في بدايته من التركيز على أخطبوط الفساد وهو ما جعلهم يخرجوا لتفريغ الدستور والقانون من محتواه لتدخل البلاد في مرحلة اللادستور واللاقانون وهو ما حدث فعلا وفقا للمخطط التخريبي بالرغم من استعداد صالح بالتغيير وإدخال تيار الشباب في منظومة الحكم الا ان مطالب التغيير تحولت الى رحيل وفقا للمخطط التدميري وتتخذ الأحداث مجريات حتى حدثت جريمة تفجير مسجد رئاسة الجمهوري وكان المخطط يهدف للقضاء على قيادة الدولة بما فيهم الرئيس صالح الذي كان هو الهدف الأول في المخطط؟!. بالرغم ان الغاز الذي استخدم في عملية تفجير مسجد الرئاسة كان قاتلا الا ان عناية الله والقدر لطف باليمن واليمنيين وخرج من الرئيس صالح حيا برغم تأكيدات المنفذون مقتلة مع من استشهد في المسجد وشهدوا وهللوا بإنجازهم التدميري الا ان عناية كانت كفيلة بالإبقاء على الرئيس صالح..!. فعلا كنا شبه مصدقين لكل ما قالوا وأشاعوا عن مقتلة خاصة نوعية الغاز الذي تم استخدامه في عملية التفجير الإجرامية. عندما ظهر الرئيس علي عبدالله صالح على صوت وصورة ذهل الجميع وقلنا ان هذه معجزة إلاهية والله لم يبقي عليه حيا الا لشأن كبير من أجل اليمن واليمنيين وسلم بعد ذلك السلطة وكان بمقدورة القضاء على الفتنة ورأسها لان كل القوة كانت بيده الا ان إنسانيته وعفويته أبت ذلك وقرر تسليم السلطة بإرادته.. وتمر الايام لتأتي بجديدها فتجعلنا ندرك ونتأكد من ان المعجزة الإلهية جمعت بين قدر الرئيس الصالح واليمن واليمنيين واليوم اعتقد ان الجميع عرف ماهو الشأن الذي وضع الله سره في شخص الزعيم علي عبدالله صالح من خلال الحرب التي نفذها ومستمرة في عدوانها 17 دولة عربية وأجنبية والكلام شرحه يطول وخير الكلام ما قل ودل. كل عام والزعيم علي عبدالله صالح واليمن وشعبه بالف خير.