الطفولة مرحلة نمو تتصف بخصائص وعادات وتقاليد وميول وأوجه نشاط وأنماط سلوك متميزة ، فالأطفال في كل مجتمع لهم مفردات لغوية وعادات وقيم وطرق خاصة في اللعب وأساليب خاصة في التعبير عن أنفسهم وفي إشباع حاجاتهم ، كما أن لهم تصرفات ومواقف واتجاهات وقدرات عقلية ونفسية واجتماعية ولغوية خاصة بهم . ونجد أن الأطفال لا يشكلون جمهوراً متجانساً بل يختلفون باختلاف أطوار نموهم ويترتب على ذلك خصائص الطفل عبر هذه المراحل في الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة وتباين الأطفال في المرحلة الواحدة تبعاً للمطالب النمائية لكل مرحلة من هذه المراحل . ولعل تعلم النطق ولفظ الكلمات من أهم مظاهر النمو لدى الطفل ، وهو مؤشر للنمو العقلي والاجتماعي والنفسي والبدني ، فعلى الوالدين ملاحظة هذا الأمر ومتابعة طفلهما وتنمية مهارة الكلام لديه بشتى الوسائل دون إثارة الخوف والقلق إذا تأخر قليلاً عن أقرانه وليس هناك حد واضح للتأخر كون ذلك يختلف من طفل إلى اخرلاسباب نفسية وصحية ووراثية .. وغالباً يتوقع الأطباء أن الطفل إذا وصل عمره إلى السنة الرابعة وتأخر النطق لديه ولم يتقن الكلام أو لديه صعوبة في نطق الحروف فإن ذلك يعد مؤشراً أولياً على أن الطفل سيعاني من عسر القراءة (دسلكسيا) وهي إحدى صعوبات التعلم الخاصة أساسها اللغة والمهارات اللفظية والغير لفظية ، فهي صعوبة في تلقي العلم وتحصيل المعلومات خارج نطاق أي إعاقة حسية أو حركية أو عقلية ، فعادةً ترافق الدسلكسيا صعوبة في النطق مع سلامة السمع والبصر حيث تعد إحدى المشكلات النفسية الأساسية الخاصة بفهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو القراءة والتهجئة. فالعسر القرائي هو صعوبة في القراءة تحدث لدى الطفل رغم ذكاءه ورغم الظروف التعليمية والاجتماعية المناسبة وبرغم عدم وجود اضطرابات نفسية أو انفعالية أو عصبية فالمشكلة في وجود قصور في القدرات الصوتية لدى الطفل. وفي هذا السياق أثبتت الدراسات أن طفلاً واحداً من بين عشرة أطفال مصاباً بعسر القراءة يحتاج إلى العناية والاهتمام من الوالدين والمعلمين ، وإحاطتهم بظروف مشكلته وإتباع أفضل الطرق التربوية والتعليمية للتخفيف من حدتها . وقد يتعرض الأطفال في مجتمعنا المحلي للاستهزاء والسخرية بسبب عدم قدرتهم على القراءة أسوةً ببقية زملائهم في المراحل التعليمية الأساسية الأولى والذي ينعكس سلباً على نفسيتهم وتوافقهم الاجتماعي والانفعالي وعلى مستقبلهم العلمي والدراسي. عودةً على بدء .. ينبغي التأكيد على أن تأخر النطق والكلام عند الطفل هي إحدى المؤشرات المبكرة للإصابة بالدسلكسيا والتي قد تشمل جوانب أخرى كفرط النشاط وكثرة الحركة وضعف التركيز وعدم القدرة على تمييز الاتجاهات واختلاط اليمين والشمال وضعف الذاكرة قصيرة المدى ... وغيرها من الأعراض التي تحتاج منا إلى تفهم مشكلة أطفالنا والتعامل معها بحرص ومسئولية ومعرفة حقيقية كونهم يتمتعون بمعدل ذكاء عالٍ والسعي للتخفيف من شدة الإصابة بمساعدة الطفل المصاب بوسائل علاجية نفسية وطرق تعليمية تخاطب حواسه المتعددة من سمع وبصر ولمس والتعامل معه بمودة فائقة وجهد خالص وصبر وتفاني حتى يصل إلى المستوى الدراسي المأمول والمرجو ، ويلحق بزملائه وأقرانه في المدرسة وتشجيعه في كل المراحل الدراسية حتى يتمكن من مواصلة تعليمه دون تذمر أو إحباط أو تعثر حتى لا يقع أسيراً لمفهوم الذات المنخفض الذي يؤثر سلباً على معنوياته ونفسيته ومستواه الدراسي فتجعله يفقد الدافعية لمتابعة التعلم . أن الأطفال هم عالمنا الذي نحياه ونحيا به ومن اجلة وهم يومنا وغدنا ومستقبلنا الاتى والا جمل وااثارنا التي تبقى ,و إن حياتنا التي نعيشها هي امتداد للطفولة عبر الأزمنة .ِِ أطفالنا أكبادنا تمشى على الأرض فلنكن نعم المعينين لهم في حياتهم العلمية والعملية من أجل مستقبل تعليمي أفضل. [email protected]